YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
بقلم: عمّك الزاهي المحلل الباهي
في قفزة غير نوعيّة بلغ عدد الترشحات للانتخابات الرئاسيّة رسميا 70 ترشحا، وهو عدد يعتبر هو الأول في تونس منذ “الاستقلال”. حيث تعوّد الشعب على مدى العقود الفارطة على مرشح أوحد وبعض مرشحي الزينة والديكور. ولئن كان السياق الحالي للانتخابات الرئاسيّة التونسيّة مختلف عمّا سبقه إلاّ انّ من الواضح والجليّ أنّ هناك أياد تلعب في الخفاء لغايات معيّنة. حيث يعتبر 70 ترشحا للانتخابات الرئاسيّة رغم الشروط المنصوص عليها في القانون الانتخابي الذي صادق عليه المجلس التأسيسي منذ أشهر قليلة، عددا مبالغا فيه ولا يعكس جديّة أغلبيّة المرشحين في ترشحهم ويقطع الأمل عن 69 منهم للفوز. حيث يتنافس السبعون عن كرسيّ واحد فقط. وما زاد الأمر غرابة هو تكدّس أغلب الترشحات في اليوم الأخير من انتهاء الآجال حيث اكتظّت قاعات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالوافدين عليها لتقديم ترشحاتهم وكثير منهم غير معروفين لدى الشعب التونسي بل حتى أنهم غير معروفيا إعلاميّا ولا نخبويّا.
وهو ما جعل قاعة الانتظار تشهد فصولا مسرحيّة كان لها أثر طيّب في الترويح عن المنتظرين لدورهم الذين اكتظّ بهم المكان. منها أحد المتحدثين والذي تحدث عن صعوبة تحقيق شرط التزكيات الشعبيّة لأنه غير “موتوريزي” بمعنى أنه غير “مكرهب” إذا عربنا اللفظ بطعم من التهكم والنكتة، حيث كان امتلاك سيارة عاملا كبيرا عند أحد المترشحين لتحقيق شرط جمع الترشحات.
بينما صال أحدهم في أروقة مقر الهيئة وجال وهو يصرخ ماهي الأوراق المطلوبة؟؟ “أنا مستقل وأريد معرفة الأوراق المطلوبة للترشح” وهو في آخر يوم من أيام الترشح حسب الآجال القانونيّة؟؟
مترشح آخر جمع في أمامه في كيس بلاستيكي عددا وانواع من الأدوية وهو جالس على كرسي الانتظار ينتظر دوره وقد أخرج بطاقة علاج “يمروح” بها عن نفسه؟؟ في مشهد أشبه بالمستشفيات منه لقاعة انتظار مترشحين لرئاسة تونس التي لا ينقصها الأمراض والمشاكل الصحية والبيئية والاجتماعية وغيرها..
كما أنّ تعدد الأسماء والوجوه لاسيما ممن لا يعرف حسبهم ولا نسبهم السياسي في الوقت بدل الضائع طرح عديد من التساؤلات حول ما إن كانت هناك لعبة مقصودة لتعويم الانتخابات الرئاسية أو تشتيت الأصوات لاسيما أنّ عددا منهم تحصلوا على تزكيات حزبية من نواب التأسيسي من هنا وهناك. بينما قلة من جمعوا ما لذّ وطاب من “أصوات” الناخبين وتزكياتهم في مشهد على ما يبدو أشبه بصورة “الصوت” مقابل “القوت”..
وبعد مهزلة عودة وترشح “الأزلام” وسكوت “الأقزام” بالحلال والحرام والتراضي.. تتواصل المهزلة دون شكّ مع بعض المترشحين “الجُدد” الذين عرف عليهم “هبلهم” السياسي على غرار البحري الجلاصي وعادل العلمي.. وآخرون يبدو أنهم ترشحوا فقط للترشح أو ليقصّوا القصة يوما ما لأحفادهم على شاكلة “البحري الجلاصي والكرسي الرئاسي” على سبيل المثال و “الاستهبال” وليس الاستدلال.. وما خفي كان أعظم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…