YOUR EXISTING AD GOES HERE

غزة – السفير – وكالات
شكلت التصريحات التي أطلقها قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني حول العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤشراً حول رغبة المحور الذي أطلق على نفسه اسم “محور المقاومة” بإعادة توليف بوصلته نحو المقاومة وفلسطين، بعدما انحرفت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بعيداً عنها.. سليماني أكد في تصريحاته أن إيران ستستمر في نصرة المقاومة والدفاع عنها ودعمها ودعم الشعب الفلسطيني.
أهمية تصريحات سليماني لا تتعلق فقط بمضمونها المساند للمقاومة الفلسطينية، بل لأنها تصدر عن الرجل القوي في إيران إن لم يكن الأقوى. فقاسم سليماني حسب صحيفة واشنطن بوست هو أحد أهم صناع القرار في السياسة الخارجية الإيرانية، وهو يلعب دوراً محورياً في دعم النظام السوري، وكذلك في مساندة حكومة نوري المالكي في العراق.
تصريحات قائد فيلق القدس التابع للحرس الإيراني لم تكن الخطوة الوحيدة من جانب محور المقاومة باتجاه المقاومة في غزة. فالقيادة الإيرانية انتظرت أسبوعاً كاملاً بعد بدء العدوان الإسرائيلي على غزة قبل أن يبادر علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني لرفع سماعة الهاتف ويتصل بخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). لاريجاني لم يقدم لمشعل وعوداً بأي دعم يمكن أن يساند المقاومة في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية التي تدك القطاع المحاصر، بل اكتفى بالتأكيد على أن “إيران تستنكر العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتتألّم للدماء الفلسطينية”.
بعد هذا الاتصال بأيام، وتحديداً بعد ساعات من إعلان كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن نجاحها بأسر جندي إسرائيلي، أجرى السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اتصالاً هاتفياً بكل من خالد مشعل ورمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي. نصر الله أكد لمشعل “وقوف حزب الله والمقاومة اللبنانية إلى جانب انتفاضة ومقاومة الشعب الفلسطيني قلباً وقالباً وإرادة وأملاً ومصيراً”.. الملفت أن كلام نصر الله مع رمضان شلح (المقرب من إيران) اختلف، فهو أبدى الاستعداد “للتعاون والتكامل مع المقاومة في غزة بما يخدم تحقيق أهدافها وإفشال أهداف العدوان”، وهو ما لم يقدمه لمشعل (الإخواني). بعد اتصال نصر الله، عاد مشعل وتلقى اتصالاً من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عبّر فيه الأخير عن دعم بلاده ومباركتها للمقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد قطاع غزة.. ليؤكد السيد نصر الله مرة أخرى في الاحتفال الذي نظمه حزب الله في بيروت لمناسبة يوم القدس العالمي على دعم المقاومة الفلسطينية في مواجهة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهو موقف التقى مع الموقف الذي أعلنه السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، الذي دعا العالم الإسلامي إلى “منح فصائل المقاومة والشعب الفلسطيني كل ما يحتاجه من إمكانيات ودعم”.
عبارات الودّ والدعم والاستنكار والتضامن، هذا هو كل ما قدمه “محور المقاومة” للمقاومة الفلسطينية، تاركاً إياها تواجه وحيدة أقوى جيوش المنطقة. هذا المحور الذي يحمل لواء تحرير فلسطين ويعتبرها قضيته المركزية والمصيرية، ويهتف صبح مساء “حرباً حرباً حتى النصر.. زحفاً زحفاً نحو القدس”، ويصف إسرائيل بأنها “غدة سرطانية يجب إزالتها من الوجود”، اكتفى بالمواقف والتصريحات والكلام المنمّق، دون أي خطوة فعلية تساهم في مساندة المقاومة، أو أقله حماية الشعب الفلسطيني الجريح. هذا التقاعس لم يمنع محور المقاومة من تذكير العالم أنه طالما كان مساهماً بدعم المقاومة الفلسطينية.
فقد حرص رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في مقابلة تلفزيونية، على الإشارة بأن إيران زودت في السابق المقاومة في غزة بتكنولوجيا صنع الأسلحة التي تستخدمها هذه الأيام في صد العدوان الإسرائيلي. قادة حركة حماس لاينفون هذا الأمر، لكنهم يضيفون عليه بكثير من الأسف أن إيران امتنعت منذ ثلاث سنوات عن تقديم أي دعم، منذ أعلنت الحركة رفضها الوقوف إلى جانب النظام السوري في قتل شعبه.. وعلى ذكر النظام السوري، لابد من الإشارة إلى أن الرئيس السوري الذي يعتبره محور المقاومة ركناً من أركانه الأساسيين غمز خلال كلمته التي ألقاها عقب إلقاء خطاب القسم الرئاسي بما يعتبره “خيانة” حماس، التي عضّت اليد التي أحسنت إليها. أكثر من ثلاثة أسابيع مرت على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حاصداً في طريقه آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير مئات المباني والمستشفيات والمساجد..
ورغم ذلك، اقتصر دعم “محور المقاومة” للمقاومة على الاتصالات الهاتفية والتصريحات الرنّانة التي لايتخطى تأثيرها الآذان، ولاتقدم شيئاً لأهل غزة المنكوبة. إزاء ذلك، أمام “محور المقاومة” أحد خيارين: إما أن يقوم باستبدال اسمه بأي اسم آخر. لأنه لايعقل أن يبقى محوراً للمقاومة وهو لا يقدم شيئاً للمقاومة وربما يضيّق عليها.. أما الخيار الآخر، فهو أن يصحو من غفوته، ويعيد تصويب بوصلته من جديد باتجاه فلسطين، ويغسل يديه من دماء الشعبين السوري والعراقي.
أوّاب المصري – الشرق القطرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …