YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس- السفير الثقافي
يقال ان العمل الفني المتميز هو الذي يدفعك للبحث عن تفاصيلك فيه من النظرة الأولى.
لوحة “مساكن مقفرة” المرسومة بألوان الأكريليك على الكرتون و القماش بأبعاد 52x40 التي عرضت مؤخرا في المعرض الشخصي “Portrait 360” للرسام والشاعر التونسي مهدي غلاب استحقت عن كل جدارة أن تصنف ضمن الأعمال الفنية التي لم تكن مرآة للمبدع فقط بل أيضا لكل من شاهدها وسافر في ملامحها الممتدة عبر الأزمنة الثلاث.

منازل مقفرة تسطر تمشيا اغترابيا يحضر فيه البيت المهجور المتروك و الظلمة القاسية التي لا تعدنا بتحرير.

كانت هذه اجابة الشاعر والرسام مهدي غلاب حين سئلته عن تفاصيل انبعاث “مساكن مقفرة” الى الوجود، ذاك الصنف من الأجوبة الذي لن تجده في أغلب الأحيان الا في من تعرف على القيمة الحقيقية للبعد الرمزي من كل شيئ.
تلك الكلمات القليلة كانت كافية لرسم مسار رحلة في غياهب المجهول و لتحديد جغرافية مساكن هي في الحقيقة -أو كما أراها- محل صراع بين النسيان والذاكرة، بين كل من الماضي، الحاضر والمستقبل، بين ما نسعى أن نتركه خلفنا وما نطمح أن نكون عليه.
تلك الألوان الأكريليكية القاتمة مرة والمتحركة في كل الاتجاهات لمرات لا تحصى ولا تعد جعلتني أنظر الى جوانب مني نسيت -أو على الأصح تناسيت- أن أنظر فيها بكل ما تختزله من مفارقات عجيبة وتقاطعات مذهلة كفيلة بأن تتمخض في نهاية الرحلة عن أمل في بناء مستقبل من خطوط بيضاء ممتدة على أنقاض الماضي بكل ما يحمله من وجع وتفاصيل دقيقة لا تمحى.
محمد أمين المكشاح
 

مساكن مقفرة- مهدي غلاب
مساكن مقفرة- مهدي غلاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

لطفي العبدلي يكشف فحوى تدخل وزارة الداخلية في عروضه المقبلة !

تونس – السفير أعلن الممثل لطفي العبدلي عبر فيديو على إنستغرام أنه قرر التراجع عن قرا…