حوارات - حوارات عربية - سبتمبر 17, 2015

خاص/ الضابط السابق بالجيش الجزائري أنور مالك لـ"السفير": بوتفليقة نجح في تفكيك صندوق المخابرات الأسود والمنطقة مقبلة على هزّات خطيرة..

YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – تركيا – السفير
عبد العزيز بوتفليقة نجح في تفكيك العلبة السوداء ومن لم يمت فقد أحاله على التقاعد
الآن أمام سعيد بوتفليقة خيارين إما أن يضع في الرئاسة شخصاً ويبقى هو يتحكم فيه، أو أن ينصب نفسه رئيساً
بوتفليقة استغل الفشل الذي مني به جهاز المخابرات لتفكيكه بالاتفاق مع فرنسا
قبل أن نتحدث عن مؤامرة خارجية وجب أن نتحدث عن المتآمرين من الداخل
المنطقة ستبقى مقبلة على هزات خطيرة للغاية، ربما يصل الأمر إلى إعادة رسم خريطتها مجددا
الوضع الحقوقي في الجزائر ليس على ما يرام
الدكتور أنور مالك الناشط الحقوقي و الإعلامي والعسكري السابق في الجيش الجزائري، والذي استقال من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا احتجاجا على عدم الجدية و الحيادية. سخّر جهده وقلمه للتصدي للعدوان الفارسي على المنطقة العربية محذرا ومنددا بخطورة هذا المد. ونظرا للتحولات الأخيرة في المنطقة العربية عامة والجزائر خاصة كان لجريدة “السفير” هذا اللقاء الخاص، وهذا محتواه..
أجرى الحوار أ. العايش عبدالمالك
12007151_1532835910340674_2098800808_n
1- يعرف المشهد السياسي الجزائري مؤخرا تحولات وتغيرات سريعة لا سيما على مستوى جهازي الأمن والاستخبارات.. كيف تقرأ هذه التحولات وخصوصا إزاحة الجنرال بو مدين من الساحة؟
بلا أدنى شك أن الجزائر تعرف تحولات كبرى منذ عجز الرئيس بوتفليقة الصحي، وخصوصاً أن المهيمن حاليا على شؤون الحكم هي مرحلة ما بعد الرئيس.
تقاعد الجنرال توفيق أمر كان متوقعاً وقد تحدثت عن هذا وجزمت به في لقاء مع راديو مونتي كارلو منذ أكثر من سنة.
القضية ليست صراع أجنحة كما يروّج البعض، بل الأمر كله يدخل في إطار بسط نفوذ جماعة الرئاسة بقيادة شقيق الرئيس. وقد نجح عبدالعزيز بوتفليقة في تفكيك العلبة السوداء ومن لم يمت فقد أحاله على التقاعد ولم يبق سوى توفيق الذي بدوره لحق بمن سبقوه.
أيضا قضايا فساد كبرى فتحها جهاز المخابرات والملفات التي بحوزته تشير إلى تورط مقربين من الرئيس بوتفليقة وحتى من عائلته.
هذا على المستوى الوطني أما الدولي فهناك أحداث لها تأثيراتها مثل حادثة الهجوم على محطة تيقنتورين في الجنوب الجزائري والتي قتل فيه أكثر من 30 أجنبياً. وتتحدث بعض المصادر أن بوتفليقة استغل الفشل الذي مني به جهاز المخابرات لتفكيكه بالاتفاق مع فرنسا في ما سميت اتفاقية فال دوغراس، وبدأ فعليا الأمر منذ عودته إلى الجزائر على كرسي متحرك.
أعتقد أن آخر ضربة موجهة لجهاز الاستخبارات هي احالة توفيق على التقاعد، وبذلك يكون شقيق الرئيس قد بسط نفوذه على كل المؤسسات الوطنية، حيث وضع من على رأسها الأشخاص المقربين منه، والذين سيخدمون أجندته بولاء مطلق.
الآن أمام سعيد بوتفليقة خيارين إما أن يضع في الرئاسة شخصاً ويبقى هو يتحكم فيه، أو أن ينصب نفسه رئيساً مادام نجح في فرض شقيقه العاجز صحيا لعهدة رابعة رغم مخالفة ذلك للقوانين السارية المفعول.
2- كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن وجود مؤامرة تستهدف الجزائر باسم الربيع العربي والثورات.. هل هناك فعلا قوى أجنبية تتربص بوحدة الجزائر ومن تعتقد يقف وراء هذه الحملات؟
القول بعدم وجود مؤامرة هو نوع من الاستغباء والزعم أن المؤامرة مطلقة هو استغباء من درجة أخرى. بلا أدنى شك أن المؤامرة موجودة ولكنها ليست بالدرجة التي يروج لها.
يجب أن يفهم الناس أن الجزائريين يعيشون ثورة شعبية منذ أكتوبر 1988 قبل ما يسمى بثورات الربيع العربي. وما يجري في البلاد هي مجرد ارتدادات لتلك الثورة الشعبية التي لم تحقق نتائجها بسبب الانقلاب العسكري والخيارات الأمنية المتخذة من طرف النظام الحاكم.
قبل أن نتحدث عن مؤامرة خارجية وجب أن نتحدث عن المتآمرين من الداخل الذي يمارسون الظلم والسطو على إرادة الشعب ونهب الثروات، وفي كل الدول التي عرفت ثورات لولا وجود أنظمة فاسدة ومستبدة ما نجح المتآمرون في تفجير أمنها واستقرارها.
في الجزائر إن كان حكامها يريدون تجنيبها أي مستنقع ستقع فيه لا قدر الله، عليهم أن يكونوا في مستوى تطلعات الجزائريين بدل توزيع الاتهامات التآمرية على الغير وبطرق سخيفة في أغلب الأحيان.
3 ماهو تقييمك للوضع الجزائري الداخلي لاسيما على مستوى الحقوق والحريات وهل هناك اتجاه صحيح نحو إصلاح فعلي ينتهجه الفريق الحاكم حاليا؟
الوضع الحقوقي في الجزائر ليس على ما يرام، هناك انتهاكات للحقوق والحريات، حيث نعرف التضييق الذي يعاني منه الإعلام والأحزاب والجمعيات.. وكذلك القضاء غير مستقل وغير ذلك.
عدد من الصحف تم توقيفها وتدمير مكتسباتها وعلى رأسها “جريدتي” و “مونجورنال” و”الجزائر نيوز”، ويوجد من يقبع في السجون منذ أكثر من عامين من دون محاكمة مثل الصحافي عبد السميع عبدالحي وغيره من الناشطين السياسيين.
رغم الشعارات التي رفعت حول الاصلاح في عهد الرئيس بوتفليقة، إلا أن الأمور بقيت تراوح مكانها في إطار شعارات للاستهلاك فقط، أما على مستوى الممارسات فهو شأن آخر.
التعذيب لا يزال متواصلا أيضا في السجون ولدى مخافر المخابرات السرية، وإن كان قد تراجع عن الدرجة التي كان عليها في فترة التسعينيات الدموية.
الواقع الحقوقي في الجزائر ليس على ما يرام ولن يكون مادام النظام لم يتجدد، فتكميم الأفواه يتواصل، والتضييق على الحريات يتمدد، ويوجد خطاب واحد يراد له أن يبقى مهيمنا على المشهد هو ما تريده جماعة الرئيس بوتفليقة فقط.
4 في الختام هل من إضافة وما هو تقييمكم للوضع العربي العام خصوصا في ظل تواصل السيطرة الأجنبية وتداخل الأجندات الخارجية وتزايد نفوذ الجماعات المسلحة على مستوى المغرب العربي والمشرق على حد سواء؟
الوضع العربي سيء للغاية، فنحن نعيش الاحتلال الأجنبي في فلسطين والأحواز العربية وسورية ولبنان واليمن والعراق، ونعيش أيضا ثورات شعبية ضد أنظمة شمولية فاسدة، وتوجد أيضا دولا عربية تحت الوصاية الأجنبية بطرق غير معلنة.
مع هذا الوضع والفشل الذي منيت به بعض المؤسسات الاقليمية مثل الجامعة العربية، للأسف المنطقة ستبقى مقبلة على هزات خطيرة للغاية، ربما يصل الأمر إلى إعادة رسم خريطتها مجددا، ولا أستبعد تقسيم المقسم إلى كيانات وكنتونات على أسس عرقية وطائفية وقبلية لا تخدم العالم العربي أبدا، لكنها ستخدم كثيرا الكيان العبري.
بالنسبة لتزايد نفوذ الجماعات المسلحة، فهذا طبيعي في ظل فوضى السلاح ومستنقعات الحروب النجسة التي لعبت فيها “إسرائيل” وإيران وقوى كبرى دورها البارز لخلط أوراق المنطقة العربية ودفعها إلى الخضوع التام للهيمنة لمشاريع أجنبية من بينها الصهيونية والصفوية.
الجماعات المسلحة تصنعها الأزمات وتكبر في مستنقعات الحروب، وستزول في حال تحققت العدالة والحكم الراشد وزال الاستبداد وحققت أوطاننا أمنها الفكري والجغرافي.
وفي الأخير أشكركم على هذا اللقاء الطيب وتحياتي لقراء صحيفتكم الموقرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رئيس تجمع الأشراف الليبي لـ”السفير”: مشروع ميثاق الشرف من أجل السلام سيكون لكل الليبيين ومن أجل أمتنا الليبية..

تونس – السفير • تونس منَّا ونحن منها .. السيد المهدي الشريف أمين عام تجمع أشراف ليبي…