ليبيا بين ضغوطات الداخل والخارج.. إلى الانقسام أم التوّحد؟

تونس – السفير الدولي – مختار غُميض
بعد اجماع الأطراف الليبية المشاركة بالحوار في آخر جولاته، على وجود تقارب وتقدم إيجابي سيفضي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، قال وزير الخارجية المغربي، صلاح الدين مزوار، ان المقترحات المقدمة حققت الاتفاق بنسبة 90 في المائة وإنه ينتظر أن تقترح هذه الأطراف الأسماء التي ستناط بها تشكيل الحكومة،
في الداخل الليبي، يثير قرار المؤتمر الوطني العام اقالة عمر الحاسي ردود افعال متضاربة، فالأطراف المؤيدة اعتبرت الاقالة دون مساءلة بمثابة الصفعة، وتجاهلت تضحيات الرجل لستة اشهر
في حين يرى المعارضون ان الحاسي لم يف بوعده والتزامه لفجر ليبيا عندما قبل تعيينه رئيسا لحكومة الانقاذ وفشله في انتزاع الاعتراف الدولي بشرعية حكومته على حساب حكومة طبرق.
الى ذلك قالت غرفة ثوار ليبيا احد مكونات تنظيم الفجر ان اقالة رئيس حكومة الانقاذ بمثابة جنازة لمشروع ثوار ليبيا، في حين طلبت فجر ليبيا من الحاسي الانسحاب بهدوء..فهل ذلك مؤشرانقسام؟
وبين المؤيد و المعارض لقرار اقالة رئيس حكومة طرابلس وردة فعل الاخير -الذي يعتزم التقدم بشكوى للمحكمة الدستورية- يرى محللون ان فجر ليبيا اضحت خلال الاسابيع الماضية تعيش حالة من الارباك لأسباب متعددة، اولها فقدان بعض رجالها الميدانيين، فضلا عن الحديث الدائر عن خسارة حرب العزيزية رغم نفي قيادي بقوات “فجر_ليبيا”، سيطرة قوات “الزنتان”، الموالية للكرامة، على المنطقة جنوبي العاصمة
ثاني الاسباب هو كثرة خصومها، فمن جيش القبائل جنوبا الى قوات حفتر غربا الى مقاومتها لتنظيم “الدولة” شمالا.
اسباب القت بظلالها على منطقة الهلال النفطي الذي انسحبت منه، ثم على حوار المغرب المتوقع انطلاقه مفتتح الاسبوع الجديد، ضغوط تظافرت مع اخرى يمارسها المجتمع الدولي على وفد المؤتمر الوطني حيث كشفت مصادر ان السفيرة الامريكية والسفير البريطاني لدى ليبيا المتواجدين بمدينة الصخيرات مارسا ضغوطات على وفد المؤتمر لإجباره على الاعتراف بشرعية برلمان طبرق.
وبينما يشدد قادة فجر ليبيا على المرجعيه الثورية وحدها للحوار ويقترح رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان تحصين ما ينتج عن الحوار دستوريا عبر المؤتمر الوطني بحسب الاتفاق مع برلمان طبرق.
في جناح الوطن المقابل، لا يحسد عبد الله الثني على وضعيته فالرجل يواجه معارضة برلمانية شديدة اخذة في التصعيد ف76 نائبا طالبوا باقالة حكومته المؤقتة،
وفيما يؤكد المبعوث الدولي مجدد على الحل التفاوضي في ليبيا، يجدد خليفة حفتر قوله أن لا حوار مع الميليشيات و أن الحسم لن يكون إلا بالسلاح.. منوها إلى الدور و الجهود التي يبذلها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أجل ليبيا.. وفي خضم كل تلك التشعبات هل تزيد الضغوطات الداخلية والخارجية في تقسيم المقسم ام في الاقتناع بأن لا مناص بغير الدفع في اتجاه واحد؟