YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – ظافر بالطيبي

يلاحظ كل سكان العالم اليوم بعين مرتقبة وقولب وجلة ما يحدث في بلدانهم من تغيّرات مناخية أقل ما يمكن وصفها بأنها غير مطمئنة، بل خطيرة وقد تجلب ما هو أسوأ للبشرية جمعاء لو واصل الإنسان على هذا المنوال من الحياة والعيش لاسيما في الدول والدن الكبرى..

لأول مرة منذ عقود طويلة، نرى الثلوج والفيضانات في بلاد المشرق لاسيما بلاد الصحراء مثل العربية السعودية والكويت. وهي البلدان التي طالما عُرفت بدرجات حرارتها العالية صيفا وشتاء.. وفي نفس الوقت جفاف وموجات من الحر والانحباس في بلدان شمال إفريقيا التي تمر بشتاء أشبه بفصل الربيع أو فصل الصيف، ارتفاع في درجات الحرارة وانحباس للأمطر وجفاف وتراجع كبير في المائدة المائيّة ناهيك عن ظواهر طبيعية أخرى غير مطمئنة من قبيل تصاعد غازات ودخان من الأرض وتغيرات واضحة في سلوك الحيوانات من نحو شهرين..

في نفس الوقت ايضا موجة برد غير مسبوقة في أمريكا ادت إلى تدهور كبير في درجات الحرارة وصلت 50 تحت الصفر وظهور قنبلة ثلجية قطبية قتلت العيد من الناس بردا وهو طقس أشبه بطقس القطب الشمالي أو الجنوبي المتجمد..

تغيرات في المناخ في أكثر نواحي خارطة الأرض مع ظهور اهتزازات أرضية وتشققات في دول أفريقية مختلفة تظهر لأول مرة وسط تزايد النشاطات البركانية والزلازل في أكثر من بقعة من الأرض..

كل هذه المظاهر والتطورات تأتي بعيد تحذيرات جدية لأكثر من جهة مختصة دولية من ظهور آثار واضحة للانحباس الحراري على مستوى تغير المناخ وتلوث الهواء العالمي ما سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية كما هو الحال في شمال إفريقيا اليوم، وظهور زلازل وموجات تسونامي لاسيما على سواحل البحر المتوسط وغيرها من مظاهر غضب الطبيعة الناتج عن اعتداء الانسان المستمر على البيئة والهواء والطبيعة..

المؤسف أكثر في الأمر أن الكثير من شعوب العالم غير واعية اليوم بخطورة اللحظة التي يعيشها العالم وتعيشها بلدانهم وما يتهددها من كوارث طبيعية نتيجة ممارسات الإنسان “المتحضر” على مدى عقود طويلة وانتهاكه لأسباب حياة الفرد على الأرض. ورغم مجهودات منظمات البيئة والطبيعة إلا أن الشعوب والحكومات على حد سواء لا تولي الأمر الاهتمام اللازم بينما كان من المفروض في ظل هذه الأوضاع إعلان حالة الطوارئ ومحاولة إيجاد حلول عاجلة وسريعة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من إنسان وحيوان وطبيعة..

الأخطر في الأمر أن العكس تماما ما يحصل حيث نشبت الحرب الروسية الأوكرانية وما نجم عنها اليوم من تهديد كبير للأمن الغذائي العالمي ومتوسع رقعة الحرب لتقضي على ما تبقى من حياة على الأرض من بينها خطر نشوب الحرب النووية الذي مازال قائما إلى اليوم في ظل تزايد التهديدات من الطرفين اجبهة الشرقية الروسية والجبهة الغربية الأمريكية الأوروبية..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

همزة: تونس مُفردة في محل جرّ.. بفعل فاعل مبني للمجهول..

تونس – السفير – ظافر بالطيبي يقول اللغويون أنّ الحال دائما ما يكون منصوبا، إلا…