تونسيّات للبيع: تفاصيل الإيقاع بأكبر شبكة دعارة بين تونس والخليج؟

تونس – السفير
انطلقت عملية الكشف عن اكبر «مملكة» للدعارة في تونس عندما تأكدت وحدات الامن ان المدعوة «ت.س» شهرت «سوسو» اصبحت تتصرف في مبالغ مالية ضخمة تقدر بمئات الملايين بعد ان كانت تعمل راقصة ليلية في احدى الملاهي بمدينة جربة من ولاية مدنين وتنحدر من عائلة معوزة من الشمال الغربي .
الاملاك المشبوهة
تمكنت المدعوة «ت.س» من شراء فيلا فخمة في العاصمة يفوق سعرها 2 مليارات كما قامت باقتناء قاعة شاي فخمة في حي راق لتكون ستارا للصفقات المشبوهة ويبلغ ثمنها 500 ألف دينار تم دفع المبلغ نقدا اضافة الى انها تمكنت من شراء شقة وسيارة كما انها كانت تنفق يوميا مبالغ ضخمة ومكنت جميع افراد عائلتها من مساكن لائقة وطلبت منهم الرحيل من قريتهم .
البداية
سافرت المتهمة في القضية سنة 2011 برفقة رجل اعمال خليجي معروف في الساحة الاقتصادية الخليجية وتزوجته عرفيا بعد ان تعرف عليها في ملهى ليلي واثناء تواجدها مع عشيقها تعرفت ايضا على سمسار خليجي يدعى «ع.ن.ع» يقوم بجلب الفتيات التونسيات والمغربيات لاستغلالهن في الدعارة في نزل مشبوه.
كما تعرفت ايضا على عنصر ثالث وهو تونسي ويقوم بتزوير عقود العمل وايهام التونسيات بانه سيجد لهن عملا في دول من الخليج لتتكون بذلك اول نواة لمافيا الدعارة مقرها منطقتا البحيرة وحي النصر بالعاصمة.
الدعارة والبغاء
وبعد ان ازدهرت تجارة الدعارة والبغاء بين دولة خليجية وتونس العاصمة بقيادة «ت.س» قامت المتهمة بالوشاية بزوجها رجل الأعمال وحوكم بـ5 سنوات في بلده بعد ان تمت مداهمة منزله والعثور على شقق للدعارة فقامت بالاستيلاء على اموال زوجها التي كان يخفيها في منزله ويقدر المبالغ بحوالي 2 مليارات تونسية وعمدت الى ارسال الاموال الى عائلتها بتونس على مراحل.
كانت المتهمة ترسل مبالغ مالية الى عائلتها عبر حوالات بريدية عن طريق عمال آسيويين يقومون بإرسال مبالغ مالية الى تونس بحكم القوانين كما ان هناك قضية تم نشرها ضد «ت.س» في دولة خليجية بتهمة السرقة والدعارة ولكنها تمكنت من الفرار لتستقر في تونس.
الابتزاز
ولم تكتف المتهمة بسجن زوجها بل تعرفت على رجل اعمال خليجي ثان ابن أحد اشهر المستثمرين في المؤسسات البنكية في العالم العربي وقام بإرسال مبالغ يقدر بـ2 مليارات الى تونس بتعلة بعث مشروع سياحي كواجهة ولكن في الأصل هو مركز كبير للدعارة تحت اشراف «ت.س» كما قاما بشراء وكالة لكراء السيارات لتنطلق اثرها تكوين النواة الثانية لمملكة الدعارة قبل ان تحولها ايضا الى وكر للمخدرات.
تبييض الاموال
قامت مجموعة تتكون من شابين خليجيين وفتاة مغربية من دخول التراب التونسي واقاموا في نزل بالعاصمة وتم الاتفاق على استقطاب فتيات تونسيات للعمل في دولة خليجية بمبالغ وهمية لأغرائهن واقحامهن في عالم الدعارة دون علمهن كما تم الاتفاق على افتكاك جوازات السفر لصالح الخليجي المدعو «ع.ح».
وانطلقت المدعوة «ت.س» في ادخال الاموال عن طريق الخليجيين اللذين كانا يزوران تونس بصفة متتالية كما انهما كانا يتعاملان مع شاب مختص في التدليس اصيل ولاية بن عروس مهمته تدليس عقود العمل الوهمية وتحصل مقابل تجاوزاته على مبالغ تقدر بـ50 الف دينار حوّلت من فرع بنكي من المنزه 9 الى حسابه بفرع بولاية بن عروس.
الضحايا
بلغ عدد الفتيات التي غررت بهن صاحبة اكبر شبكة دعارة في تونس 200 فتاة حسب المعلومات التي تحصلنا عليها من مصدر امني الذي اكد في نفس السياق ان هناك عشرات التونسيات اللاتي فقدتهن عائلاتهن منذ ان ذهبن بتعلة العمل في احدى دول الخليج ومن بين الضحايا فتيات لم تتجاوز اعمارهن 23 سنة.
كما كانت المتورطة في الدعارة المدعوة «ت.س» تقوم بتسفير ضحاياها عبر تركيا وصولا الى الهدف اين كان يستقبلهن مواطن خليجي تورط منذ البداية مع المتهمة الرئيسية كما انه قام بسرقة مبالغ مالية من حساب زوجها الاول بطرق عير قانونية وكانت المبالغ توزع بين عناصر الشبكة.
المال الفاسد
من جهتها تورطت فتاة اخرى في شبكة الدعارة حيث كانت تعمل كعاملة في مصنع خياطة في ولاية بن عروس تمكنت في فترة قصيرة بعد ان اصبحت عضوة في وكر البغاء المعني من التحول من عاملة لم يتجاوز مستواها التعليمي المستوى الابتدائي الى سيدة ثرية خاصة بعد ان تعرفت على رجل اعمال جزائري اثناء تواجدها في بلد خليجي لتعود الى تونس وتقتني مجموعة من العقارات في اماكن فخمة.
واكد مصدرنا انه رغم وجود شبهة في مصادر ممتلكاتها واتهامها بتبييض الاموال والتورط مع شبكات لتجارة بالبشر والدعارة الا ان تملك حصانة من قبل احد المسؤولين الامنيين السابقين الذين يملكون سلطة في البلاد.
شبكات العلاقات
وتطرق مصدرنا الى استغلال زعيمة مافيا الدعارة في تونس التي لم يتجاوز عمرها بعد الـ30 سنة شبكة من علاقاتها المشبوهة بسياسيين ورجال اعمال ومسؤولين أمنيين نافذين في البلاد مضيفا انها تمكنت في فترة لم تتجاوز السنة من بناء اوكار للدعارة والبغاء داخل العاصمة ووصولا الى احد بلدان الخليج .
الاصطياد
كما اكد ان جل ضحايا هذه الشبكات من الارياف أو من المناطق الفقيرة من العاصمة حيث ان احدى الفتيات اصيلة احد الاحياء الشعبية بولاية اريانة ووجدت نفسها في شرك وكر الدعارة حيث استغلوا صغر سنها وتم تسفيرها الى دولة خليجية مرورا بتركيا وتكرر نفس السيناريو مع 200 فتاة تم العثور على معلومات عنهن في حين ان هناك أخريات لا اثر لهن . واضاف من بين الضحايا فتاة من مواليد 1989 من احد أرياف ولاية جندوبة تم اقناعها بالعمل كنادلة في مقهى خاص لتجد نفسها متورطة في شبكة الدعارة وحين حاولت الفرار تم تهديدها بفيديو جنسي مما جعلها تنفذ الاوامر خوفا من فضحها وانتقام عائلتها منها .
العدالة
كما دعا محدثنا الى ضرورة ملاحقة هذه الشبكات التي دمرت مصير المئات من الفتيات التونسيات اللاتي وجدن أنفسهن داخل عالم الدعارة وغير قادرات على الخروج منه بسبب تهديدهن اما بفضحهن اوبابتزازهن بملفات اخرى مؤكدا انه رغم انه حاول اقناع بعض المتضررات بتقديم شكاوى الا ان الخوف سيطر على حياتهم حيث اجابته احدى الفتيات قائلة «لقد انتهت حياتي بسبب فيديو جنسي مع رجل اعمال فمن سيساعدني؟».
مملكة الدعارة
الزعيمة : من راقصة الى سيدة اعمال
عمرها 30 سنة
تنشط بين حي النصر والبحيرة ودولة خليجية
عدد المتضررات: 200 فتاة
الخلية : تتكون من خليجين وتاجر من ولاية بن عروس مهمته التدليس
تدليس عقود عمل في الخليج
العقود المزيفة
يتم تدليسها في محل تجاري بولاية بن عروس
اصطياد الضحية
الاهتمام بالضحية لفترة قصيرة قبل تسفيرها
تسفير الضحايا عبر تركيا وصولا للهدف
افتكاك جوازات سفرهن منذ وصولهن
تحويلهن الى سلعة في بيت الدعارة
استغلال شبكات علاقات مشبوهة في تونس
المصدر: جريدة الشروق – منى بوعزيزي