YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – أبو سلمى

ليست مجرد صدفة ما تشهده البلاد مؤخرا من تنامي عمليات الاعتداء على بيوت الله، وليست أبدا من أعمال مختل عقلي ومريض نفسي أو عنصري متطرف. إنما هو جزء جديد من مخطط صناعة فلم الإرهاب في جزئه الثاني برعاية خلايا الإجرام والاستخبارات وبعض القصور والسفارات..

الاعتداء على المقدسات وبيوت الله تذكرنا أيضا قبل سنوات بالاعتداء على بعض الزوايا والأضرحة لإثارة الجدل حول وجود التطرف الديني واستشرائه في البلاد وبالتالي الدفع نحو بعض الاجراءات القانونية والسياسية والأمنية والحال أن أصحاب هذه الأعمال دائما ما يكونون في محل المبني إلى المجهول.

فعندما تريد خلايات الاستخبارات القذرة المعششة في بلادنا والتابعة لدول استعمارية وعميلة وإرهابية صهيونية، صناعة بؤرة جديدة من الإرهاب وتجنيد بعض المتحمسين والمتطرفين، تعمل على إثارتهم عبر أعمال استفزازية ضد المقدسات الدينية والترويج لها إعلاميا عبر قنواتها وعملائها الجاهزين مسبقا للمهمات الدنيئة. ومن هذه الأعمال الاعتداء على المقدسات والمشاعر الدينية والإيهام بوجود حرب ضدّ الإسلام في دولة الحال أنها مسلمة بل ومن أعلام الدول الإسلامية وهي بلاد الزيتونة والقيروان..

وليست تصريحات الرئيس قيس سعيّد قبل أيام قليلة ببعيدة عن هذه المعاني عندما قال أن بلادنا تتعرض لمؤامرات مرتبطة بأجندات بعض الدول. والجميع اليوم من المتابعين والمتتبعين للشأن العام بات يعرف هذه الدول الاستعمارية و الصهيونية والمتصهينة التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار تونس وإفشال تجربتها السياسية النوعية الفريدة في العالم العربي وشمال إفريقيا.

تونس اليوم للأسف هدف غير مشروع لهؤلاء الإرهابيين الدوليين الذين يشغلون كبريات المناصب والمراكز السياسية في دولهم، وليس لهم سلاح ضدّ بلادنا غير الإرهاب الذي ينم على نمط تفكيرهم ونوع نفوسهم المريضة التي تتغذى فقط على الظلم والاستبداد وتركيع الشعوب وحتى الدول.

فمن لا يعرف اليوم الدور القذر لدويلة الإمارات في تونس وكل المنطقة العربية من اليمن إلى الصومال إلى تونس والجزائر وليبيا. ومن لا يعرف علاقة هذه الدويلة بالكيان الصهيوني الحميمة حتى أنها أصبحت ذراعا من أذرعة إسرائيل في بلاد العرب عبر تدخلها المالي والاستخباراتي. وقد وردت في هذه الدويلة الخليجية تقارير عديدة تفضح دورها التخريبي في المنطقة وعلاقتها بالأجندا الصهيونية العالمية وهدفها الهمجي في الإطاحة ببعض الحكومات العربية التي تصفها بذات منهج “الإسلام السياسي”. وهو دون شك دور غير شرعي وتدخل سافر في شؤون الدول وشعوبها التي ارتئت في بعض محطاتها الانتخابية التصويت لمن رأته الأصلح لحكمها وإن كان لفترة محدودة من الزمن..

هؤلاء عبر قنواتهم المالية والإعلامية والاستخباراتية وبالتعاون مع دولة الاحتلال الغاشم وبعض عملاء الداخل والخارج يقفون دونما ريب وراء كل الإرهاب الذي حصل ويحصل في بلادنا. وهم الآن يستعدون للفصل الثاني من فلم الإرهاب المدعم من الاستخبارات والخارج عبر فتح باب الانتداء عن طريق تحريك بعض مجرميهم لاستفزاز المقدسات والمشاعر الدينية وتغذية روح الكراهية ضد كل من يخالف أصحاب المنهج الفكري الإسلامي في بلادنا.. ولاشك أنها أعمال مفضوحة ويعرفها اليوم كل التونسيين شعبا وحكومة ورئيسا ولكن ما ينقصنا فقط هو بعض المصارحة ووضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها..

فهل تكف فرنسا – التي خسر أصدقاؤها الحكم خلال الانتخابات الأخيرة- والإمارات -التي تعمل على الإطاحة بأعدائها الإسلاميين- وإسرائيل – التي تبحث عن إثارة الفوضى والحروب الأهلية في كل البلدان العربية- عن صناعة ودعم الإرهاب في بلادنا عبر بعض رجال الأعمال المشبوهين وخلاياهم الإجرامية والإرهابية في بلادنا ؟؟

لابد من وضع حد لهؤلاء قبل فوات الآوان ولابد للرئيس قيس سعيّد أن يسمي الأشياء بأسمائها ويصارح الشعب بهوية هؤلاء الذين يتآمرون على تونس..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…