YOUR EXISTING AD GOES HERE

السفير – وكالات

ما يجري في إدلب الآن هو معركة سايكس بيكو الثانية ورديفتها الصفقة الكبرى.
والقصد منها استكمال سايكس بيكو الأولى ورديفها وعد بلفور.
ومثلما كان العملاء من حكام العرب في الأولى أدواتها فهم الآن أدوات الثانية بدور أكبر إذ هو صار الآن بخيانة الاغنياء ولا يقتصر على خيانة الفقراء من اعراب الجزيرة كما في المرة الأولى.
وليس عندي شك في أن تركيا ستربح المعركة بإذن الله وعونه.

وإذن فهي معركة القضاء على هؤلاء العملاء ومن انضم إليهم من علمانيي الأكراد الذين هم حلفاء الباطنية وحلفاء الصهيونية في المعركة منضمين إلى الثورة المضادة في الاقليم.
أعلم أن الحمل ثقيل لأن اعداء تركيا خمسة أصناف:
الصفوية ومن ورائها روسيا
والصهيونية ومن ورائها أمريكا.
ولولا ضوء هذين الأخضر ومنع تسليح المقاومة لانتصرت من السنة الأولى.
ثم أعراب الثورة المضادة بوصفهم عبيدا للأربعة الأول.

لكن شعوب الإقليم غير هؤلاء العملاء الذين لا شرعية لهم وتلك علة حاجتهم للحماية من الأربعة الأول.
فهم يستمدون بقاءهم من حاجة الصفوية والصهيونية وروسيا وأمريكا لاستعمالهم في تخريب الأمة ومنعها من استئناف دورها.
أما الشعوب فهي مع تركيا بقلوبها وبعقولها وكل الشباب مستعد للتطوع للجهاد والمشاركة في المعركة ضد سايكس بيكو الثانية.
والمعركة التي انتصرت فيها تركيا في الحرب العالمية الأولى كانت بفضل مشاركة شباب الأمة في جيش الخلافة.

إنها بداية نهاية الكرة الثانية التي تشير إليها سورة الاسراء.
إنها المعركة الحاسمة. فانتصار تركيا الذي هو وعد إلهي والله لا يخلف ميعاده يعني أن تمزيق دار الإسلام واخراج الأمة من التاريخ الذي دام قرونا بدأت نهايتهما لأن اقليمنا الذي هو مركز دار الإسلام بدأ يستعيد عنفوانه بعد أن كان يوصف بالرجل المريض.
اليوم الأمة استعادت عنفوانها وقوتها.

ولا أريد مزيدا من الكلام في الاستراتيجيا المناسبة لربح الحرب.
فلي ثقة في قيادات تركيا وجيش الثورة السوري. لكن أوكد على امرين.
فالجمع بين نوعي الحرب أي المناجزة يؤديها الجيش المحمدي والمطاولة التي تؤديها المقاومة السورية هما الحل لأن اجتماع كل هؤلاء الاعداء لا يمكن هزيمتهم من دون أسلوب القتال المحمدي.

فالمعلوم أن مفهومي المناجزة والمطاولة خلدونيان.
وهما ملازمان لكل استراتيجية سياسية سواء تعلق الأمر بالحروب أو حتى بالتنافس السلمي في الأنظمة الديموقراطية وحتى قبلها في آليات التداول حتى بين الأجيال.
فالذي بيده الحكم يناجز والذي يسعى إليه يطاول. وبلغتنا الحديثة يمكن المقابلة بين الاستراتيجيتين بالحسم الفعلي في المعارك حربية كانت أو سلمية والاستنزاف خلال الاستعداد للوصول إلى الغاية حربيا كان أو سلميا.

فما كان خالد بن الوليد ينتصر على فارس وبيزنطة فيخرجهما من العراق وسوريا لولا الجمع بين أسلوبي الحرب حرب الصفوف التي لا تكون إلا مناجزة وحرب الكر والفر التي لا تكون إلا مطاولة.
انتصارات المسلمين المذهل في نصف القرن الأول على كل قوى العالم التحضر المحيطة بإقليمنا شرقه وغربه في ذلك الوقت كانت ثمرة الجمع بين الاستراتيجيتين.

وذلك هو اللغز الذي حير الكثير من محاولي فهم سرعة الانتصارات الاسلامية رغم أن العرب لم يكن لهم بالقياس إلى من هزموهم أدنى شروط النصر لو اقتصرنا على العوامل المادية ولم نعتبر دور هذين العاملين. فالإسلام رسالة كونية كل من يعتنقه يصبح مساويا لأهله وليس عبدا لهم فيتحرر ممن كانوا يستعبدونه قبل الإسلام والجمع بين نوعي الحرب استراتيجية تجمع بين الاجتهاد والجهاد عملا على علم.

فالاستراتيجيا التي اتبعها قادة الفتح هي استراتيجية الجمع بين الصفوف في المناجزة والكر والفر في المطاولة.
• والأولى دليل على القوة التي صارت بالفعل في الحرب الخاطفة.
• والثانية دليل على القوة المتنامية مرورا من القوة إلى الفعل في الحرب الطويلة.
المطاولة لضرب الروح لأن شرطها النفس الطويل. والمناجزة لضرب المادة لأن شرطها الحسم السريع.

ولهذه العلة فحرب المطاولة تسبق حرب المناجزة لأنها تربح المعركة الروحية أو حرب المعنويات قبل المرور لحرب الماديات.
وهذه تتدخل لحسم المعركة بعد أن تكون تلك قد مهدت المناخ الروحي لهزيمة العدو.
وقد شاء الله وصدف التاريخ أن توفر النوعان لتركيا حاليا. فالمقاومة السورية التي تطهرت من أمراء الحرب ودربتها تركيا تطاول والجيش المحمدي يناجز فيحسم مع الحذر.

إنها إذن رؤية مقابلة تماما لرؤية كلاوسفيتز الاستراتيجية: هو يعتقد أن الحرب تربح روحيا في الغاية فتكون نتيجة للمناجزة في الغاية ونظرية ابن خلدون تعكس.
المناجزة تأتي في الغاية لأن من يهاجم لا يستعملها إلا بعد أن يفقد خصمه المعنويات فيربح الحرب النفسية والروحية قبل خوض الحرب المادية: كسر الجيش واحتلال مصادر قوته تأتي بعد إضعاف روحه.

والحذر هو ألا يتدخل المناجز إلا للضرب الحاسم.
لا بد أن يتجنب المطاولة.
ينبغي أن تكون ضرباته إذا ضرب لها الرمز القرآني العظيم {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}. بمعنى أن الرمية ينبغي ألا يبقى للعدو بعدها حيثما حصلت ما يمكنه حتى من رد الفعل لأن هدف أي ضربة خاطفة هي الضربة القاضية فالحسم لا يكون بالنقاط.

قبل أي لقاء بين زعيم المسلمين -أردوغان-والمافيوزي -بوتين- لا بد أن تدفع روسيا دون غدر تركي ما يضاهي ما دفعته تركيا بالغدر الروسي-كما لا كيفا لأن الشهداء لا يضاهيهم المجرمون-بضربة مماثلة لئلا يظن أن تركيا هي التي تحتاج للقاء أو التي تطلب التفاوض.
فإذا لم يحصل ذلك قريبا فليؤجل اللقاء إلى ما بعد حصوله ولتواصل تركيا كسر العمود الفقري للنظام.

وإذا كانت روسيا قد تنصلت من مسؤولية الغدر ونسبت ما حدث للنظام فيمكن لتركيا أن ترد بالمثل وتنسب الرد للجيش السوري فتكون خدعة بخدعة.
وليبق تسليح الثوار رادعا بشرط أن يكون بيد أمينة حتى لا ينتقل لمخترقيها المحتملين فيحاولون تشويه الثورة وتوريط تركيا في ما لا لا يقبله الحلف الاطلسي خارج حدودها.

وجامعة الدول العربية” ينبغي أن تسمى “جامعة المحميات العربية” إذ لا يوجد في أي منها نخبة سياسية تستحق الاحترام فيسمى ما فرضت عليه لتحكمه نيابة عن الحامي دولة.
إنها محميات إما لإسرائيل وأمريكا أو لإيران وروسيا مع مشاركة بعض بقايا أوروبا من الذين يحنون لعظمة وهمية مفقودة مثل فرنسا وانجلترا.

يتفرج حكام العرب ونخبهم الحمقاء على سايكس بيكو الثانية بصدد التحقق بل ويمولونها ويمولون معها الصفقة الكبرى رديفتها مثلما كان وعد بلفور رديف سايكس بيكو الأولى. والغرب كلف هذه المرة روسيا التي أضاعت عليها الأولى نيل حصتها منها بسبب ثورة البلشفيك فتوهم رئيس المافية التي بقيت منهم أنه سيتدارك لكن الشعوب مع تركيا.
بذلك يحلم بوتين والكنيسة الارثودوكسية.

لكن الشعوب صمدت فحققت حرب المطاولة. وليس لروسيا طول النفس الذي لدى المسلمين.
والضربة القاضية ستأتيها قريبا لأنه لا أحد يستطيع أن ينجيها من اجتماع الشعوب مع قوة لم تعد الرجل المريض الذي هزمته سايكس بيكو الأولى.
وسايكس بيكو الثانية التي ارادوها لمنع عودتنا للتاريخ ستكون فرصة الثأر من الاولى.
فلا أحد يمكن أن يأتي لنصرة بوتين.
سيخسر الحرب لأنه ليس له جيش على البر ولم يعد له التفرد بالسلطان على الجو والبحر.

وما كنت لأتكلم بهذه الثقة لولا حصول معجزتين لم يأخذها أعداء الامة في الحسبان:
الأولى أن قادة تركيا فهموا أن اللعبة ليست على حدودهم فحسب بل هي حول المتوسط كما كانت عندما هزمتهم أول مرة في حروب الاسترداد فأخرجت الاحتلال الاسباني من تونس والجزائر وليبيا.
ورمز هذا الفهم هو دور تركيا الحالي في ليبيا.
وذلك ما لا يفهمه الحمقى من الذين يدعون القومية في تونس من عملاء إيران التي تحتل الهلال كله بكلامها على فلسطين وهي تحتل من أرض العرب أضعاف أضعافها.

أما الامر الثاني- وهو ذو صلة بالأول- فهو أن تركيا انحازت إلى ثورة الشباب العربي في كل الإقليم وآوت كل المهاجرين غليها من قياداتها وكان يمكن لهذه الثورة أن تفشل لولا أمرين فضلا عن مساعدة تركيا المعنوية ورعاية المهجرين: صمود شباب سوريا وليبيا وخاصة لحاق شباب العراق ولبنان بهم ففقد بوتين جيشه الأرضي: مليشيات الملالي.

لم يبق للنظام السوري جيش ولم يعد لإيران القدرة على تجنيد المليشيات وستكون هذه معركتها الأخيرة في ادلب لأن ميليشياتها سيقع افناؤها هناك. فلا بد من إبادة كل ما تبقى من مليشيا حزب الله وبقية المليشيات التي استوردتها إيران والتي ينبغي أن يلاحقها جيش التحرير السوري إلى دمشق بسقوط دمشق تزول ذريعة دعوة النظام المزعومة.

وعندئذ لن يبقى لبوتين حتى شرعية الوجود الزائفة على أرض سوريا. فتربح المعركة دبلوماسيا لسقوط ورقة النظام ولا يبقى إلا افلاسه اقتصاديا لأن اطالة المعركة تتزامن مع إفلاس مموليه من عرب الخيانة عبيد لاورنس وأحفاد الخونة الذين يمولون سايكس بيكو الثانية ورديفتها الصفقة الكبرى.
وفي ذلك برهان ما أقول.

وأتوقع أن يكون حسم معركة ادلب بداية لحسم معركة ليبيا ثم لحسم معركة اليمن.
فتركيا بعدها ومعها الشعوب سيصبحون مطلقي اليدين في تحرير الأمة من الخونة الذين يمولون الثورة المضادة وسايكس بيكو الثانية والصفقة الكبرى.
والشعوب هي التي ستنظف منهم الإقليم خاصة بعد ثورة شباب العراق ولبنان: فهذه الثورة لم تفاجئني وقد توقعتها وحصلت في اللحظة المناسبة.

سيقال إنك شديد التفاؤل فماذا تعمل بالصفوية وروسيا وبالصهيونية وأمريكا؟ أولا رغم أن روسيا وأمريكا هما الداعم لإيران واسرائيل والأنظمة العميلة فإن هزيمة الأذرع تنهي دور محركيها.
سترون أن حسم معركة ادلب سترجع للداعمين “شاهد العقل” وسيضطرون لحلول وسطى أولها في مسألة فلسطين. فالمشكل فيها ليس تطبيع الإقليم معهم بل هو رفضهم هم التطبيع مع الاقليم.
والمعلوم أن الصهاينة-ومثلهم الصفيون منذ القادسية- لم يطبعوا مع أحد حيثما وجدوا بسبب خرافة اعتقادهم أنهم شعب الله المختار وغيرهم جوهيم أي عبيد لهم.

مشكلهم ليس معنا وحدنا بل مع العالم كله: وما يعانون منه لم يبدأ معنا بل بدأ مع أوروبا التي حاولت القضاء عليهم بدنيا ثم طردتهم وتريد أن تعوضهم بنفس الفعلة مع شعب فلسطين.
وما تؤديه عنصرية شعب الله المختار واعتبار غيرهم “جوهيم” تؤديه عنصرية “أسرة الله المختارة” واعتبار المسلمين نواصب وحتى شيعة العرب. فهي ليست آل بيت الرسول إلا في الظاهر لأنها في الباطن آل بيت الأكاسرة.

لما تتخلى الصهيونية عن عنصرية “شعب الله المختار” ولما تتخلى الصفوية عن عنصرية “أسرة الله المختارة” ننتقل من رؤية يزعمونها دينية وهي جوهر التحريف الديني إلى سماحة الأسلام الذي يطبق النساء 1 والحجرات 13 فيعامل من يريد أن يعيش بيننا معالمة الرسول للجميع في دستوره الذي هو فهم القرآن الأتم.

فمن يريد أن يبقى من اليهود مع الفلسطينيين بوصفهم مواطنين في دولة فلسطين الحرة من دون عنصرية الخرافة المحرفة للدين فسيكونون كما كان كل الذين حميناهم لما حاولت اسبانيا افناءهم حتى قبل هتلر فهاجروا إلى ارض الإسلام فحماهم أهله كما حموا اخوتهم من المسلمين المهجرين.

ومن يريد أن يعود من حيث جاء فـ”بالسلامة” وليعش مرة أخرى التمييز العنصري معه في جيتوات الأوروبية حتى وإن حففوا هولها إذ صيروها اختراقا لوبيات لمراكز القرار ليطبقوا عقيدة شعب الله المختار الذي “يجوهم” شعوب الغرب-أما الصفوية فإن ثورة شعوب الإقليم ضد التبشير المبني على الفساد المطلق بالمخدرات والجنس والعنف انتهى عهده بعد ثورة العراق ولبنان وستليها ثورة شعوب إيران بعد أن افتضح أمر الملالي وضاق الشعب بهم ذرعا وقد أفسدوا الزرع والضرع مثل العملاء من حكام العرب.

فحرس الثورة الإيراني أفسد حتى من جيوش الاستبداد العربية. والعادات الفاسدة التي تمثلها الثقافة الجنسية (المتعة) والثقافة التخديرية (الحشيش والمخدرات) هي سر الانتشار السريع لكورونا بالعدوى الناتجة عن المتعة (والايجيان الجنسي) والمنادب (كثرة التلاصق في التطبير).

والتجارة بكل شيء وخاصة بالدين حولته إلى رؤية “فولتارية” في توظيفه للسيطرة على العامة بسلطان الكذب والمعجزات الخرافية كل ذلك ستحرر منه شعوب إيران وكل من انخدع بأكاذيب التشيع لآل بيت الرسول في الظاهر ولآل بيت كسرى في الباطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…