YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – بقلم محمد ضيف الله

أوّلا تم اليوم اغلاق باب التسجيل للانتخابات بالداخل والخارج مع انتهاء المدّة المخصصة لها وقد بلغ عدد المسجلين قرابة نصف عدد السكان بليبيا حيث وصل الى: مليونين و865 الف و624 ناخبا. يشتد الانقسام في ليبيا حول القاعدة الدستورية التي هي في الأصل تكون بالاتفاق بين طرفي النزاع (شرق/غرب).

هذا الاتفاق لم يحصل واشتد الخلاف بين رئيس مجلس النواب عقيلة صالح (مدعوما بعدد من النواب الموالين لحفتر) والمجلس الاعلى للدولة برئاسة خالد المشري.

ويشتدّ الخلاف خاصة فيما يخصّ الانتخابات الرئاسية، اما نقطتي الاختلاف تتركز خاصة في السماح للعسكريين (حفتر خاصة) الترشح وايضا السماح لمن تعلقت بهم قضايا لم يتم البت فيها (سيف الاسلام مثلا). فعقيلة صالح واتباع حفتر من النواب وبدعم اماراتي مصري متمسكون بضرورة جعل القاعدة او القانون الانتخابي على مقاس حفتر والسماح له بالترشح (مع ضمان دور عسكري له وان فشل في الرئاسة) ونفس الشيء السماح بترشح سيف الاسلام القذافي الذي هو رهان كبير لبعض القوى خاصة روسيا.

في حين يتمسك المجلس الاعلى للدولة برئاسة خالد المشري بضرورة منع العسكريين (من لم يتجاوز عن خدمتهم عامين) ومن تعلقت بهم قضايا من الترشح للانتخابات الرئاسية وبالتالي لا يمكن لا لحفتر ولا لابن القذافي الترشح. وفي ظل هذا التجاذب والانقسام تقدم عقيلة صالح قبل أيام بمشروع قانون انتخابي بشكل احادي دون عرضه على البرلمان للتصويت اصلا في تحدّ صارخ للجميع وهيّأ فيه امكانية ترشح حفتر وهو ما اغضب عديد الاطراف في ليبيا وخاصة المجلس الاعالى للدولة الذي رفض ذلك قطعيا وطالب البعثة الاممية ولجنة الانتخابات الوطنية عدم الاعتراف بها كما قام اليوم الاحد بدوره في ردة فعل على اقرار مشروع قانون قاعدة انتخابية هو الاخر كانت تشريعية ورئاسية. للاشارة يتم تقديم نسختي هاذين المشروعين (مشروع عقيلة ومشروع المشري) الى كل من البعثة الاممية ولجنة الانتخابات الليبية.

من سيحسم الأمر ويحلّ الاشكال؟ داخليا لا ارى ان احدا قادر على لعب هذا الدور وتقريب وجهات النظر او فتح باب الحوار وخلق تواقف وسطي. بل سيكون الموضوع على عاتق البعثة الاممية والقوى الكبرى المتدخلة في ليبيا لحل هذا الاشكال فوحدها قد تحسم الموضوع ان ابدت ارادة حقيقية في ضرورة و اجراء انتخابات ليبيا في وقتها في ديسمبر 2021 وهو ما اراه صعبا نوعا ما في ظل الوضع الداخلي والاقليمي الحالي فهناك دول لن تسمح بها الا اذا رأت ان “حلفائها” سيحققون نجاحا فيها خاصة القوى الداعمة لخليفة حفتر والذي سيعمد الى افشالها وعدم السماح باقامتها اذا لم يجد نفسه فيها. ننتظر الايام القادمة ونرى حقيقة ارادة الدول المتدخلة في ليبيا وايمانها بضرورة اجراء استحقاق انتخابي مهم في ليبيا قد يبعد عنها شبح التقاتل بعض الشيء بخلق سلطة شرعية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…