YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
بقلم عمار عبيدي
يبدو أن حكومة السيد مهدي جمعة وما حولها مولعة بأفلام “الاكشن” إلى درجة تجعلها تطلق العنان لحالات هستيريا الإنتقام إلى أعلى درجاتها فبعد رفضها مناقشة مسالة الزيادة في الاجور انتقاما من اتحاد الشغل الذي رفض ترشح مهدي جمعة للرئاسة.
جاء دور وسائل الإعلام حيث وجدت الحكومة الموقرة سببا لضرب الإعلام الإلكتروني الذي لم يقع تدجينه مثل الكثير من قطعان الإعلام المرتهن، لتقدم الحكومة على اعتقال مدير وكالة بناء نيوز للأنباء أيمن العجمي في حركة مثيرة للشفقة تجاه حكومة قد تجد اليوم سلطات الدولة طيّعة أمامها لإخفاء عوراتها لكن التاريخ عصي على أن يتم تطويعه ويذكر كل شخص بما اقترفت يداه.
قد يكون من حق الحكومة أن تدافع عن نفسها وعن سمعة وزير خارجيتها لكن ليس من حقها ترهيب الصحفيين بالسجن بسبب خبر انتشر في وسائل الإعلام وكان من الممكن دحضه عبر الأساليب القانونية بدل اللجوء إلى ترهيب مدير الوكالة بقوة الدولة التي من المفروض أن تحمي الإعلام والمواطن.
وحسب ما تابعته من تفاصيل القضية فإن الوزير اعترف بوجود خلل ما في إجراءات وصوله إلى مطار باريس وقد نشرت وسائل إعلام كثيرة -من بينها موقع التونسية والصلاح نيوز- توضيح الوزير للقضية بما يعني أن هناك اشكالا قد وقع فلماذا كل هذا الغضب ان لم يكن هناك فضيحة.
قد لا نبالغ ان قلنا ان وكالة بناء نيوز أكثر وسائل الإعلام مصداقية على الإطلاق في تونس غير أن الخبر الذي تسبب في سجن العجمي خبر حساس للغاية وكان لزاما على مدير الوكالة حسب محاميه أن يتكتم على المصادر غير أن الحكومة التي أشرفت من خلال السيد مفدي المسدي على متابعة الموضوع تريد الترهيب أكثر من متابعة الموضوع وأكبر دليل هو أن الموضوع قديم فلماذا غضبت الحكومة الآن.
لذلك ندعو وكلنا امل السيد مهدي جمعة الذي يرى نفسه وحكومته في “إعلامه الخاص” بصورة مثالية أن ينظر في أكثر من مرآة لعل الله يريه غير الذي يرى فيصلح ما قد يذكره التاريخ به من نقائص وعندها لن تستطيع وكالة الجمهورية ولا المركزيات الأمنية التدخل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…