YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
بقلم: ضياء الدين أحمد
انقضت سنة 2016 وحملت معها عديد الأحداث السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية المهمة والخطيرة، فيما مازالت أحداث أخرى وحروب ونزاعات متواصلة على أرض الواقع عسى تتم حلحلتها السنة الجديدة 2017 أو السير بها نحو الحلول النهائية.
وفيما عدى الأحداث المحلية الكبيرة التي عصفت ببعض الدول العربية والإسلامية والغربية عموما، فإنّ عددا من الأحداث الخطيرة والمفاجئة تم تسجيلها في مجرى السنة الفارطة وكانت حسب الاستبيانات من أهم أحداث عام 2016 على الإطلاق التي من شأنها أن تكون لها تداعيات كبرى على المدى المتوسط والبعيد.
فمن اهم الاحداث التي فاجات العالم السنة الماضية هي ما حدث في تركيا ليلة الخامس عشر من يوليو تموز، حيث قامت مجموعة من الجيش مرتبطة بتنظيم فتح الله غولن الهارب في أمريكا بتنفيذ محاولة انقلاب عسكري في جنح الظلام سرعان ما تم التصدي لها رغم قوتها وخطورتها ما أدى إلى إفشالها في بضع ساعات حتى فجر السبت السادش عشر يوليو 2016.
وقد فاجأت هذه المحاولة الانقلابية العسكرية في تركيا كل العالم خاصة وأن تركيا بلد متقدم وصاعد اقتصاديا وسياسيا وشهد منذ صعود حزب العدالة والتنمية للحكم تحولات ديمقراطية هامة. كما أنه بلد نصف أوروبي وموقعه الجغرافي مهم جدا ويعتبر من القوى العسكرية المهمة في المنطقة وهو عضو في حلف الناتو وثاني قوة عسكرية في الحلف بعد الولايات المتحدة الأمريكيّة. كل هذه الامتيازات التي تتبتع بها تركيا تجعلها دولة بعيدة عن الظواهر المتخلفة مثل الانقلابات العسكرية، إلاّ أن المنظمة الإرهابية “فيتو” التي يتزعمها الإمام فتح الله غولن الهارب في أمريكا قادت هذه المحاولة بغاية إسقاط حكومة أردوغان التي دخلت منذ سنوات في حرب علنية مع التنظيم الذي حاول تكوين كيان مواز داخل الدولة التركية باستعمال العاطفة الدينية وأفكار غولن التي نشرها عبر عدد من المدارس والجمعيات والصحف والقنوات في تركيا ودول العالم.
إلاّ أن الشعب التركي كان في الموعد مع تسجيل لحظة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ الشعوب، حيث تصدى بصدور عارية للدبابات والقناصة وطائرات الآغ 16 التي استعملها الانقلابيون في محاولتهم الانقضاض على الحكم في تركيا. وكانت تلك اللحظة الحاسمة محل أنظار كل العالم باعتبار المتابعة الكثيفة التي عرفتها المحاولة الانقلابية في ليلتها والأيام اللاحقة من قبل عدد كبير من الإذاعات والقنوات الفضائية المحلية والعالمية وهو ما دفع بالعديد من المراقبين إلى تصنيف هذا الأحدث من أكثر أحداث العام 2016 مفاجأة وتأثيرا سيما وأنه كانت له ومازالت تداعيات كبرى على الدولة التركية والدول المجاورة وشكلت خارطة تحالفات جديدة أبرزها التقارب الكبير الذي حصل بين تركيا و روسيا إثر فشل المحاولة الانقلابية وظهور من يقف خلفها بالتحديد ورفض الولايات المتحدة الأمريكية تسليم غولن إلى تركيا إلى اليوم..
من الأحداث المفاجئة أيضا التي حصلت العام الفارط 2016 هو صعود المرشح الجمهوري المتطرف دونالد ترامب إلى الرئاسة في أمريكا بشكل مفاجئ وغير متوقع سيما وأن كل التوقعات وعمليات سبر الآراء كانت تشير إلى فوز المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وهو ما شكل خيبة أمل كبرى لدى عديد الدول الديمقراطية التي دعمت كلينتون باعتبار التوجهات العنصرية الكبرى التي اتخذها ترامب شعارا له في حملته الانتخابية وخاصة تصريحاته المتطرفة ضد النساء والأجانب والأقليات والمهاجرين والمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما أثر بشكل واضح على الخارطة السياسية العالمية الجديدة وأعطى دفعا واضحا للقوى اليمينية المتطرفة في باقي الدول الغربية ما أدى إلى تصاعد الخطابات والأعمال العنصرية في أمريكا وأوروبا خاصة ضد المسلمين والمهاجرين.
وجدير بالذكر أن ترامب كانت له مواقف قريبة من روسيا وتركيا وهو ما قد يمثل توجها جديدا للسياسة الأمريكية الخارجية مع قرب دخول الرئيس الجديد إلى البيت الأبيض ودخول أمريكا مرحلة جديدة في علاقاتها الخارجية سيما مع القوى التي تعتبرها عدوة أو مناوئة لها ولسياساتها في منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …