الافتتاحية: احتجاجات اليوم.. تدق ناقوس الخطر وتنذر بالطوفان

تونس – السفير – بقلم محمد علي الشتيوي

عناوين كثيرة لاحتجاجات اليوم بمناسبة ذكرى عيد الجمهورية في باردو امام مقر البرلمان وفي عدد من الولايات على غرار سوسة وصفاقس والقيروان ونابل وسيدي بوزيد وغيرها وان بأحجام مختلفة للمطالبة باسقاط منظومة الحكم الحالية حكومة وبرلمانا بعد التدهور الاقتصادي والاجتماعي الكبير والفشل في الحرب على الوباء اضافة الى الصراعات السياسية المتواصلة التي ضاق بها الشعب ذرعا ولم يعد يتحمل هذا التسيير العشوائي او “الرعواني” ان صح التعبير لدواليب الدولة دون ان نغفل الصراع الخفي والظاهر بين الرئاسات الثلاث مما عطل السير العادي للدولة واربك الحكومة ..

كل هذا كان له انعكاساته على نفسية التونسي زيادة على التحريض من هنا وهناك وتحميل مسؤولية الفشل لحركة النهضة راسا مما دفع بالمحتجين الى استهداف مقرات هذا الحزب في عدد من الجهات للتعبير عن غضبهم مما آلت اليه الأوضاع في ظل حكم النهضة وان اعتبر منتسبو الحزب وعدد من قياداته ان هناك مؤامرة مدبرة للاطاحة بالحركة يقع الاعداد لها منذ مدة وبالتنسيق بين اطراف سياسية وحزبية ..لكن رغم كل ذلك فما حصل اليوم من احتجاجات كبيرة هو ناقوس خطر ينذر بالأسوا ما لم تستفق الحكومة وحزامها السياسي من سباتهم لاصلاح ما يمكن اصلاحه لان موجة الاحتقان تتسع وقد تنفلت الأمور عندها لن تتوقع ما يمكن ان يحدث ..

كذلك على حركة النهضة ان تراجع سياساتها وخياراتها الفاشلة وان تتحمل مسؤوليتها كحزب حاكم فاز في الانتخابات التشريعية وان تصارح الشعب بحقيقة ما يحاك ان كانت هناك مؤامرة والاطراف المتورطة داخليا وخارجيا لان السيل جارف وقد يأتي على الاخضر واليابس ..كذلك البرلمان عليه ان يقف وقفة تامل ويتحمل مسؤوليته في ظل الفوضى والتجاذبات السياسية اليومية تقريبا وان كان هناك استهداف واضح لهذه المؤسسة التشريعية من قبل رئيس الجمهورية وبعض الاحزاب بهدف إسقاطها وفسح المجال امام تغيير الدستور وكذلك القانون الانتخابي..

اذن نحن الآن امام وضعية صعبة في ظل واقع متأزم على جميع المستويات زادته كورونا تعقيدا في مقابل عجز الحكومة عن تسوية عديد الملفات في ظل عدم تجاوب رئيس الجمهورية معها والذي ينتظر قلب الطاولة على الجميع بل هو بصدد تهيئة الارضية لذلك وفي كل وقت ننتظر قرار او بيانا مفاجئا قد يقيم الدنيا ولا يقعدها ..