YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
ترامب رئيسا للولايات المتحدة…العالم يدخل الطريق السريع…نحو الحرب العالمية الثالثة…بالإخراج الأكثر تعقيدا ربما…أو الأكثر بدائية….
فوز ترامب لم يفاجئني كما فاجأ الكثيرين..بل هو أمر كنت على يقين منه…واستشرفته في سياق مقال لي منذ خمسة أشهر ضمن الكلام عن مؤشرات خطيرة تكشف ما سيواجهه العالم في مستقبله القريب: (وحين يصل مجنون ومهووس بحرب الرب المقدسة للحكم مثل ترامب بكراهية تفوق جورج بوش الابن، ويتم الكشف عن تطور كبير في إقبال الأوروبيين على أحزاب اليمين المتطرف وامكانات فوزها في أكثر من دولة، فذلك مؤشر خطير آخر).
هذا الكوبوي الأمريكي ليس مجرد متعصب أعمى، بل هو متعصب ذكي ويعرف جيدا أن نسبة كبيرة من الأمريكيين يحتفظون في أعماقهم بالكوبوي صاحب القبعة والمسدس والقادر على سحب الزناد في كل وقت وإبادة شعب من الهنود الحمر وهو يبتسم. ويكفي تذكيرهم بالخطر على وجودهم وأرزاقهم ليتم تفعيل ذلك الكوبوي الشرس، ومن مظاهره إعادة إحيائه بكل عنصريته البيضاء المقيتة، كثرة جرائم قتل السود على أيدي شرطيين بيض في الآونة الأخيرة، والشعور أن الرئيس الأسود بكل ما يملك من لباقة ودماثة وما يظهر من رغبة في نشر السلام، لا يمثل حلا ولا يمنح إحساسا بالقوة، وحتى هيلاري فتحت ابتسامتها أنياب اعترفت بصناعة داعش وقال ترامب لها ذلك، والكوبوي منهجه جلي، لا يخفي مسدسه في حقيبة ويقتل بالسر، بل يمشي بخيلاء ويضرب بحذائه الأرض ويتباهى بالقتل في خمارة أو قارعة طريق.
فوز أحزاب اليمين في أوروبا أمر محتوم: داعش وإرهابها وظيفي: من بين وظائفها إيقاظ المتطرف في كل أمة وشعب: كلٌّ يشعر بالخطر، ويرى جثث أبناء بلده في مطار او مطعم أو ساحة، ينتفض ويتجه إلى أكثر الناس تطرفا ليحميه، ليحس أنه بأمان مع أسرته، وأن له من القوت ما يكفي ومن المال ما يحتاج. ملخص المسألة.
ما ذكره ترامب عن بعض الدول والأنظمة العربية، مثل حديثه عن بقرة يحلبونها فإن لم يجد حليبا ذبحوها واستفادوا من لحمها، مع قانون جاستا، واعلانه عن نقل سفارة الولايات المتحدة في اسرائيل الى القدس. والموقف من الاتفاق النووي مع إيران، من الحرب في سوريا، من الاسلام والمسلمين والدعوة لطردهم من امريكا، وبناء جدار بين المكسيك وبلاده، وغيرها من امور قالها الكوبوي صراحة ضاربا عرض الحائط بكل اعراف الديبلوماسية وكل النفاق السياسي، لأنه محارب روماني في قفص، كوبوي قادم من بلاد الثلج البعيدة إلى أرض كولومبس لا يهمه كم يقتل للحصول على بعض الأرز، ولا كم مدينة يدمر للعثور على بعض الذهب.
لعل حكاما عربا اليوم ينعون أنفسهم لمن حولهم، فقد جاء الحجاج بن يوسف بلغة انجليزية تقطر سما ماسونيا وحقدا صهيونيا وتطرفا عنصريا، ليقطف رؤوسا قد أينعت. فيا لتعاسة المصير.
الحرب العالمية الثالثة التي قد تبدو امرا تهويليا لدى الكثيرين، حتمية مهما كان إخراجها، ولئن أدارها أوباما بالوكالة، فالاكيد ان كوبوي البيت الابيض الجديد لا يؤمن بالطرق الملتفة، ويمضي مباشرة، وحين يلتقي مع دب روسي لا يعرف الخوف والتراجع، فلعلها ملاحم الشام الكبرى التي منها ينهار عالم، ويولد عالم جديد، بقدرة الرب المهيمن، بقدرته وحده، أو يشتعل الحريق، ولا يمكن لبشري أن يطفئه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…