YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
حصل أسرار على التفاصيل الكاملة التي تتعلق بالانقلاب الكبير داخل حركة فتح الفلسطينية والذي يقوده محمد دحلان من مقر إقامته في العاصمة الاماراتية أبوظبي، وبتمويل من ولي عهد الامارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث حط ملف دسم على مكاتب “أسرار عربية” محملاً بالوثائق والأسماء والتفاصيل.
all-580x270
وبحسب المعلومات فان مجموعة كبيرة من أعضاء وكوادر حركة فتح الفلسطينية المقيمين في بريطانيا تم شراء ولائهم لحساب القيادي الفتحاوي المطرود من فتح محمد دحلان، والذي أصبح واضحاً بأنه ينفذ انقلاباً هادئاً داخل الحركة وداخل السلطة الفلسطينية لسحب البساط من تحت أقدام الرئيس محمود عباس.
وتقول الوثائق إن دحلان شكل تنظيماً متكاملاً داخل بريطانيا لرجاله على أنقاض تنظيم فتح هناك الذي تفكك تقريباً بعد أن اشترى دحلان ولاءات الكثير من أبنائه، ومن بينهم زعيم الجالية الفلسطينية نواف التميمي الذي فاز بانتخابات الجالية رغم أنف السفارة الفلسطينية، وبعد أن اضطر رجاله لاستخدام القوة من أجل الهيمنة على رابطة الجالية الفلسطينية في لندن قبل اسابيع، وتعرضوا بالضرب لأفراد من حركة فتح المحسوبين على تيارها التقليدي.
لكن المهم في المعلومات التي توفرت لدى “أسرار عربية” هو أن الزعيم الحقيقي لتنظيم دحلان في بريطانيا هو رجل يُدعى (عطا الله الزويدي)، وهو أحد أقرب المقربين من رئيس الجالية الفلسطينية نواف التميمي، أما أبرز رجال دحلان في لندن والذين يتقاضون رواتب شهرية وأعطيات مالية متواصلة من جهاز أمن الدولة الاماراتي، فهم:
– رجب شملخ، وهو رئيس سابق لرابطة الجالية الفلسطينية، وناشط فتحاوي تحول من الغزل بالرئيس محمود عباس الى الذم به، ولا يعترف بأنه واحد من رجال دحلان في بريطانيا.
– محمد مشارقة، ويعمل موظفاً في السفارة الفلسطينية بلندن، لكن مكتبه ليس سوى مركز تابع لجهاز أمن الدولة الاماراتي، كما أنه أحد الرجال المقربين شخصياً من محمد دحلان.
– نواف التميمي، وهو صحفي فلسطيني يعمل في صحيفة “العربي الجديد”، وتولى مؤخراً رئاسة رابطة الجالية الفلسطينية.
– نمر سليماني، أو سليمان النمر، وهو ناشط فلسطيني معروف يعمل منذ سنوات.
ليس مهماً شملخ، ولا مشارقة، ولا التميمي، ولا سليماني، إنما الشخصية الأهم والأبرز هي تلك التي هبطت على العاصمة البريطانية لندن في العام 2010، وهو السيد عطا الله الزويدي، فمن هو الزويدي؟ وماذا يفعل في لندن؟
قبل سيطرة حركة حماس على غزة في حزيران/ يونيو 2006 كان كل من عطا الله الزويدي، وشقيقه رفيق الزويدي يعملان كضباط كبار في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية، تحت إمرة القيادي في حركة فتح حينها محمد دحلان، وكان كل منهما من المقربين من دحلان، ومن أذرعه في غزة.
وخلال الحرب الاسرائيلية المدمرة على قطاع غزة في شهر كانون أول/ ديسمبر 2008، وكانون ثاني/ يناير 2009، كان عطا الله الزويدي يقيم مع شقيقه رفيق في بلدة بيت حانون، حيث كانا يجمعان المعلومات والخرائط عن المقاومة الفلسطينية، ويقومان بارسالها الى رام الله، إلا أنه سرعان ما تبين أن رام الله ليست سوى ممر، وأن المعلومات يتم ارسالها الى اسرائيل التي تقوم بدورها بقصف المواقع التي تسلمت معلومات عنها.
بعد أن وضعت الحرب أوزارها في يناير 2009 قالت حركة حماس أنها كشفت ما يقوم به الشقيقان عطا الله ورفيق، فألقت القبض على مجموعة كبيرة من الشبكة التي تم تشكيلها، واعترفوا بما كانوا يفعلون، ليتبين أنهم سلموا للاسرائيليين قوائم بأسماء الشخصيات وأماكن الأنفاق، وأماكن تخزين السلاح ووش تصنيع الصواريخ، حسب تحقيقات الأمن التابع لحماس.
وعرضت وزارة الداخلية في حكومة غزة عبر مؤتمر صحفي يوم 23 شباط/ فبراير 2009 اعترافات الخلية التي كان عطا الله الزويدي قد شكلها في غزة، التي اعترفوا فيها بأنهم كانوا يخططون لاغتيال رئيس الوزراء اسماعيل هنية، أو تسليم معلومات للاسرائيليين تؤدي لاغتياله، كما سلموا معلومات عن وزير الداخلية في حكومة حماس الشيخ سعيد صيام الذي استشهد في الأيام الأخيرة للحرب على غزة، ولا زال من غير المعروف إن كانت هذه المعلومات هي التي أدت لاستشهاد صيام أم غيرها، وذلك بسبب أن الشقيقين الزويدي فرا الى خارج القطاع ولم يتم التحقيق معهما.
لم تتمكن شرطة حماس ولا أجهزتها الأمنية من معرفة مكان الزويدي، وقالت إن عطا الله الزويدي هارب من غزة، لكن المعلومات التي حصل عليها موقع “أسرار عربية” تؤكد بأن الزويدي هرب بالفعل الى خارج القطاع في أعقاب اغتيال الشيخ سعيد صيام مباشرة، بمساعدة مباشرة من محمد دحلان الذي كان قد فر الى خارج القطاع في العام 2006.
وفي العام 2010 وصل الزويدي الى بريطانيا، حيث اصبح الرجل رقم واحد في تنظيم دحلان ببريطانيا، وربما على مستوى العالم، وأوكلت له الكثير من المهام الحساسة المعني بها دحلان، فيما تقول وثيقة اطلع عليها موقع “أسرار عربية” أن الرجل – أي الزويدي- أصبح يحمل اسم (خادم دحلان)، وذلك في أوساط رفاقه من الدحلانيين.
قناة الغد العربي
بعد العام 2011 كان صنبور المال الاماراتي قد بدأ يتدفق في أيدي محمد دحلان، الذي يعمل مستشاراً أمنياً لدى ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، فأسس قناة الغد العربي، ووضع على رأسها عدداً من رجاله، اما الزويدي فأوكلت له مهمة إدارة التخطيط ومتابعة المراسلين في القناة.
لم يكن اختيار الزويدي لهذه الوظيفة عبثياً، حيث كانت هذه الوظيفة هي التغطية المنطقية الوحيدة لعمليات غسيل الأموال ونقل السيولة (الكاش) من ابوظبي الى لندن، وأحياناً بالمرور الى القاهرة التي يوجد فيها مكتب رئيس للقناة.
يتردد الزويدي حالياً على أبوظبي، ويلتقي هناك بدحلان بين الحين والآخر، أما المهمة الأساس للتردد على الامارات فهي جلب الأموال، وتحديداً السيولة النقدية، والتي يقوم باغداقها بعد ذلك على فتحاويين ممن يعرضون ذممهم للبيع ولم يدفع لهم عباس ما يكفي لسد حاجتهم، إذ يتحولون لقبض المال من دحلان ورجاله.
وبحسب إحدى الوثائق فان الغد العربي ليست سوى مشروع لغسيل الأموال لحساب آل نهيان، وموظفهم محمد دحلان، حيث يتم تمرير الكثير من الأموال الى القاهرة ولندن عبر حسابات القناة، أما الأموال التي تذهب الى مصر فيتم تهريبها الى غزة من أجل شراء الذمم هناك، بينما يتم تهريب الأموال من لندن الى مختلف أنحاء أوروبا من أجل السيطرة على السفارات الفلسطينية المهمة، وأيضاً من أجل السيطرة على تنظيم فتح في الخارج.
كما يقوم دحلان بضخ مبالغ مالية ضخمة في كل من مخيمات الفلسطينيين في لبنان والأردن، وهو ما يفسر حقيبة النقود التي ضبطتها الشرطة اللبنانية مع زوجة دحلان قبل عدة شهور، ثم تم لملمة الفضيحة ولم يعرف أحد أين ذهبت السيدة ولا أين ذهبت الأموال، حيث تدخلت دولة الامارات حينها على الفور من أجل إنهاء الأزمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …