YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
هو الناطق الرسمي السابق باسم التنظيم الذي صنّف لاحقا تنظيما إرهابيّا “تنظيم أنصار الشريعة”، والسجين منذ أشهر في سجن المرناقية بتهمة مبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في فيديو مصوّر يعود لأكثر من عامين.. وهو الطالب الجامعي السابق في كليّة الحقوق، والطالب الحالي في كلية رقادة بالقيروان اختصاص لغة عربيّة، هو سيف الدين الرايس المتهم وفق قانون الإرهاب والذي شبّه محاموه إحالته على السجن في القضايا المتهم بها بالمهزلة القضائية بأتم معنى الكلمة. هذا السجين بعد تمكينه من إجراء امتحاناته من سجن المرناقية تحصل على أفضل معدل بـ 14 من 20 وكان الأوّل على دفعته في الجامعة كما أبلغت بذلك زميلته السابقة ومحاميته الحالية الأستاذة إيناس حرّاث.
ليس هذا هو المهم فالأهم هو ما يُمارس على الرايس وأمثاله يوميا في السجن من هرسلة ومضايقات وتعذيب وهم “الأبرياء” حتى تثبت إدانتهم كما يقول القانون والقضاء لم يقل فيهم كلمته بعد. هذا ما يؤكّده محامو عدد كبير من المساجين السلفيين ممن وقع إيقافهم خارج إطار التلبس بعمل إرهابي كمسك سلاح أو استعماله أو التورط في الاعتداء على مواطنين أو أمنيين.
يُذكر أنّ سيف الدين الرايس على سبيل المثال كان ناطقا رسميا باسم تنظيم أنصار الشريعة قبل تصنيفه بالتنظيم الإرهابي في عهد حكومة علي العريّض بعد ثبوت تورط عدد من منتسبي التيار في اغتيال الشهيدين البراهمي وبلعيد وعدد من الأمنيين والجنود.
وفيما يلي ما كتبته الأستاذة إيناس حرّاث محامية الطالب المتفوق سيف الدين الرايس والذي سبق له أن تحصل على جائزة أفضل طالب قبل عامين في القيروان وتسلمها من الوالي حينها..
“بين زنزانته و بين غرفة الزيارة أقل من 300متر لكنه يقطعها في حافلة السجن و ان لم تتوفر حافلة في السجن وقت زيارة عائلته أو محاميه يمكن أن يمتد الانتظار ساعات طويلة.
صادف أن كان في حافلة السجن في طريقه لرؤية والديه خلال زيارة الوزير الفجئية الأسبوع الماضي فتعطلت حركة المرور و بقي في الحافلة ينتظر طيلة ساعتين و نصف حتى تخدرت يداه المكبلتان بالأصفاد من البرد وقطرات المطر تتساقط عليه من فجوات سقف الحافلة… و فجأة فتح الباب و أطل عون وقال : سيدي الوزير يمكنكم أن تعاينوا بأنفسكم حسن المعاملة التي يحظى بها السجناء فحتى مثل هذا الموقوف المتشدد و الخطير ينقل في حافلة حديثة مجهزة بمنافذ تهوية…
كانت لحظة سريالية أفحمت المنوب تماما فلم ينبس ببنت شفة حتى انصرف الوزير و الأعوان.
ثم قيل له أن الكهرباء تعطلت و أن الهواتف المستعملة في التحاور لن تعمل و بالتالي لم يتمتع بالزيارة و أعيد الى زنزانته.
القصة عادية و لا تستحق ذكرا لولا أن الموقوف كان يوما ما من أنجب طلبة كلية العلوم القانونية و السياسية و الاجتماعية التي درس فيها الوزير القانون الاداري طيلة سنوات قبل أن يصبح عميدها.
لا شيئ عندي أقوله للوزير. لكني أريد أن أخاطب العميد السابق و أستاذي المحترم :
ربما نسيت الطالب سيف الدين الرايس لأنه غير توجهه نحو الرياضة و ترك كلية العلوم القانونية رغم نجاحه قبل أن تصبح عميدا لكنك و لا ريب مازلت تذكر الطالبة و النقابية ايناس حراث و ان كنت نسيتها فيكفي ان تراجع تاريخ المسيرات و الايقافات. طالبتك السابقة التي تظن أنها كانت تتمتع بقسط محترم من المصداقية لديك تخبرك بأنك زرت المرناقية و ربما نظرت لكنك لم تر شيئا و لديها بخصوص الموقوف المكبل في الحافلة قصة ترويها لك .
ذلك الموقوف : منوبها الحالي و زميلها السابق الذي بعد أن تحصل على شهادة جامعية في شعبة الرياضة قرر أن يدرس العربية في كلية رقادة و نجح الأول على دفعته سنتين متتاليتين ثم تم ايقافه .
ذلك الموقوف :حينما حاولت محاميته ترسيمه و ادخال المراجع و الكتب اليه وجدت في طريقها كل العوائق الممكنة من ادارة السجن و في نهاية الأمر رابطت في المرناقية تهرسل الادارة كل يوم طيلة أسبوعين ليتمكن من الامتحان في موعده و نجحت في ذلك بصعوبة كبيرة …
ذلك الموقوف: قام بأداء الامتحانين الاولين في السجن في ظروف سريالية و خرافية بحيث اضطر لتحرير موضوع انشائي عن الشعر المنثور و هو يسمع صوت الضرب و الجلد و التعذيب و البكاء في الغرفة المحاذية لتلك التي قام فيها باداء امتحاناته لأن من أرسلته الكلية لمراقبة الامتحان لم يدخل بل اكتفى بالانتظار في الاستقبال بعيدا عن المتشدد الخطير.
و الأهم من كل هذا يا سيدي :
ذلك الموقوف : نتائجه ظهرت اليوم و هو من جديد الأول على دفعته بمعدل :14.01 و ملاحظة حسن.
ذلك الموقوف: فخرنا الطارف و التليد و الوجه المنير لشبابنا يود النظام طمسه فلا يزيده الا اشراقا.
ردها علي ان استطعت يا سيدي و لك مني التحية.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…