حوارات - حوارات وطنية - أغسطس 26, 2016

محرزية العبيدي للسفير: الشباب اليوم يعاني من أزمة قيمية وعلى الدولة أن تتحمل مسؤوليتها

YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس السفير
لأنّ الشباب هو مستقبل البلاد وهو المحرك الرئيسي لديناميكية المجتمع وتطوره، ولأن مشاكله إذا تراكمت تؤثر سلبيا على الدولة وتسير شؤونها، كان لنا حوار خاطف مع السيدة محرزية العبيدي نائبة رئيس المجلس الوطني التأسيسي والقيادية بحركة النهضة التي تفاعلت معنا وأجابتنا عن بعض التساؤلات المهمة المتعلقة بأوضاع الشباب الراهنة ومستقبله وكيفية معالجة أهم مشاكله لاسيما ونحن اليوم على بعد نحو ستة سنوات من ثورة الحرية والكرامة التي أنجزها شباب تونس وسقاها من دمائه التي لم ولن تجف.. فكان لنا معها الحديث التالي الذي تناول أيضا موقف الحركة من حكومة الشاهد ودور النواب في معالجة مشاكل الشباب وإيجاد حلول لها..
حاورتها: سيرين البرقاوي
14125751_10206863390166638_1622979608326297008_o
ماهية حسب رأيك أهم المشاكل التي يتعرض لها الشاب التونسي في وقتنا الحالي ؟
الواقع يقول أن الشاب التونسي اليوم يعاني من عدم الملاءمة بين التكوين وفرص العمل و بين ما تمنحه الجامعات والمعاهد من شهائد وبين ما يمنحه سوق الشغل من فرص, هنالك انخرام كبير وعدم توافق بين ما هو متاح و ما هو مطلوب .
الشركات تبحث بالأساس عن العمل اليدوي على الذي يجمع الزيتون والذي يبني والذي يعمل في الأرض, في حين ان تونس لديها شباب لديهم مؤهلات جامعية عالية ولكن لا تؤهلهم للدخول لسوق الشغل ومتطلباتها الحالية.
هنالك أيضاً مسألة قيمية، الشاب اصبح لا يعرف كيف يحدد أولوياته وعن ماذا يبحث, كيف يبني السعادة, ماهو دوره في الحياة, كيف يتعامل مع المجتمع و مع الأخر وهذه الأزمة لا يعيشها الشباب فقط بل يعيشها المجتمع ككل و الشباب جزء من المجتمع.
ايضا لايزال لدينا فئة كبيرة من الشباب هم في المدن الداخلية لايزالون يعيشون في حالة عزلة لأنهم لايمتلكون ثمن التنقل و هذا يعزلهم عن المجتمع.
من أهم المبادرات التي يجب أن تضاف هي تمكين الشباب من التنقل بأسعار رمزية أو حتى بدون سعر .
ماهي أهم القرارات و الحلول التي اتخذتموها أنتم كنواب للشعب في هذا النطاق ؟
في مجلس النواب كل ما وجد قانون ينظم القطاع أو يرسي المؤسسة الديمقراطية إلا و سعينا لتواجد الشباب فيه، ومن الأشياء ايضا التي نسعى إلى تحقيقها هي خلق فرص العمل للشباب و لا نكتفي بتمكينهم من قروض بنكية صغرى بل يجب ان يكون هنالك متابعة لصيقة لكي ينجح المشروع، مثلا لو ان المشروع ينتج منتوجا معينا يجب للدولة إيجاد أسواق لذلك المنتوج او ان المشروع يقدم خدمات يجب للدولة ان تساعد على ايجاد حرفاء لهذه الخدمات.
في جهتي نظمت ندوتين, الندوة الاولى دعوت فيها وزارة التشغيل والتكوين مالهني و اتصلت بالشباب أصحاب المشاريع للحديث معهم عن العوائق الادارية والعوائق البنكية و كانت ندوة ناجحة, والندوة الثانية دعوت الفلاحين الشبان ووزارة الفلاحة وعرضوا مشاكلهم .

لماذا أغلبية من يتم استقطابهم من جهات ارهابية يكونون من ذوي التحصيل العلمي العالي ومن المتخرجين من الجامعات؟

الاطارات التي تخرجها الجامعات التونسية والتي يسهل استقطابها من قبل الجهات الإرهابية هي اطارات ذات رؤوس فارغة, ينقصهم الكثير من المعرفة والتقافة والقيم. ومن الأسباب أيضاً التي تدفع الشاب المتعلم نحو التطرف هو عدم وجود سوق شغل وهكذا يسهل اغراؤهم بالمال خاصةً أن هذه الشبكات تملك الكثير من المال.

لماذا الشباب الذي يتبنى هذا الفكر يرفض الحوار والاقتناع من أن الاختلاف لا يعني أن هنالك طرف مخطئ ويجب اقصاؤه؟

هل نحن حقا لدينا ثقافة الحوار ؟ تربينا و نشانا في مجتمع يقصي بعضه البعض حتى الفئة المثقفة التي تعتبر نفسها من النخبة تقصي بعضها البعض, في الفترة الماضية سمعت تصريح لامراة قالت لو بقي “هؤلاء في السجون لكان خير لنا” هم مستعدون لنفي الأخر من المكان لمجرد الاختلاف معه بل اكثر من ذالك هم مستعدون لحرمانه من حقوقه الاولية. فكيف لنا بعد هذا أن يكون لنا باب مفتوح على التنوع. نحن الأن لا يحق لنا نقد هؤلاء الشباب لأننا نحن من عززنا هذا الاقصاء فيهم .
لماذا يتأثر الشباب بهذا الفكر المتطرف ؟
هذا يعتبر أكثر و اكبر تحد من تحديات الحداثة في وقتنا الآن, لان الخطابات الدينية ذات النزعة الشديدة و المتطرفة تعرض بكثافة ثقافتها على الانترنت حيث ينقر الشاب عن اهم المواضيع التي تجول بخاطره مثل دور المسلم, الجهاد, علاقة الحاكم بالمحكوم, كيف الدخول إلى الجنة فيجد معلومات غير صحيحة ومعلومات منقولة ومن غير ذي الاختصاص يخلط مابين ماهو صحيح وضعيف وغريب وفي هذا خطر كبير. التلميذ حين يأخذ المعلومة من الاستاذ يستطيع أن يناقش أما أمام الٱلة فلا يستطيع فيصبح كل ماتقوله هو الصحيح الذي لا يحتمل الخطأ. من يحملون فكرا متنوار بعيدين كل البعد على هذه الوسائط الاجتماعية يجب عليهم البروز و الظهور في مواقع التواصل الاجتماعي كما فعل الاخرون.

ما رأي حركة النهضة من تشكيل الحكومة الجديدة حكومة الشاهد ؟

عبرت حركة النهضة عن موقفها منذ فترة من حكومة الشاهد وأكدت دعمها لها و نحن ندعوا للموافقة, موقفنا موقف مسؤول لا نريد تسبيق مصالحنا الحزبية على مصلحة الوطن, مصلحة الوطن هي لأساس خاصةً إن البلاد تتجه نحو انتخابات محلية ومؤتمر الاستثمار وميزانية سنة 2017 ونحو نمو إيجابي..
الحكومة الحالية فيها جميع الأطياف السياسية اليسار، اليمين وهي تمثل حكومة وحدة وطنية والوحدة الوطنية تقتضي قبول من يختلف معك في الفكر, نحن كحزب لا نتهجم على الأشخاص بل ندعو إلى المسؤلية المشتركة و نامل العمل كفريق متضامن يعمل على تحقيق الأولويات التي وردت في وثيقة قرطاج .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رئيس تجمع الأشراف الليبي لـ”السفير”: مشروع ميثاق الشرف من أجل السلام سيكون لكل الليبيين ومن أجل أمتنا الليبية..

تونس – السفير • تونس منَّا ونحن منها .. السيد المهدي الشريف أمين عام تجمع أشراف ليبي…