YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – الافتتاحية – ظافر بالطيبي

وكأنه كتب على بلادنا أن تسير نحو انتقال ديمقراطي بأفشل ما عندها من شخصيات وسياسيين جمعت بينهم فقط الصدفة الظرفية فوصلوا إلى القصبة على رحى الاختلافات والجدالات السياسية والحزبية للمكونات الكبرى في البلاد..

إذا تحدثنا عن أفشل حكومة منذ الثورة يقول لك أغلب من في الساحة هي حكومة يوسف الشاهد، وإذا تحدثنا عن أفشل حزب مرشح في التشريعية الأخيرة وأفشل مرشح رئاسي في الرئاسية الفائتة فسيقول لك أغلب من في الدار أيضا هو إلياس الفخفاخ وحزبه التكتل..

رغم ذلك، اختار قيس سعيّد رئيس الجمهورية من بين كل الأسماء التي قدمت له، إلياس الفخفاخ ليشكل الحكومة المرتقبة بعد إسقاط حكومة الجملي، إلياس الفخفاخ الذي لم لم يتحصل حتى على نسبة 1 بالمئة من أصوات الناخبين في الرئاسية الفائتة وهو خير دليل على فشل الرجل في إقناع الشعب وإيصال خطابه وأفكاره إلى بيوتهم. ومن المفارقة حتما أن يختار الأول في الانتخابات الرئاسية الأخير فيها لتشكيل حكومة تسيّر البلاد في مرحلة صعبة جدا.. أوليس هذا لعبا بمستقبل البلاد ؟؟

ولكن لا غرابة في ذلك إذا اكتشفنا أن الفخفاخ هو مرشح الشاهد، بمعنى أن رئيس حكومة فاشل اقترح فاشلا لرئاسة الحكومة الموالية ، وكأن الفشل أصبح شرطا لتقلد مناصب الدولة العليا.

فمؤسف أن يرشح “يؤسف” الشاهد “اليأس” الفخفاخ ليشغل منصبه للفترة النيابية الجديدة، وكأننا نسير من الأسف إلى اليأس، ومؤسف فعلا حال البلاد وما يحدث فيها اليوم ولعله ميؤوس منها كلّ اليأس ومن كل نخبتها السياسية حزبية كانت أو مستقلة..

وحتى بعدما قبل الشعب وسكت على هذه المهزلة التي وضعه فيها بعض قادة الأحزاب الجديدة على ساحة الحكم ورئيس البلاد المستقل، جاءهم الفخفاخ بتركيبة وزارية هي أقرب إلى “التشليكة” منها إلى التشكيلة.. وزراء مجهولين وأخرون تحوم حولهم شبهات فساد وتطبيع مع الكيان الصهيوني وأخرى مدلسة باسم الاستقلالية وهي من بنات حزب الفاشل الجديد وهلمّ شرا..

أحزاب وقادة لا هم لهم سوى مصالحهم وافتكاك أقصى ما أمكن من الكعكة الجديدة، لا أحد فيهم يفكر في الفقير الجائع ولا المريض المهموم، ولا الصبي المتجمد بردا وفقرا وقهرا في جبال الشمال والوسط الغربي، والكل يغني على ليلاه وعينه.

أحزاب كان من المفترض أن تكون في المعارضة نراها وهي تقوم بمشاورات تشكيل الحكومة، وأحزاب كان من المفترض أن تشكل الحكومة نراها تنسحب من الحكومة وتهدد بإسقاطها وسحب الثقة من حكومة الفشل الحالية، وأحوال وأهوال لا يمكن أن تراها إلا في بلدنا الصغير بمساحته والكبير بمشاكله.

ويبقى الشعب في واد والسياسيون الجدد وأحزابهم في واد آخر..

مؤسف جدا هذا الفشل.. وميؤوس كل اليأس من السلف وخلفه. يأخذون البلاد رأي العين إلى القاع عوض أن يسيروا بها إلى الشاطئ ولا هم لهم في ذلك غير بعض الكراسي والمناصب والمصالح المادية والذاتية..

درس جديد للشعب التونسي من المؤكد جدا أن الرد عليه سيكون في أقرب انتخابات ولعلها وحبذا تكون مبكرة.. وما نداء تونس وحزب الفاشل الحالي والفاشل المزمع توريثه الحكومة الجديدة ببعيدة على الذاكرين..

فقد “ذهب الحمار بأم عمرو فلا عادت ولا عاد الحمار”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

همزة: تونس مُفردة في محل جرّ.. بفعل فاعل مبني للمجهول..

تونس – السفير – ظافر بالطيبي يقول اللغويون أنّ الحال دائما ما يكون منصوبا، إلا…