YOUR EXISTING AD GOES HERE
يعجز اللسان عن وصف هول الكارثة التي حصلت في خمودة و لكن الحكايات الصغيرة التي سمعتها تبين حجم الخسارة مثل حكاية “المرحومة “هنون” أين أديت واجب العزاء، كانت تطعم الحي من خبزها امرأة في السبعين يحبها الجميع و تحدث ابنها بحرقة و من بين ما قاله الأهل أنهم كانوا يتوقعون عند كل يوم سوق حادثا ممكنا نظرا للانتصاب على جنبات الطريق ووجود شاحنات كبيرة مثقلة بمواد تحملها.
المأساة تختزل عجز الدولة و سياسييها و ظلم نظام الحكم بعد الاستقلال
حضرت زيارة وزيرة الصحة و تابعت وزيرة مضطربة مازالت لا تعلم بالضبط طبيعة مهمتها حضرت دون اطارات الوزارة الذين قدموا في ما بعد ليقوموا بجلسة لتقييم الوضع مع الادارة الجهوية للصحة و مدير المستشفى الجهوي و بعض رؤساء الأقسام و الأطباء لكنها لم تنس ممثل حزبها بالجهة كانت مرة تحاول الانزواء مع الأطباء لفهم الوضع و أخرى يجذبها النور المسلط من كاميراوات التصوير و آلات التسجيل من الصحافيين. لن تخرج عن الاطار العام الذي تعودت عليه الحكومات و هو انتظار مرور الايام لينسى الجميع الكارثة و نعود للمعتاد، الكارثة تختزل نهاية وهم الدولة التي صنعتها سياسة بورقيبة و من خلفه.
تونس ليست دولة للجميع و العيش المشترك ضمنها ليس الا اطارا هشا بلا رابط معنوي قوي تونس دولة تمييز متواصل و الكارثة قادمة لا محالة وقد تكون على الارجح فوضوية دموية.
كانت تحركات 2010 و سيلة لفتح ملفات الماضي و أخذ العبرة و التصالح و طي الصفحة لكن شاء تضافر العوامل غير ذلك.
الانتهازية و العوامل الدولية و تهرئة الطبقة السياسية و تورط أغلب زعاماتها في التبعية للوبيات فساد أو عمالة و سقوط البعض في ملفات فساد موثقة أو سقوط أخلاقي جنسي مثبت.
خمودة اعلنت مؤخرا بلدية و بها مجلس قروي معطل كان بالامكان أن يقع اقرار مكان آخر للسوق غير الطريق لجهوية التي تشق القرية، خمودة اقر لها معهد لم يتم البدأ في انجازه منذ ثلاث سنوات لعجز السلط الجهوية على فرض مكان على المتنازعين من أهالي الجهة و لعدم تدخلها غالبا.
الحماية المدنية حضرت متأخرة و عجزت عن مواجهة كارثة معقدة فيها الحرائق و الصعق الكهربائي بخطوط الضغط العالي و انقلاب الشاحنة و الحافلات و السيارات على الناس و انفجار بعض السيارات بمفعول الحريق، المستشفى الجهوي غير قادر بضعف تجهيزاته و النقص في اطباء الاختصاص و في التجهيزات و سيارات الاسعاف المجهزة.
ورغم ذلك فان المشكل معقد، رصدت ميزانيات منذ 2012 لاحداث اقسام جامعية بالمستشفى الجهوى كما رصدت ميزانيات لعديد المشاريع و لكنها لم تنجز لأن من حاول انجازها من الولاة اصطدم بتعطيل مديرين بالادارات المركزية و مراقب المصاريف الذي اصبحت يده مطلوقة بعد 2014 ليسهل الصرف في مجال الاستقبالات و اقتناءات السيارات و غيرها.
الولاية ينقصها 17 اطارا لخطط وظيفية شاغرة لمن يتخصص في التخطيط و الادارة و المال و العلاقات الدولية و الهندسة و التنمية و غيرها لذلك من الطبيعي ان تتعطل المشاريع.
الولاية بها ملفات فساد عديدة لذلك عطل أصحابها كل مجهود للاصلاح و حرضوا بطرق عدة لاحداث البلبلة في مقر الولاية كلما جاء مسؤول اراد الاصلاح،
الطبقة المسيطرة على القرار اليوم من فئات متعددة (سياسية نقابية مهربون بائعوا خمور )متورطة و لا تبحث سوى عن تغطية كوم الزبالة بالقش و مواصلة التمعش من الضرع الدامي، و أبرز مثال معمل الحلفاء.
هذا حال القصرين و امتدادت المشهد لها ارتباطاتها بالعاصمة اما مشاركة أو توجيها أو رغبة في تواصل الحال على ما هو عليه أو عجزا أو عدم رغبة في التغيير.
النائب هنا هو جزء من هذا المشهد لن يمكنه تحريك شيء لوحده فما بالك ان كان متورطا في هذا المشهد.
هذا جزء صغير من حال اغلب ولايات الجمهورية بدرجات متفاوتة و بالتالي لاحل الا بالصدمة و مهما حاول العديد التهرب او ربح الوقت فان الانفجار قادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…