YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – ضياء الدين

هي ظاهرة خطيرة تتفاقم وتتزايد كل يوم لا يعلم عنها السياسيون وحكام البلد شيئا على اعتبار أنهم ليسوا من رواد وسائل النقل اليومية والمختنقة بالركاب والمسافرين سواء من الحافلات أو عربات المترو والقطار..

يبدو أن أزمة النقل الخانقة التي تعيشها تونس وباقي المدن الكبرى خلقت معها أزمات أخرى وطواهر غريبة وخطيرة في ذات الوقت. فبالإضافة إلى النشل والسرقة والتأخير وغيرها تفاقمت في السنوات الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي داخل وسائل النقل وخاصة عربات المترو والحافلات في أوقات الذروة حيث يتزاحم الجميع من أجل الحصول على مكان وقوفا في عربات مكتظة ومختنقة بالركاب لا يجد فيها الشخص أحيانا مكانا لوضع قدمه نساء ورجالا..

هذه الحالة جعلت الكثير من المنحرفين وضعفاء النفوس من جميع الفئات والأعمار يقومون بالتحرش ضد النساء والفتيات اللاتي يركبن معهم في تلك الصورة والمشهد المزدحم والمتلاصق.

وكثيرا ما تشهد وسائل النقل في أوقات الذروة حصول عراك وشجار بين نساء وقع التحرش بهن وهؤلاء المنحرفين في ظل صمت الجميع واستسلامهم للوضع المخزي الذي يعيشه المواطن في النقل يوميا ولا حياة طبعا لمن تنادي من المسؤولين في القطاع أو المتصدرين لشعارات حقوق المرأة وغيرها.

المنحرفون ليسوا وحدهم

هذه الظاهرة ليست حكرا فقط على المنحرفين بل الكثير من ضعاف النفوس جعلتهم تلك الوضعيات يقعون في المحظور والتحرش بمن التصق بهم من نساء خلال زحام النقل، حيث عاينا خلال التحقيق الذي امتد على أشهر حاول خلاله فريق جريدة السفير تسجيل بعض هذه الحالات، تحرش كبار السن بنساء وفتيات بل وكذلك بعض أصحاب الحاجيات الخصوصية والأغرب من ذلك هو أيضا تعمد بعض النساء والفتيات أحيانا الوقوع في التحرش !!

كما أن عمليات التحرش في وسائل النقل لم تقتصر فقط على الفتيات الجميلات أو ذوات اللباس الفاضح والمغري ، بل كذلك المحجبات والمنقبات والنساء كبار السن بل الأخطر من كل ذلك هناك تحرش يقع ضحيته شباب رجال وأطفال في مقتبل العمر ؟؟

الاكتظاظ هو السبب

من خلال حديثنا عن الظاهرة مع بعض المتضررات والركاب الدائمين للنقل العمومي، أجمع كلهم أن الاكتظاظ والاختناق الكبير في الحافلات أو عربات المترو هو السبب الرئيسي والدليل أن هذه الظاهرة الخطيرة والمتفشية يوميا في وسائل النقل لا تقع إلا ساعات الذروة في الزحام الشديد حيث يضطر الكثيرون للركوب سواء عند التحاقهم بعملهم أو للرجوع إلى منازلهم بعد الوقت لاسيما من النساء اللاتي يعانين الأمرين من هذه الظاهرة.

إمرأة تبكي بحرقة..

خلال التحقيق عاينا إمرأة لم يشفع لها كبر سنها حيث قاربت الخمسين من العمر من النجاة من أحد المتحرشين خلال الاكتظاظ في الفترة المسائية. بكت المرأة بحرقة على مرأى من الجميع وهي تقول “لو كان زوجي معي لما تجرأت على فعل ذلك بي”، في ظل صمت جميع من حولها وكأن الأمر لا يعنيهم..

تصوير سري

خلال تحقيقنا حول الموضوع تمكنا من الحصول على بعض اللقطات واكتشاف بعض سلوكيات المتحرشين كما تظهر ذلك مقاطع الفيديو المرفقة للتحقيق. حيث يكون المتحرشون عادة فرادى على عكس اللصوص والنشالين الذين عادة ما يركبون مجموعات من ثلاثة عناصر فأكثر. كما يرتدي أغلب هؤلاء أزياء رياضية وهم غير رياضيين ولكن فقط لتسهيل عملية التحرش. كما أن بعضهم يرتدون بذلات محترمة وأخرون أزياء عادية.

اللافت أيضا للنظر أن هؤلاء يتواجدون دائما بصفة شبه يومية خلال الازدحام بالخطوط المكتضة ويتنقلون عشوائيا من عربة إلى أخرى كما يتواجدون بصفة أكبر في المحطات القريبة من المعاهد والكليات وكذلك المحطات الكبرى مثل محطات برشلونة والباساج وسط العاصمة..

علما أنه خلال عملية التصوير التي حجبنا فيها وجوه المتضررات أو الركاب عموما والمعتدين، لا تظهر كل التفاصيل على اعتبار صعوبة تصوير الحالات بدقة بسبب الازدحام كما خيرنا عدم نشر مقاطع أخرى لدواع أخلاقية.

الحافلات والعربات الوردية.. لما لا ؟

ظاهرة التحرش في وسائل النقل العمومي ليست حكرا على بلادنا فقط فهي موجودة في كل البلدان التي تعاني كثافة سكانية لاسيما في العواصم والمدن الأخرى لذلك حاولت بلدان مثل اليابان والصين والهند والمغرب وتركيا إيجاد حل جذري لهذه الظاهرة المعبرة عن حالة انحدار أخلاقي غير مسبوقة. فتم تخصيص حافلات خاصة بالنساء بصفة اختيارية لمن تريد الابتعاد عن التحرش خلال فترات الازدحام وقد نجحت فعلا هذه التجارب في تجنيب النساء هذه الممارسات الدنيئة والحفاظ على كرامتهن وبالتالي تجنيبهن الكثير من المتاعب والمشاكل النفسية والاجتماعية..

فلما لا تتحرك السلطات التونسية المعنية بالقطاع وتخصيص حافلات وعربات مترو خاصة بالنساء والفتيات بصفة اختيارية لا إجبارية والنسج على منوال دول أخرى بحثت لمواطنيها عن حلول تجنبهم الانحدار الاخلاقي ومشاكل نفسية وسلوكية خطيرة لاسيما أن الظاهرة في تزايد مستمر بحصب عدد الشهادات التي تحصلنا عليها..؟

https://studio.youtube.com/video/_n31kLJcJSY/edit

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…