YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – ظافر بالطيبي

مع تواصل أزمة التونسيين الاجتماعية والاقتصادية حتى بعد إجراءات 25 جويلية، وتفاقم حالة الانسداد السياسي بعد تفرد الرئيس بالسلطتين التشريعية والتنفيذية والذي اختار تجاهل مختلف القوى الفاعلة في البلاد سواء الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية، أصبحت المخاوف من انهيار الدولة وسقوطها أكبر لدى عامة الناس من النخبة والعوام على حد سواء.

فرئيس الدولة اختار أن لا يكلم ولا يسمع إلا نفسه ويظهر ذلك جليا في لقاءاته المسجلة مع عدد من الضيوف الذين استقبلهم في قصره العاجي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تكون أشبه بلقاءات التلاميذ والطلبة بأساتذتهم لتلقى الدروس والأوامر والتوجيهات دون نقاش.

ما زاد من حالة الغموض والترقب، حيث بات لا أحد يعلم ما في جعبة الرئيس حتى المقربين منه. ولم تقتصر هذه الحالة على الداخل فقط بل عبر عديد السفراء والأصدقاء الأجانب عن عدم فهمهم لنوايا قيس سعيد بعد أن بقيت البلاد في حالة ركود وجمود لأشهر تخللتها تأويلات عدة وخطابات كالعادة متشنجة للرئيس الذي لا ينفك يهاجم الخصوم ويتهمهم بشتى الاتهامات من الفساد إلى الخيانة إلى الاستقواء بالخارج وغيرها.

وبعد ترقب وتخوّف علم التونسيون من الصحافة الفرنسية نيّة الرئيس إجراء حوار قريب في البلاد بعد إطالة حالة القطيعة مع أغلب مكونات المشهد السياسي التونسي. وذلك بعد إعلامه للرئيس الفرنسي بذلك خلال مكالمة هاتفية. وهو ما فتح أبواب التأويل عن كيفية هذا الحوار وتاريخه والأطراف التي ستشارك فيه.

وبعد مد وجزر خرج الرئيس للإعلان أن الحوار سيكون افتراضيا مع الشباب وفق استمارة إلكترونية سوف يتم إعدادها في الغرض.

ويبدو أن لا احد استغرب من ذلك فالرئيس سعيد عودنا على مدى العامين الماضيين بغرابة أفكاره وتصرفاته وتصريحاته وهو الذي قال إنه يشعر أحيانا بانه من كوكب آخر.

لم يتأخر رد عديد الأحزاب وخاصة اتحاد الشغل الذي بدأ يصعد أمينه العام من حدة خطابه نحو الرئاسة وهو الذي كان طرفا في حوار سنة 2014 ضمن مجموعة الرباعي والذي أفرز حكومة الكفاءات برئاسة مهدي جمعة. حيث قال الطبوبي أن الاتحاد لن يكون لجانا شعبية في إشارة إلى تصورات رئيس الدولة للمشهد السياسي، وأكد أن المنظمة الشغيلة طرف رئيسي في الحوار وأن الحوار لابد أن يشمل الأحزاب التي لا غنى للديمقراطية عنها.. وذلك بعد صمت سياسي للاتحاد دام أشهر هو الآخر رغم تبنيه للإجراءات الاستثنائية في البداية.

واليوم بات الجميع ينتقد الرئيس وتصرفاته وانفراده بالسلطة وعدم نزعه نحو الحوار مع الفرقاء السياسيين الذين يشكلون المشهد السياسي الحالي سواء من كانوا في المنظومة الحاكمة أو من بقوا في المعارض ولو ظاهريا.

بيد أن الأكيد الآن أنّ سعيد ماض نحو النهاية في أفكاره وقراراته وأنه من غير المتوقع أن يسمع لمنتقديه أو معارضيه أو حتى مستشاريه والمقربين منه بفرض أية وجهة نظر جديدة بخلاف ما سبق أن أعلن عنه وبالتالي من المستبعد أن نرى قريبا حوارا سياسيا يجمع الفرقاء من أجل تحقيق وحدة وطنية تخرج البلاد من نفق المجهول التي دخلته منذ أشهر وسنوات..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

هيئة الانتخابات: نسبة المشاركة في الانتخابات المحليّة ”محترمة”..

تونس – السفير وصفت عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نجلاء العبروقي نسبة المشارك…