حوارات - حوارات عربية - أغسطس 2, 2014

الداعية المغربي الحسن الكتاني للسفير: كان بالإمكان احتواء فكر الغلو في تونس لو سُمح بدخول العلماء الصادقين وإعلان الخلافة مصيبة على مصيبة

YOUR EXISTING AD GOES HERE

المغرب – السفير

*كان بالإمكان احتواء فكر الغلو في تونس منذ البداية لو سمح بدخول العلماء الصادقين
*إعلان الخلافة هو مصيبة على مصيبة وكل العلماء بيّنوا ذلك
*الوضع الحقوقي في المغرب أفضل من السابق رغم تواصل الانتهاكات
*أياد خفية تحرك فكر الغلّو لضرب الحركة الإسلاميّة الراشدة
*العدل واحترام حقوق الإنسان صمّام أمان ضدّ انتشار فكر الغلّو
1- لو تعرّف بنفسك لقراء جريدة السفير ومسيرتك العلمية ؟

انا الحسن بن علي بن المنتصر الكتاني، ولدت بالمغرب سنة 1392 (1972)، و نشأت في الحجاز و به درست إلى الثانوية العامة ثم رجعت للمغرب سنة 1410 (1990) حيث درست علوم الادارة و الاقتصاد ثم سنة 1416 (1996) ذهبت للأردن حيث نلت الماجستير في الفقه و الاصول من جامعة آل البيت، ثم رجعت للمغرب فعملت خطيبا و مدرسا ثم اصابتني المحنة سنة 1423 (2003). و قد درست في المساجد و البيوت على جماعة من العلماء الكبار في المشرق و المغرب و نلت منهم إجازات كثيرة بحمد الله. و أسرتي أسرة علم فقد استفدت من والدي و جدي و غيرهم من علمائنا رحم الله الجميع. و قد جمعت أسماء مشايخي في ثبتي الصغير (الدرر و الآلي).
2- تعيش المنطقة المغاربية خصوصا منذ الربيع العربي على وقع تغيرات كبيرة لاسيما على مستوى الصحوة الإسلاميّة والمّد السلفي، كيف تفسّر ذلك؟ وهل ترى أنّ هذا المد سيكون له دور في مستقبل المنطقة بدءا بالمغرب؟
نعم ، الربيع العربي فتح المجال للحريات فنشطت جميع التيارات ، و الاصل في امتنا هو الاسلام بحمد الله ، و الخطاب السلفي خطاب سهل بسيط يفهمه الجميع كما أنه يغري المرء بالرجوع للإسلام الصافي الذي ورثناه عن الصحابة و التابعين دونما بدع أو أهواء، و حيث إن الشباب فتح له المجال للتعبير عن نفسه فقد أقبل على النهج السلفي بقوة. و أنا أرى أن هذا المنهج في مخاض الآن و لكن البقاء دوما للأصلح. ( فأما الزبد فيذهب جفاء و أما ما ينفع الناس فيمكث في الارض).
3- ما تعليقك على الوضع الحقوقي في المغرب خاصة فيما يتعلّق بالانتهاكات الأخيرة المسجلة ضدّ عدد من “الإسلاميين”؟
الوضع الحقوقي في المغرب خير مما كان سابقا و خير من كثير من الدول العربية الأخرى ، و مع هذا فلا تزال هناك انتهاكات كثيرة تبدأ بالاختطافات و تنتهي بالمحاكمات السياسية الجائرة الجاهزة.
4- تعيش المنطقة العربية والمغرب الكبير اليوم خاصة، تصاعدا ملحوظا للمد السلفي “الجهادي” “التكفيري” والذي انتقل في تونس مثلا من الدعوة إلى “الجهاد”.. كيف ترى هذا التغيّر في فكر “الجماعة” وبما تنصح الشباب الملتزم حديث العهد في ظل هذه التغيرات والتعقيدات والتوظيفات المتسارعة؟

الحقيقة أنني ما كنت أظن ان ينتشر فكر الغلو بهذه السرعة و لكن أحداث الشام و تضخم جماعة (الدولة الاسلامية) و انحرافها اثر على الشباب كما أن تقاعس العلماء عن واجباتهم و دخول ايادي خفية تعمل على نشر هذا الفكر لضرب الحركة الاسلامية الراشدة كان له دور خطير في انتشار هذا الفكر.
و في تونس كان يمكن احتواء الفكر في بداياته لو سمح للعلماء الصادقين بدخول البلاد و منع الغلاة المتنطعون من ذلك و لكن العكس هو الذي حدث. و قد نصحت كثيرا اخواني في تونس بالرجوع لعلمائهم الربانيين و ترك التهور و الغلو و كذلك نصح غيري من اهل العلم و الفضل، و في تونس شباب كثر صادقون معتدلون اخيار فنأمل أن ينتشر منهجهم المعتدل السني.
5- وقعت مؤخرا في تونس عمليات في جبل الشعانبي ضد أفراد الجيش التونسي من قبل مجموعة مسلحة غامضة تطلق على نفسها “مجموعة عقبة بن نافع”، هل هناك فعلا مبررات دينية لفعل ذلك وهل يجوز وصف أفراد الجيش والشرطة بلفظ “الطواغيت” كما يفعلون؟

و الله كنا دوما نكذب وجود مثل هذه الاحداث و نحذر الحكومة التونسية من استعداء الشباب عليها و التعامل العنيف معهم ، و لكن حسابات اخرى دخلت على الخط و زاد الطين بلة الاستجابة للضغوطات العلمانية ، و تجاوز الحدود بقتل بعض الابرياء و الاعتداء على النساء.. و قتل المتظاهرين ضد الرسومات المسيئة للنبي صلى الله عليه و سلم ، و بالجملة فالعدل و احترام حقوق الناس صمام أمان ضدّ انتشار الغلو، و إذا كانت القاعدة نفسها دعت الشباب التونسي للتعقل و أن تونس أرض دعوة و ليست بلاد جهاد ، فلنا أن نتساءل : كيف وصل الحال لما نسمعه الآن، و زاد الطين بلة التضييق على التيار الاسلامي من جديد. فاللهم لطفك يا رب.
6- تتعرضون منذ مدّة إلى بعض التضييقات على مستوى حريتكم الشخصية في السفر وغيره.. لو توّضح لنا ذلك وهل تعتبر نفسك مستهدفا من قبل الأمن المغربي أم أنها مجرد إجراءات عادية؟
بصراحة الامن المغربي لم يستهدفني بل هم يحترمونني و أشعر بذلك حيثما ذهبت بحمد الله، و لم امنع من اي سفر خارج المغرب بل منعت من دخول تونس و الكويت فقط ، اما بقية الدول فقد سافرت لها بحرية.
لكن هناك عقليات متخلفة تحاول منعنا من القاء محاضرة هنا او هناك كما أننا لم نرجع لمسجدنا و خطبتنا و دروسنا في المساجد بعد ، و الاعلام الرسمي يتعمد التعتيم على انشطتنا.
7- يتعرض العديد من الشباب السلفي في تونس باختلاف أفكارهم لمضايقات عديدة وانتهاكات وتعذيب قد يدفعهم لرد الفعل والانخراط في المد “التكفيري” أو النزوع نحو العمل المسلّح ضدّ النظام القائم حاليا في ظل الثورة التونسيّة التي مازالت تلتمس طريقها نحو الاستقرار.. هل من كلمة للشباب التونسي والمغاربي بصفة خاصة في هذا المعنى؟

نعم ادعو الشباب التونسي للصبر و دفع الظلم عن نفسه بوسائل سلمية و عدم استعداء الحكومة عليه، و ليعلم أن الثورة كانت منحة من عند الله تعالى فليستفد منها في توسيع هامش العمل الدعوي لا في استعداء الناس و التضييق على العمل الاسلامي كله، و ليتمسك بعلمائه الصادقين و الحذر كل الحذر من التورط في العمل المسلح داخل البلاد فإن الامة لم تجن من ذلك الا الويلات و في التاريخ الحديث عبرة و اي عبرة.
8- ما يحصل في بلاد الشام والعراق من تقاتل بين التيارات “الإسلامية” المسلحة والجماعات على غرار “الدولة” والنصرة.. هل يدخل في باب التنازع الديني العقدي أم هو تدخل واستدراج دولي واستخباراتي برأيك؟؟ وهل يجوز إعلان الخلافة في ذلك الوضع كما فعل تنظيم البغدادي؟؟

لا شك ان مشروع جماعة الدولة انحرف لمنهج الخوارج و قد بين ذلك جميع العلماء الصادقين و لم يبق معهم احد خاصة بعد الجرائم التي تورطوا فيها ، و لا أستبعد وجود اياد خفية تضرب الجهاد كله بنشر فكر الغلو فيه. و اعلان الخلافة كان مصيبة على مصيبة، و لذا رفضه الناس و استنكروه.
9- هل لك من إضافات وماهي كلمة الختام التي تريد توجيهها للتونسيين شعبا وحكومة في ظل الأوضاع الراهنة؟؟
أما حزب النهضة فنصيحتي لها أنها اختارها الشعب التونسي لأنها خرجت من حزب اسلامي فلتتمسك باسلامها و لتعتز به ، و ليس التوانسة جميعا هم الاحزاب العلمانية الذين تحسب لهم الف حساب، و أما السلفيون فليغلبوا الحكمة و ليتعقلوا و يتركوا عقلية الاصطدام و الغلظة و الشدة فإن الرفق ما كان في شيء الا زانه و ما نزع من شيء الا شانه؟، و مواضيع التكفير فليتركوها للعلماء و لهتموا بما ينفعهم في دينهم و دنياهم، و الشعب التونسي المسلم فليتمسك بدينه و شريعته الاسلامية و ليدافع عن العلماء و الشباب المتدين.
و أخيرا فلكم يا أهل تونس محبة خاصة في قلبي و ارجو ان تفتح لي الابواب لزيارتكم في اقرب وقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رئيس تجمع الأشراف الليبي لـ”السفير”: مشروع ميثاق الشرف من أجل السلام سيكون لكل الليبيين ومن أجل أمتنا الليبية..

تونس – السفير • تونس منَّا ونحن منها .. السيد المهدي الشريف أمين عام تجمع أشراف ليبي…