YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير

بقلم: القاضي احمد الرحموني

من الواضح ان المعطيات الواردة سواء من جهات اعلامية (داخلية او خارجية) او من ملاحظين مستقلين تشير بلا شك الى تقدم معارضي قيس سعيد على الارض وفي التحركات الميدانية مقارنة مع مؤيديه ، من ذلك مظاهرة 15 ماي الجاري التي تفوقت (على الاقل من حيث العدد) على مظاهرة انصار الرئيس بتاريخ 8 ماي الفارط رغم الدعم الكبير الذي تلقاه هؤلاء من قبل السلطات السياسية والامنية.

ورغم ذلك، يلاحظ بعضهم ان مظاهرات معارضي الرئيس التي نجحت في استقطاب الالاف ربما لم تحقق ما كانت تتوقعه او ترجوه المعارضة نفسها من حشد استثنائي للشارع يكون بمقدوره تغيير موازين القوى وتعطيل السير الحثيث في تنفبذ مشروع الانقلاب او السيطرة على مؤسسات الدولة.

وفضلا عن ذلك فان قيس سعيد – وان كان لا يخفي ردود افعاله ازاء تلك المظاهرات التي تتصدى له- الا انه لايبدو باي حال مستعدا لتغيير سياساته او التراجع عن قراراته تحت تاثير الضغط الذي يمارسه معارضوه.!كما يلاحظ انه -وان كان يعتمد بصفة اساسية في دعم قراراته على اجهزة الدولة وقواتها المسلحة- الا انه يحاول في ان واحد الايحاء بوجود دعم شعبي واسع لتوجهاته (تذكروا اسطورة المليونية التي خرجت في اكتوبر من العام الماضي تاييدا لتدابيره الاستثنائية).

كما لا يبدو اضافة لذلك مكترثا بحجم مناصريه في المظاهرة الاخيرة (التي نزل لدعمها وزير الداخلية ووالي تونس) حتى انه لم يتردد في التصريح عند استقباله لوزيرة العدل بعد يوم من المظاهرة بان مناصريه قد خرجوا في كامل مناطق الجمهورية، في حين لم يتجاوز عددهم بشارع الحبيب بورقيبة بعض مئات.! فهل يمكن امام هذا التاويل الخاطئ لمظاهر الاحتجاج (بين التضخيم والتقزيم!) ان تجد اصوات الناس طريقها للتاثير وقلب الموازين.!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…