YOUR EXISTING AD GOES HERE

السفير – وكالات

اقتحمت طالبان اليوم الأربعاء عاصمة ولاية بادغيس، وهي المرة الأولى التي تهاجم فيها الحركة عاصمة إقليمية، فحسب اتفاق السلام الموقع في الدوحة قبل عامين بين الحركة والولايات المتحدة فإنه يحظر على طالبان التوجه إلى مراكز المدن.

سيطرت حركة طالبان اليوم الأربعاء على مدينة قلعة نو، عاصمة ولاية بادغيس شمال غربي أفغانستان، بعض الوقت قبل أن تتمكن القوات الأفغانية الخاصة من استعادة السيطرة على المدينة، في حين طلبت طاجيكستان مساعدة منظمة إقليمية تقودها روسيا لمواجهة التهديدات القادمة من الجارة أفغانستان.

وقال مراسل الجزيرة في كابل، ناصر شديد، إن ما وقع اليوم في عاصمة ولاية بادغيس تطور نوعي لمجريات الأحداث منذ بدء انسحاب القوات الأجنبية وذلك بمبادرة طالبان السيطرة على عاصمة ولاية بادغيس، إذ كادت الحركة تسيطر على مدينة قلعة نو عاصمة الولاية لولا تدخل القوات الخاصة الأفغانية المدربة أميركيا، التي قدمت من ولاية هيرات.

وذكر المراسل أن القوات الخاصة تمكنت من فك الحصار عن قلعة نو، وطردت مقاتلي طالبان من المدينة، مع سقوط أعداد كبيرة من قوات الطرفين. ونقلت وكالة رويترز عن حاكم ولاية بادغيس حسام الدين شمس قوله إن طالبان هاجمت قلعة نو من 3 اتجاهات في الصباح، وإن قوات الأمن الأفغانية تتصدى لها. وقال الحاكم في تصريح سابق إن مسلحي طالبان يسيطرون على 6 مديريات في الولاية من أصل 7، أي جميع مديريات الولاية باستثناء مقر العاصمة.

وأظهرت لقطات فيديو حصلت عليها رويترز تصاعد الدخان فوق المدينة. وقال سيد نظامي، وهو قائد للقوات الخاصة في أحد الشوارع، في حين يسمع دوي الرصاص في الخلفية، إن الجنود “طردوا العدو من المنطقة، تكبد العدو خسائر فادحة ونحن الآن نتقدم ونطرد العدو من المدينة

مقارّ الأمن

وقال مسؤول في وزارة الدفاع -اشترط عدم نشر اسمه- إن مسلحي طالبان سيطروا على المكتب الإقليمي لمديرية الأمن الوطنية ومقر الشرطة، وكانوا يحاولون السيطرة على مكتب الحاكم قبل أن تجبرهم القوات الخاصة على التراجع.

وأفاد مصدر أمني أفغاني للجزيرة بأن نحو 200 سجين فرّوا من السجن المركزي في بادغيس، وذلك عقب سيطرة طالبان على المنشأة.

وهي المرة الأولى التي تهاجم فيها طالبان عاصمة إقليمية، فحسب اتفاق السلام الموقع في الدوحة قبل عامين بين الحركة والولايات المتحدة فإنه يحظر على طالبان التوجه إلى مراكز المدن، غير أن مقربين من الحركة قالوا إن القوات الحكومية ارتكبت أيضا خروقا بالقصف الجوي اليومي لمواقع طالبان.

وأضاف المراسل أن وزير الدفاع الأفغاني باسم الله محمدي قال إن البلاد تمر بمرحلة عسكرية حرجة، غير أنه أضاف أن القوات الحكومية قادرة على السيطرة على الوضع إذا تضافرت الجهود.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية، في تغريدة عبر تويتر نشرت اليوم الأربعاء، إن 239 من عناصر طالبان قتلوا وأصيب 157 آخرون واعتقل مقاتلان، جراء عمليات نفذتها قوات الأمن في مناطق متفرقة من البلاد، خلال الـ24 ساعة الماضية.

وذكر مصدر أمني أفغاني للجزيرة أن 6 من عناصر الشرطة قتلوا في هجوم لطالبان على نقطة تفتيش غربي العاصمة كابل.

وتواصل طالبان حملتها للسيطرة على أكبر قدر من المناطق منذ بدأت القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) الانسحاب التدريجي من البلاد في مايو/أيار الماضي. وكان الجيش الأميركي قال أمس الثلاثاء إن قواته في أفغانستان أنجزت أكثر من 90% من انسحابها المقرر أن ينتهي في سبتمبر/أيلول المقبل.

مباحثات في إيران

ويتزامن اشتداد القتال في أفغانستان مع محادثات رفيعة المستوى في إيران حيث التقى وفد من الحكومة الأفغانية ممثلين عن طالبان في طهران كما أعلنت الخارجية الإيرانية، وذلك بعد أشهر من جمود المحادثات بين الطرفين. وافتتح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف “لقاء أفغانيا” بين ممثلين عن حكومة كابل وطالبان، على ما أظهر مقطع مصور مقتضب نشرته الوزارة.

ودعا الوزير ظريف “شعب أفغانستان وقادتها السياسيين إلى اتخاذ قرارات صعبة من أجل مستقبل بلادهم”، على ما جاء في بيان رسمي.

وإيران قلقة جدا من الوضع في أفغانستان المجاورة التي لها حدود مشتركة طويلة معها، وهي تستضيف ملايين اللاجئين الأفغان منذ سنوات.

طلب طاجيكستان

من ناحية أخرى، طلبت طاجيكستان اليوم الأربعاء من أعضاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها روسيا المساعدة على التصدي للتحديات الأمنية الطارئة على حدودها مع أفغانستان. وقالت سلطات طاجيكستان إنها ستحشد 20 ألفا من قواتها لتعزيز حماية الحدود مع جارتها الجنوبية، وذلك أن أكثر من ألف جندي أفغاني عبروا الحدود الأفغانية الطاجيكية جراء تقدم طالبان في ولاية بدخشان في أقصى الشمال الأفغاني.

وقال مصدر أمني من طاجيكستان لرويترز اليوم إن نحو 300 جندي أفغاني كانوا قد عبروا الحدود إلى طاجيكستان في أثناء تراجعهم أمام تقدم مقاتلي طالبان ونُقلوا جوا إلى بلادهم في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريحات من العاصمة الإندونيسية جاكرتا، إن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لحماية حلفائها من التهديد القادم من أفغانستان، بما في ذلك استخدام قاعدتها في طاجيكستان. وأشار لافروف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع نظيريه في طاجيكستان وأوزبكستان، وهو على اتصال مع زعماء آخرين في آسيا الوسطى، مشددا على أن الالتزامات في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي تظل سارية المفعول بالكامل.

وتتصاعد الاشتباكات بين قوات الأمن وطالبان، في وقت تنسحب فيه القوات الأميركية من أفغانستان، وتتعثر مباحثات السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية.

المصدر : الجزيرة – وكالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …