YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – مختار غمّيض
هدأت “عاصفة الحزم”، في قرار بدا مفاجئا للجميع، فبعد 27 يوما من القصف تحرك فيها الاسطول الجوي السعودي في تحالف عشري عربي رسم منعرجا جديدا في تاريخ المنطقة، فلأول مرة يقصف العرب عربا، بمشاركة مصرية وتأييد امريكي واوروبي.
تماما كعاصفة الصحراء الأمريكية على بغداد، اعلنت العاصمة العربية الاسلامية الرياض عزمها و”حزمها” من واشنطن لدعم شرعية الرئيس هادي الذي ضاق ضرعا بالتمرد الحوثي من ناحية، وترجمة لمعاهدة الدفاع العربي المشترك تلك المعاهدة، من ناحية اخرى.
إن حديث البعض عن تورّط القاهرة والخرطوم في الحرب، ليس له من تفسير غير المال الخليجي المغدق والمدفوع من كرامة آدميين، تأتي محاولة انقاذها أخيرا خير من أن لا تأتي، في ظل الحديث عن وساطة مصرية وأخرى عمانية لوقف إطلاق النار وإقناع المملكة بعدم التدخل البري الذي لوّحت به الرياض بشكل منفرد امام إنحسار الدعم الإماراتي الخجول بطبعه..
فالسعودية تسعى مع قيادتها الجديدة الى تحقيق مكاسب جيو سياسية في ظل تغيرات إستراتيجية تشهدها المنطقة، فخصمها الإقليمي، إيران على اعتاب توقيع اتفاقية مع الغرب حول برنامجه النووي، كما أن الهلال الشيعي بدأ في مرحلة الخطر لذلك يرى آل سعود قدرتهم على جرّ طهران الى التدخل في اليمن مما يسهل قلب العالم ضدها وبالتالي خلط أوراقها.
كما تعرف السعودية جيدا الحوثيين في حرب صعدة 2009 والآن، علها باتت تخشى المستنقع ذاته وهو ذات المستنقع الاسن الذي تردى فيه نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين عدو إيران الاول وحارس البوابة الشرقية في غزوه للكويت.. الذي ارتد وبالا عليه وعلى المنطقة بأسرها.. فهل خشيت الرياض تكرار ذات السيناريو؟
فعلا، قد تمتد العاصفة الى البحرين (مظاهرات أخيرة ضد عاصفة الحزم) والكويت أو حتى السعودية نفسها حيث جرت عمليات قتل إنتقاما للحوثيين، وبالتالي يصبح الأمر خطرا جديا محدقا بحلفاء أمريكا على الخليج النفطي وتداعيات الزلزال اليمني على الدول المنتفعة بالمال الخليجي في صدارتها مصر،الأردن والسودان لتتجاوز بقعة النفط حدود اليمن وتصبح بؤرة توتر في المنطقة بأسرها.
كما ولدت “عاصفة الحزم” بغتة كعاصفة هائلة، برزت مثلها “عودة الامل” بصورة مفاجئة، وكما كان لانطلاقتها إرهاصات مدوية، فستكون لنهايتها العديد من التأثيرات على المملكة العربية وغيرها، بل قد يصل الأمر حدّ إعادة رسم خارطة التحالفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…