YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – ظافر بالطيبي

بينما يتصارع السياسيون على المناصب والكراسي والمصالح الضيقة، ولا يشغلهم غير تشكيل التحالفات واقتسام غنائم السلطة وتسيير مؤقت وسطحي لشؤون البلاد بما يحفظ مصالحهم المشتركة والمتقاطعة، يعاني الشعب التونسي الأمرين ويقف مكشوف الصدر والظهر أمام عواصف المجتمع وظواهره المستشرية فيه على اختلاف درجات خطورتها..

قد يصبر الجائع على جوعه، وقد يصبر المريض على مرضه وقد يصبر الفقير على فقره، ولكن الجريمة التي استفحلت في بلادنا وتفاقمت يوما بعد يوم، من الصعب جدا التغاضي عنها باعتبارها تمس الجميع. والأخطر من ذلك هو أن تكون هذه الجريمة على يد الأطفال القصّر الذين من المفترض أن يكونوا هم مستقبل البلاد وأن يكون السياسيون والحاكمون قد حفظوا لهم حقوقهم وكرامتهم كي يكونوا الوجه المشرق لتونس الغد..

مخدرات وخمور وجريمة عصفت بشباب تونس من التلاميذ خاصة فجعلتهم وحوشا صغيرة. لم ينس التونسيون بعد حادثة مترو العاصمة قبل أسابيع التي راح ضحيتها جندي سلبه عدد من القصّر هاتفه الجوال فتصدى لهم ما أدى إلى مقتله على أيديهم، وكانت المفاجأة أنهم أطفال مراهقون معدل أعمارهم 16 سنة، فجاءت حادثة اغتصاب الفتاة القاصر قبل أيام في ولاية الكاف على أيدي أطفال قصّر أيضا معدل أعمارهم هو نفسه تقريبا.

مخدرات واغتصاب وسرقة وابتزاز وخطف، على أيدي أطفال قصّر، فماذا ترك هؤلاء للشباب والكبار ؟

لاشك أن هؤلاء الأطفال يتحملون المسؤولية كاملة فيما فعلوا وهم يستحقون العقاب، ولكنهم لا يتحملون وحدهم هذه المسؤولية، فأولياؤهم أيضا مسؤولون عما فعلوه وكذلك الدولة التي فشلت في حمايتهم من خطر الانحراف والمخدرات.

كيف لا تتحمل الدولة المسؤولية والمخدرات اليوم تباع في المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية وعلى أبوابها. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 50 بالمئة من التلاميذ في تونس يتعاطون القنب الهندي أو ما يعرف بـ”الزطلة” ومن الجنسين..؟؟ ويكفي النظر إلى بعض الإحصائيات كي تدق الدولة ناقوس الخطر وتعلن حالة الطوارئ الاجتماعية لحماية أبناء تونس من التلاميذ وغيرهم من خطر الانحراف والجريمة والمخدرات والكحول والتدخين وما تجلبه من شرور وفظائع كتلك الجرائم التي نسمعه بين الحين والآخر..

لاشك أن التلاميذ هم مستقبل البلاد وهم عنوان استمرارية الدولة وحضارتها وإن كان هذا واقعهم فكيف سيكون مستقبل البلاد؟؟ إنه خطر أعظم بكثير من الإرهاب والأزمات الاقتصادية وشبح الإفلاس..

إنه مستقبل أبنائنا ومستقبل وطننا.. فهل من وقفة جدية من أجلها أم أن حاضر حكام اليوم ومصالحهم أولى من مستقبل تونس وأبنائها ؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…