YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
حذر رئيس المجلس المحلي بحلب بريتا حاجي حسن من أن زهاء 150 ألف مدني محاصر شرق حلب يواجهون “الإبادة” إذا لم تفتح ممرات آمنة لإنقاذهم. بينما دعا مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية يان إيغلاند الولايات المتحدة وروسيا إلى التوسط لإبرام اتفاق لعمليات إجلاء من المناطق المحاصرة بالمدينة.
يأتي ذلك بينما تزداد الأوضاع الإنسانية كارثية مع افتقاد متطلبات الحياة وشلل عمل الدفاع المدني وتوقف المستشفيات وموجات البرد القارص والجوع بسبب الكثافة السكانية وافترش النازحين للشوارع.
وقال حاجي حسن اليوم الخميس إن أكثر من 800 شخص قتلوا وأصيب ما بين 3000 و3500 في شرق حلب المحاصرة في الأيام الـ26 الماضية بينما ينتظر أولئك الذين ما زالوا محاصرين حكما فعليا بالإعدام ويحتاجون ممرا آمنا.
في السياق وجهت منظمة “الخوذ البيضاء” -الدفاع المدني الذي يعمل في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة شرق حلب- الخميس نداء إلى المنظمات الدولية لحماية متطوعيها وتوفير ممر آمن لهم أمام تقدم قوات النظام السوري.
وقالت المنظمة -التي رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام- في بيان إن “أعضاء الدفاع المدني السوري المحاصرين في حلب يطالبون بتوفير ممر آمن بشكل عاجل لجميع متطوعي الإنقاذ وعائلاتهم والعاملين الآخرين في المجال الإنساني بالمدينة”. وحذرت من أنه “إذا لم يتم إجلاء متطوعينا، فإنهم سيواجهون التعذيب والإعدامات الميدانية في معتقلات النظام”.
وقد نددت منظمة أنقذوا الأطفال “سيف ذي تشيلدرن” غير الحكومية المدافعة عن الأطفال بتحول “عشرات آلاف الأطفال” في حلب الى “أهداف سهلة”. كما توقفت مديرة المنظمة سونيا خوش في بيان عند وضع النازحين من حلب و”أشخاص يسيرون في الشوارع من دون أي شيء إلا ملابس قد تقيهم البرد”، منتقدة غياب التحرك الدولي.
هدنة وإجلاء
في هذه الأثناء جددت الأمم المتحدة اليوم الخميس دعوتها إلى وقف فوري لإطلاق النار في مدينة حلب حيث ينتظر مئات من الأطفال المرضى أو المصابين إجلاءهم عبر ممرات آمنة من مناطق المعارك.
وقال يان إيغلاند في مؤتمر صحفي بجنيف “في الوقت الحالي أولئك الذين يحاولون الفرار يجدون أنفسهم في مرمى تبادل إطلاق النار والتفجيرات وقد يشكلون أهدافا لقناصة معزولين”، مشيرا إلى أن “مئات الأطفال والمرضى والجرحى يجب أن يخرجوا” من الأحياء الشرقية لحلب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة وتحاصرها قوات النظام.
وأوضح المسؤول الأممي أن مجموعته أبلغت أثناء اجتماع الخميس في جنيف أنه يجب إجلاء بين 100 و500 طفل بسبب وضعهم الصحي.
وأشار إيغلاند إلى أن المفاوضات التي استمرت خمسة أشهر بشأن خطط الإغاثة فشلت ولم تتمخض عن شيء، مشيرا إلى أن الأمر يعود للولايات المتحدة وروسيا لمحاولة ترتيب اتفاق. وقال إن “الدول الأعضاء التي من المفترض أن تساعدنا في الوصول للمدنيين المحاصرين وسط القتال تقف على طرفي نقيض فيما يخص رؤيتها لما يحدث في سوريا”.
من جانبها قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها وبالاشتراك مع الهلال الأحمر السوري تمكنت من إجلاء نحو 150 مدنيا من المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة الليلة الماضية من مركز طبي في المدينة القديمة بحلب بعد سيطرة قوات النظام على المنطقة، وذلك في أول عملية إجلاء طبي كبيرة.
ووصفت الأمم المتحدة الأوضاع الصحية في شرق حلب بأنها “كارثية”. في هذا السياق قال توفيق شماع مندوب اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية اليوم الخميس إن 1500 شخص يحتاجون للإجلاء الطبي ومن بينهم 500 إصاباتهم خطيرة.
وتسببت المعارك في حلب منذ نحو شهر بنزوح ثمانين ألف شخص من الأحياء الشرقية، في حين قالت الأمم المتحدة إن النظام السوري سجل 30 ألف نازح في المناطق التي يسيطر عليها.
وتريد روسيا إجلاء المقاتلين وأسرهم إلى مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، لكن الفصائل تسعى لإخراج المدنيين ومن يريد إلى ريف حلب الشمالي.
في هذا السياق أعلنت منظمات المجتمع المدني في إدلب أنها لم تعد قادرة على استيعاب مزيد من المهجرين قسريا من مناطق أخرى في سوريا، وأوضح مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الإطار نفسه أن المجلس المحلي في إدلب أبلغ الأمم المتحدة أن المدينة لا يمكنها استقبال المزيد من الناس لأنها مكتظة بالفعل بالنازحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …