YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – سرّي مطلق
كتب: ظافر بالطيبي
تم مؤخرا في بن قردان وفي منطقة قريبة من الحدود التونسيّة الليبيّة، العثور على مخزنين للأسلحة تحت الأرض يحتويان على كميات كبيرة ومتنوعة من الأسلحة والذخيرة والألغام على غرار الآر بي دجي والألغام الأرضية والقنابل اليدويّة وغيرها. ومن الأكيد أنّ التفطّن لهذين المخزنين في هذا التوقيت بالذات إنجاز مهم جدا يأتي في إطار الحصار اللوجستي لجيوب الإرهاب والتهريب ومافيا تجارة السلاح العابرة للحدود والدول. وأعادت هذه الحادثة إلى الواجهة من جديد موضوع الأسلحة المهربة من وإلى تونس وقنواتها والأطراف التي تقف خلفها. كما تعددت في الشأن ذاته التحليلات والتأويلات سواء من الخبراء الأمنيين أو من المحللين السياسيين وغيرهم.
وقد تمكنت جريدة السفير الإلكترونية في هذا الصدد من الوقوف على بعض التفاصيل المهمة في الموضوع منها أنّ هناك شبكات خطيرة ومعقّدة تقف وراء عمليات تهريب السلاح والمتاجرة به غاية إيصاله للأيادي التي تريد استعماله من أجل بث الفتنة والرعب والإرهاب داخل الدولة أو في بعض دول الجوار.
وتعود حسب مصادرنا المخازن الموجودة في تونس والتي تم الكشف عنها مثل مخزني بن قردان ومخزن المنيهلة وبن قردان قبل عامين وغيرها، إلى بداية اندلاع الثورة في ليبيا منذ سنة 2011 حيث تم إدخال كميات كبيرة من السلاح عبر البلاد التونسية من ميناء حلق الوادي وجرجيس من عدّة دول قصد توصيلها للثوار الليبيين. إلاّ انه تم التفطن إلى اختفاء كمية من هذه الأسلحة تعادل حاويتين كبيرتين لم يُعرف مصيرهما إلى الآن وتحتوي على كميات كبيرة تفوق بكثير ما تم كشفه إلى الآن. ويرجح مصدرنا أن تكون أطراف نافذة حينها وراء عملية إخفاء السلاح المذكور الذي كان من المفروض إدخاله للأراضي الليبيّة.
كما سبق وكتبت السفير عن خبر القنوات العكسية لغدخال السلاح إلى تونس هذه المرة من ليبيا بعد أن هدأت فيها الأوضاع نسبيا وانتشر فيها السلاح بكمية كبيرة عقب سقوط نظام القذافي. منها ما سبق لنا الكشف عنه من غدخال صواريخ أرض جو من ليبيا إلى تونس بغاية استعمالها في عمليات إرهابيّة، وهو ما أثبتته التحريات لاحقا حسب اعترافات بعض المتهمين.
إلاّ أنّ الخبر المُاجئ والخطير والذي تأكدت منه السفير أنه قبل عامين تم اتصال بين أحد كبار المهربين للأسلحة ويرّجح أن يكون قياديا عسكريا ليبيا، واحد القيادات الأمنية الهامة في تونس عرض عليه فيها صفقة لشراء الدولة التونسيّة دبّابتين تم إدخالهما أو يمكن إدخالهما بسهولة عبر الحدود الجنوبيّة الليبية التونسيّة؟ وبطبيعة الحال رفض الطرف التونسي هذه الصفقة.
إلاّ أنّ هذه الحوادث تُنبئ عما يمكن تصوّره من وجود أسلحة ومخازن سريّة في تونس تم تجهيزها السنوات الأربع الماضية وقد تشمل عددا من الصواريخ والأسلحة المختلفة والمتنوعة وشبه الثقيلة وحتى الدبّابات..؟ لاسيما وإن عرفنا أنّ شبكات ترويج السلاح والمتاجرة فيه هي شبكات عالمية وتقف وراءها أطراف دوليّة كبرى منها إسرائيل ومافيات أخرى متعددة الجنسيات ومرتزقة عرب ومنهم تونسيون.
وللتدليل على بعض ما أسلفنا أنّ المخزن الذي تم اكتشافه قبل نحو عامين بجهة بن قردان والذي كان يحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة وتردد عليه الإرهابيان الحكيم وأحمد الرويسي حسب بعض التسريبات غنما يعود لأحد القيادات الأمنية السابقة (علي). كما تم في منتصف الألفية الأولى نشر معلومات في الصحافة اللبنانيّة عن اعترافات “جمال زعرورة” عميلة الموساد في تونس -تم القبض عليها في لبنان ضمن خلية كانت تخطط لاغتيال حسن نصر الله وكانت تحمل جواز سفر تونسي- ومدربها عبد الحفيظ “الجندوبي” حيث كان الأخير يقوم بتهريب الأسلحة من حلق الوادي للجماعة المقاتلة في الجزائر عبر حدود ولاية جندوبة.
ويبقى الإشكال هو أنّ عمليات التهريب الخطيرة والمتواصلة للممنوعات ومنها على وجه الخصوص السلاح متواصلة إلى اليوم وتقف وراءها عديد الممارسات عمقتها حالة ضعف الدولة وانتشار ظاهرة الرشوة والفساد في قطاعات حساسة كالأمن والديوانة وغيرهما رغم أنها حالات قد لا تكون كثيرة ومحدودة إلاّ انّ تأثيرها قد يكون كارثي على مستقبل البلاد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

خطير: منظمة إرهابية عالمية تمتلك وتدير مدارس ومعاهد تكوين في تونس

تونس – السفير – ضياء الدين صنّفت الحكومة التركية مؤخرا منظمة فتح الله كولن …