''إرهاب اليمين المتطرف'': إبادة باردة لمصلّين على المباشر (فيديو + صور)

السفير – وكالات

يوم جمعة أسود في نيوزيلندا الدولة الجزرية الواقعة جنوب غرب المحيط الهادئ، 49 قتيلا و20 جريحا إلى حد الآن هي حصيلة الهجومين الذين استهدفا مسجدين في الدولة الهادئة التي عرفت بإنخفاض معدل الجرائم فيها، وهو يوم وصفته رئيسة وزراء البلاد “بأحد أحلك أيام نيوزيلندا”.

ولئن إعتقلت السلطات 4 أشخاص وفككت عبوات ناسفة عثر عليها داخل سيارات في محيط المسجدين، فإن الهجوم بدا أنه مخطط له بعناية ويحتمل تورط عناصر أخرى فيه، وتم رفع مستوى تهديد الأمن القومي إلى ثاني أعلى مستوى.

وقد وقع إطلاق النار الأعنف في “مسجد النور” بوسط مدينة كرايست تشيرتش في حوالي الساعة 1:45 بالتوقيت المحلي،  وكانت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن قالت إن 30 شخصا قتلوا هناك.

من هو سفاح المسجدين؟

نشر برينتون تارانت المنفذ المفترض لهجوم المسجدين في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، بيانا عبر الإنترنت، شرح فيه “دوافعه” للجريمة، وأقر فيه بأنه أقدم على الإجرام بدافع “الإرهاب”. واعتبر تارانت أن تدفق المهاجرين على الدول الغربية يشكل أخطر تهديد لمجتمعاتها، ويرقى إلى ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية للبيض”، وأن وقف الهجرة وإبعاد “الغزاة” المتواجدين على أراضيها ليس “مسألة رفاهية لشعوب هذه الدول، بل هو قضية بقاء ومصير”.

وفيما يتعلق بأهداف الهجوم، يؤكد تارانت أنه جاء من أجل “إقناع الغزاة بأن أراضينا لن تصبح لهم أبدا”، وانتقاما لـ”ملايين الأوروبيين الذين قتلهم الغزاة الأجانب عبر التاريخ وآلاف الأوروبيين الذين قضوا في هجمات إرهابية على الأراضي الأوروبية”. أما الأهداف العملية، حسب تارانت، فهي تقليص الهجرة بترهيب “الغزاة” وترحيلهم، وإثارة رد فعل عنيف من “أعداء شعبي” كي يتعرضوا لمزيد من العنف في نهاية الأمر.

كما ذكر تارانت أنه يسعى لدق إسفين بين أعضاء حلف الناتو الأوروبيين وتركيا، بهدف “إعادتها إلى مكانتها الطبيعية كقوة غريبة ومعادية”. وحول اختيار نيوزيلندا موقعا لتنفيذ الهجوم، كتب تارانت أنه جاء للفت الأنظار إلى “حقيقة الاعتداء على حضارتنا”، التي ليست في مأمن من خطر المهاجرين حتى في “أبعد بقعة منها”.

ويؤكد تارانت أنه لا يشعر بالندم و”يتمنى فقط أن يستطيع قتل أكبر عدد ممكن من الغزاة والخونة أيضا”، وأنه “ليس هناك من بريء بين المستهدفين، لأن كل من يغزو أرض الغير يتحمل تبعات فعلته”. وذكر تارانت أنه يدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “كرمز للهوية البيضاء المتجددة والهدف المشترك” وليس بصفته السياسة.

في حين لم يصدر الرئيس الأمريكي حتى اللحظة تعليقا أو بيانا ، لكن السفير الأمريكي في نيوزيلندا، سكوت براون، قال إنه فُجع بسبب الحادث.
 

ولم يكتف الإرهابي الأوسترالي ذو 28 عاما بالبيان، بل أمّن بثا مباشرا لجريمته النكراء، ونقل بإحترافية المجزرة التي إرتكبها في المسجد الصغير، ليبدو المشهد لشدة فظاعته شبيها بألعاب الفيديو المنتشرة على الأنترنات.. 

أستراليا: منفذ الهجوم إرهابي متطرف يميني عنيف

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أن إطلاق النار على أحد المسجدين المستهدفين في كرايست تشيرش نفذه مواطن أسترالي، وصفه بأنه “إرهابي متطرف يميني عنيف”، مشيراً إلى أن سلطات نيوزيلندا تتولى التحقيق، دون إضافة المزيد من التفاصيل حول هويته.

واكتفى بالقول إن أجهزة الأمن الأسترالية تحقق بشأن روابط محتملة بين أستراليا والهجوم، مؤكداً دعمه الكامل لنيوزيلندا.​​​​​​​ وقال: “لسنا حليفين فحسب، لسنا شريكين فحسب، نحن عائلة”.

مجلس مسلمي بريطانيا يطالب بحماية المساجد من جرائم الكراهية

وأدان مجلس مسلمي بريطانيا الهجوم على مسجدين في نيوزيلندا ووصفه بالمرعب والجبان والإرهابي المعادي للإسلام. وطالب هارون خان أمين عام المجلس السلطات البريطانية مضاعفة جهودها في حفظ أمن المساجد، وتساءل في البيان عن إجراءات الحكومة البريطانية التي يمكن أن تتخذها لمكافحة زيادة محتملة في هجمات اليمين المتطرف مع مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

ودعا هارون الحكومة البريطانية إلى إعادة فتح برنامج دعم مالي حكومي كان مخصصا لتشديد معايير الأمن لدور عبادة يحتمل أن تتعرض لهجمات كراهية، وشدد على أن المسلمين وأقليات أخرى لديهم قلق من هجمات كراهية يشنها أفراد من اليمن المتطرف.

وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت عن خطة لنشر عدد أكبر من الشرطة حول المساجد، وحثت الناس على التكاتف في وجه التطرف.

وتعتبر نيوزيلندا عامة بلدا مرحبا بالمهاجرين واللاجئين. والعام الماضي أعلنت رئيسة وزرائها أن البلاد سترفع من معدل استقبالها للاجئين من 1000 الى 1500 بدء من 2020.​​​​​​​ وعمليات إطلاق النار الجماعية في نيوزيلندا تعد نادرة للغاية. وكان أكثرها دموية في التاريخ الحديث في بلدة أراموانا الصغيرة عام 1990، عندما أطلق المسلح ديفيد جراي النار، وقتل 13 شخصًا بعد نزاع مع أحد الجيران.