YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير

لكي نحقق مفهوم المبادرة  في حياتنا لابد أن نفهم وندرك معناها الحقيقي لكي تنبع من داخلنا حتي تفيض وتظهر علينا في أفعالنا، فيجب أن نشعر بمعني المبادرة وأهميتها ووجودها في حياتنا وأن نعلم أن المبادرة  مثل الهواء، فلو إمتنع الهواء لتوقفت الحياة وكذلك المبادرة  فهي روح الحياة لذلك فالمبادرة هي: الاهتمام بالأفعال والابتعاد عن ردود الأفعال وهي الإيمان بالقدرة علي التغيير نحو الأفضل وهي إيجاد الحلول الصحيحة والإبداع في عملية التغيير وهي الايمان بمبدأ أن لكل فعل صاحب مبادرة..

بقلم: عائشة جاويش (استشاري نفسي وتربوي)

ولقد صنف لنا(إستيفن كوفي) الشخص” صاحب المبادرة “والشخص الذي يهتم “بردود الأفعال” كيف يواجهون المواقف الحياتية” وتم وضعهم في مقارنة لنشعر بأفعالنا ونصنفها وفق سلوكياتنا إذا كنا أصحاب رد فعل ومواقف فقط، أم أصحاب مبادرة

(صاحب رد الفعل )                    (صاحب المبادرة)

1-ليس هناك مايمكنني عمله.                                     1-لنبحث عن بديل.

2-هذه هي طبيعتي ولن أتغير.                                   2-يمكنني أن ألجأ إلي طريق مختلف.

3-إنه يستفزني.                                                     3-يجب أن أتحكم في مشاعري.

4-لن يسمحوا لي بعمل هذا.                                      4-يمكنني أن أقدم عرضاً مؤثراً.

5-أنا مجبر ومضطر لعمل ذلك.                                5-سأختار الاستجابة المناسبة للموقف.

6-لا أستطيع .                                                       6-أحاول وأجرب.

7-فرض علي بأن أفعل ذلك.                                     7-هذا ما هو أفضل لي.

8-لو أنه فقط .                                                       8-أعتزم “فإذا عزمت فتوكل علي الله”

لذلك يجب ان نكون من المبادرين نهتم بالافعال ونبتعد عن ردود الافعال ونتحلي بروح المبادرة ،فقد كان هناك حكيم صيني يريد أن يعلم شعبه معني المبادرة فقام بوضع صخرة كبيرة على أحد الطرق الرئيسية فأغلقها تماما ووضع حارسا ليراقبها من خلف شجرة و يخبره بردت فعل الناس ..

مر أول رجل وكان تاجرا كبيرا في البلدة فنظر إلى الصخرة بإشمئزاز منتقدا من وضعها دون أن يعرف أنه الحاكم ، فدار هذا التاجر من حول الصخرة رافعا صوته قائلا “سوف أذهب لأشكو هذا الأمر ، سوف يعاقب من وضعها”.. ثم مر شخص آخر وكان يعمل في البناء ، فقام بما فعله التاجر .. ثم مر ثلاثة أصدقاء معا من الشباب الذين ما زالوا يبحثون عن هويتهم في الحياة ، فوقفوا إلى جانب الصخرة وسخروا من وضع حياتهم ووصفوا من وضعها بالجاهل والأحمق والفوضوي ثم إنصرفوا إلى بيوتهم ..

مر يومان حتى جاء فلاح عادي من الطبقة الفقيرة ورأى الصخرة فلـم يتكلم وبادر إليها مشمرا عن ساعـديه محاولا دفعها طالبا المساعدة ممن يمر فتشجع آخرون وساعدوه فدفعوا الصخرة حتى أبعدوها عن الطريق . وبعد أن أزاح الصخرة وجد صندوقا حُفر له مساحة تحت الأرض ، في هذا الصندوق كانت هناك قطع من ذهب ورسالة مكتوب فيها “من الحاكم إلى من يزيل هذه الصخرة ، هذه مكافأة للإنسان الإيجابي المبادر لحل المشكلة بدلا من الشكوى منها”.

لذلك عزيزي القارئ يجب أن نواجه حياتنا بتحمل مسؤليتها ،وأن أكون شخصاً يعتمد عليه فإذا احتاج الناس للمساعدة فيجب أن أكون أول من يعينهم ويساعدهم بعد الله عز وجل لينطبق علينا حديث النبي صلي الله عليه وسلم”إن الله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه” لذلك لكي تكون مبادرا:

1- توكل علي الله حق التوكل:”فإذا عزمت فتوكل علي الله إن الله يحب المتوكلين “فأبشر بنجاح كل عمل بادرت فيه

2-ابتعد عن التواكل وسلوك المتواكلين :والذي يشعر بأنه سوف ينجح دون أن يتحرك من مكانه وأن النجاح سوف يأتي مقدماً له علي طبق من ذهب فهذا يخدع نفسه،الأشخاص المتواكلين يضعون اللوم علي من حولهم وهم يسمحون للظروف والعوامل الخارجية بالتأثير علي سلوكهم ولذلك علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا يكن أحدكم إمعة يقول أنا مع الناس،إن أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا أسأت ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم )

3-الابتعاد عن التبرير للتصرفات الخاطئة:الأشخاص المبادرين يهتمون بالعمل ويبتعدون عن القول والإقبال علي المعرفة والتعلم

فإذا أردت التغيير لا تبرر لنفسك تصرفاتها الخاطئة ،فلا بد أن تتحمل المسئولية وأن تصارح نفسك بكل ما تفعله لتساعدك علي التغيير “إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم”

4-التمييز بين الشعور والسلوك:فهناك فرق واضح بين الشعور والسلوك

فالشعور : لا يتحكم فيه الإنسان ولا يحاسب عليه

مثل: توفي شخص عزيز عليك فأنت تحزن حزناً شديداً من أجله فقد شعرت بالحزن

السلوك: هو الناتج عن هذا الشعور وهو مايتحكم فيه الإنسان ،مثل شخص كان حزيناً وجلس يكسر في الأشياء من حوله ،فعندما نصح رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال (لا تغضب) فكان يحثنا علي تغيير سلوكياتنا اثناء الغضب

فيجب أن نعلم أن التغيير بأيدينا وأننا مسئولون المسئولية الكاملة عن اختياراتنا وتصرفاتنا، ولكن يجب أولاً أن أصدق النية مع الله عز وجل بالتغيير الفعلي (فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم) لذلك دعونا الآن نطبق المبادرة في حياتنا عن طريق وضع أهدافنا لكي نخطط لها ونعمل علي تنفيذها علي الفور .

بقلم:عائشة جاويش كاتبة وباحثة في مجال العلوم الانسانية واستشاري نفسي وأسري وتربوي، ماجيستير الصحة النفسية جامعة فلوريدا الامريكية وعضو منظمة الدعم النفسي والاجتماعي بألمانيا (مصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…