YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
في رسالة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي نسبت لأحد أعوان الأمن برتبة نقيب تحدثت عمّا أسماها كاتبها حيثيات وأسرار العمليّة الإرهابيّة الأخيرة بالقنطاوي، تفاصيل مثيرة واتهامات خطيرة نسوقها في هذه المساحة من باب إنارة الرأي العام ونشر مختلف الروايات والمقاربات التي يمكن أن توصلنا لمعرفة الحقيقة ووضع اليد على الجرح قبل استفحالة وتعفنه. وفيما يلي نص التدوينة كما وردت بالضبط على صفحات التواصل الاجتماعي بالفايسبوك:
“حقائق كثيرة تلك التي تم تغييبها عمدا في العملية الارهابية بسوسة. أنا نقيب بالأمن الوطني بسوسة ولم أجد أي طريقة لاظهار الحق الا بكتابته على صفحات الفايسبوك ودون حتى أن أذكر اسمي. واسف لأننا نعيش في دولة يعجز فيها رجل الأمن وضابط مكلّف بمعرفة الحقيقة يعجز عن الصدع بها علنا. نعم أنا خائف. لست جبانا ولكن من حقي أن أخاف طالما أني أحب بلدي وطالما أؤمن بان وظيفتي هي تحت راية العلم الوطني وليس لدى بعض فاسدين في الدولة.
أعمل تحت إمرة عادل العبدلي ولمن لا يعرف عادل العبدلي فهو مورط في قمع الاحتجاجات في الحوض المنجمي وكان من رجال الأمن الفاسدين وله تاريخ أسود في ذلك. تقرب بعد الثورة من النهضة ونافق لكي يخفي فساده وقامت حكومة النهضة بترقيته لقاء ذلك. لم أصدق أبدا أن يقوم ذلك الرجل باي عمل بطولي فضلا على أن يواجه الارهابي بصدر عار. اثار الخبر شكي ضمن اشياء كثيرة اثارت الشك فيّ.
لم اكن موجودا خلال عملية مداهمة النزل ولم اشارك فيها لكن اشياء كثيرة غريبة ربما لا يستطيع العامة فهمها لكني كرجل أمن اميز جيدا بحكم دراستي وبحكم عملي بين الحقيقة والكذب ولقد تعودت كذب الداخلية في كثير من المرات أحيانا لاخفاء معلومات عن الارهابيين واحيانا لعدم اثارة البلبلة ومشاكل مع الراي العام وأحيانا لحماية بعض المورطين في الارهاب سواء لانهم متعاونون مع الأمن أو لانهم مورطون في قضايا أخرى وأتفهم جيدا كذب الداخلية في تلك المسائل التي تمس الأمن وتعتبر من بديهيات العمل الأمني. ولكن ما حصل في عملية سوسة مختلف تماما. فالتحريات الأولية أثبتت أن الرزقي لم ينتم مطلقا لاي جماعة متطرفة وانه لم يكن متدينا اصلا فضلا على أن يكون متطرفا وأن العاملين في النزل يعرفونه جيدا لانه دائم التردد على المنطقة. ورغم ذلك تصر الداخلية على أنه ارهابي متشدد.
الجميع شاهد جثة الرزقي وهو مستلقي على بطنه الأمام والدماء تجري غزيرة من رأسه. لا تجري الدماء بتلك الغزارة الا حين تكون الاصابة في الراس. الجميع صدق أن عادل العبدلي هو من أطلق عليه الرصاص من بعد خمسين مترا كما يقولون. أنا اعلم جيدا أن العبدلي لا يجيد التصويب ويستحيل عليه التصويب من تلك المسافة بل حتى من نصفها بتلك الدقة. الأهم من ذلك الرزقي كان مصابا من الخلف وليس من الأمام. فمن أطلق عليه الرصاص كان قريبا منه وكان وراءه ولم يكن العبدلي بتاتا.
التقرير الطبي أثبت ذلك ولكن تم التكتم عنه وأتحدى وزارة الداخلية أن تعرض جثة الرزقي على أطباء من خارج المؤسسة لفحصه. وهي لن تفعل ذلك أبدا. لكن لو فعلت فسوف تكتشفون حقائق صادمة. أولها أن الرزقي مصاب من الخلف وليس من الأمام ومصاب بسلاح آلي وليس بمسدس والأهم من ذلك أنه لا يوجد أي أثر للبارود في ملابسه. أتعلمون ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه لم يطلق من السلاح الفارغ الذي كان يحمله أي رصاصة. لان اطلاق رصاصة واحدة سوف يجعل البارود يتناثر على ملابسه ويبقى أثره طويلا جدا. اضافة الى أن السعة القصوى لذلك الرشاش “كلاش” هي اربعين رصاصة ولكي يصيب ثمانين شخصا سوف يحتاج على الأقل الى مئة وستين رصاصة لو كان محترفا ويطلق بشكل نصف آلي ولكن الرزقي ليس محترفا. ولم يشاهده أحد يغير مشط رشاشه ولا أعتقد أنه سيجد الوقت لذلك ولا يوجد أي امشاط فارغة مستعملة في ساحة الجريمة علما وأنه سوف يحتاج لاربعة امشاط يطلقها كلها على الأقل.
اضافة الى ذلك اثبتت التقارير الطبية التي اطلعت على نتائجها بفضل بعض الاصدقاء أن الاصابات كانت من ثلاث أسلحة مختلفة من ضمنها مسدس واحد. ولا توجد أي اصابات بسلاح كلاشينكوف. كما أخبرني بعض الزملاء الذين شاركوا في العملية أن بعض السواح والمواطنين هناك قالوا أن الرزقي لم يدخل قاعة استقبال النزل اصلا. وطبعا الادارة اخفت ذلك أيضا واخفت كل اشرطة المراقبة التي كانت في الفندق وكأنها تريد اخفاء هوية الارهابيين الحقيقيين. حتى الفيديوات التي صورها بعض السواح في الداخل تم اتلافها جميعا من طرف الادارة. ولم تنتشر الا الفيديوات التي لا تظهر أحدا يطلق النار. فقط بعض صوت اطلاق الرصاص.
في البداية اعتقدت أن الداخلية سوف تكشف تلك الحقائق وتبرئ الرزقي من تهمة الارهاب ومن العملية برمتها وتعتبره ضحية للارهاب وأنها ستعلن أن القتلة الحقيقين لازالوا طلقاء وأنهم كانوا متنكرين في شكل سواح أو مواطنين أو حتى موظفي النزل ولكن ما راعني الا وأنها تمادت في مغالطة الناس وفي اخفاء الحقائق بشكل غير مبرر ولا منطقي أبدا. والان أمام محققين ألمان وانجليز لا أعتقد أن الحقيقة سوف تختفي طويلا فمهما ماطلت الداخلية وأخفت فان فريق التحقيق الذي يحوي طبيبا شرعيا مصر على فحص الجثث والاصابات بنفسه واستجواب الناس بنفسه. وسوف يعرفون كل شيء وسوف تكون فضيحة. ربما سيخفون الأمر ولكن سيؤدي ذلك لازمة ديبلوماسية اضافية تصنعها هذه الحكومة بغبائها.
أمام كل هذه الحقائق الجلية جدا والتي لا يمكن أبدا اخفاءها لو طالب المجتمع المدني أو البرلمان بعرض الاصابات على اطباء من خارج الادارة فان الأمر يصبح مخيفا جدا. الارهاب لم يعد يطلق لحية ويلبس قميصا بل أصبح يتلون مثل الحرباء. مرة بلباس السياح ومرة بلباس الجنود ومرة بلباس رجال الأمن ومرة بلباس عادي مثل عملية باردو. والأكثر رعبا في الأمر هو أن الارهابيين الذين عددهم على أقل تقدير ثلاثة حسب انواع الاسلحة المستعملة لازالوا طلقاء وخرجوا من العملية منتصرين ساخرين منا. ولا أحد يعلم من هم وأين يمكن أن يضربوا ضربتهم القادمة. ربما في نزل آخر وربما في سوق شعبي وربما في مغازة كبرى مثل كارفور أو غيرها. الأكثر اخافة على الاطلاق مساعي الادارة اخفاء الأمر وكأنها متواطئة مع الارهابيين علما وأن أبناء المؤسسة هم أكثر المعرضين للتهديدات الارهابية. ادارتنا تعبث بأمننا وتستهين بالارهاب وتخفي الحقائق حوله متعمدة. هي وسيلة لبث الخوف لدى رجال الأمن لكي يسهل اخضاعنا وارجاعنا لعقلية التعليمات والأوامر المخالفة للقانون وعلى رجل الأمن أن يطبق دون مناقشة.
اني أدعو كل رجال الأمن الشرفاء ان يخرجوا الحقائق وأن لا يخفوا كل ما قد يساعد على فضح الارهاب وكشفه. ويجب مواجهة تقصير الادارة وارتباكها وترددها في مواجهة الارهاب بحزم وبتعميم جميع المعطيات التي قد تساهم في حمايتنا من الارهابيين بشكل داخلي يحفظ سرية المعلومات ولكن يجعلها في متناول رجال الأمن الذين سيكونون الضحية الاساسية للارهابيين.
لا أثق كثيرا في هذه الادارة الجديدة التي تم تعيينها مؤخرا وكثير من الضباط يبدون قلقا شديدا تجاه الحركة الادارية الأخيرة التي اعادت للادارة رجالا حسبناهم رحلوا. على الأقل أيام الترويكا كنا نستطيع التشهير بها والضغط عليها اليوم الجميع صامت في توجس. ان استمر صمتنا فان المصائب في انتظارنا وسوف يكون الوضع اكثر سوءا مما كان عليه أيام بن علي. افيقوا وكونوا صفا واحدا لحماية مؤسستنا وحماية انفسنا حتى لا نبكي كالنساء وضعا لم نقم بحمايته كالرجال”.
النقيب: أ ح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…