القيروان: جدل إحداث معهد ثانوي بجهة سيسب الكبرى يتواصل

تونس – السفير
بقلم/عمر بن عبد الله صولة
كما هو متعارف عليه عرفت منطقة العويثة من معتمدية السبيخة ولاية القيروان الأسبوع الفارط حالة احتقان شديدة على خلفية ما اعتبره الأهالي تغييب لملفّهم الذي تقدموا به لإحداث معهد ثانوي و نفذوا بسببه وقفة احتجاجية أمام الولاية مما استدعى تدخّل الوالي الذي اعتبر أنّ الملف متواجد لدى السلط المعنية لدراسته ، أمرٌ لم يستصغه أهالي الجهة المذكورة و ذهبوا إلى حدّ اعتبار أنّ الملف أُخفِي عُـنوة خاصّة مع خروج لجنة خاصة أمس الأربعاء عاينت القطعة المتبرّع بها في منطقة دار الجمعية و لم تعاين قطعة الأرض بالعويثة.
على ضوء ذلك نفّذ أهالي منطقة العويثة يوم الخميس 31 مارس 2016 وقفة احتجاجية مشفوعة بإضراب تلمذي طالبوا فيه بضرورة حضور الوالي لتوضيح الإلتباس الذي وقع بخصوص ملف المعهد الثانوي غير أنه لم يدم الإضراب طويلاً حيث حلت مع حدود الساعة العاشرة صباحًا لجنة فنية محايدة مكلفة من قِبل وزارة التربية لمُعاينة المناطق الثلاث التي قالت بالتبرّع بقِطع الأرض لفائدة المشروع.
و فور وُصولهم طالبت اللجنة التي رافقها معتمد السبيخة بالنيابة الأهالي و الإطار التربوي بوُجوب عودة التلاميذ لقاعات التدريس كما أخذوا على عاتقهم ضرورة تبــيــين المعايير المعتمدة في إحداث معهد ثانوي و التي تتلخص في النقاط التالية:
– معيار الحوض البيداغوجي و يتلخص في وجود المؤسسات التربوية حيث تموّل المدرسة الإبتدائية المدرسة الإعدادية و هذه الأخيرة تكون بالأساس مموّل للمعهد الثانوي حيث يتوجّب ضرورة تواجد 750 تلميذ لإحداث معهد ثانوي و في حالات خاصة جدّا 400 تكفي.
– معيار الكثافة السكانية للجهة
– معيار فنيّ و يتمثل في: مساحة قطعة الأرض المقدّمة كهِبة تكون مساحتها بين 2 و 3 هك و يسهل التنقل إليها ، غير مُهددة بالفيضانات ، قريبة من شبكات الربط بالماء و الكهرباء و المسالك المؤدية للمعهد كما يجب أن تكون قريبة من باقي المؤسسات التربوية الأخرى.
و خلال النقاش بين اللجنة الفنية و الأهالي تدخّل عديد الكفاءات و الإطارات التربوية بالمنطقة لتفسير بعض النقاط التي يرونها ترجّح كفّة ملفهم حيث قال السيد:
– ابراهيم أمين ( إطار متقاعد) : ” ضرورة حماية أطفالنا من المخدّرات التي اكتسحت إعدادية دار الجمعية و حمايتهم كذلك من الأنترنيت المُحدثة أمام الإعدادية لإفسادهم و التي طالبنا المدير في السنة الفارطة بضرورة التدخّل لغلقها…”
– مكي أمين ( أستاذ رياضيات بإعدادية دار الجمعية) : ” إجرام في حق الطفولة في صورة إحداث المعهد الثانوي في دار الجمعية لما قاله سي ابراهيم…”
– زهير مباركي ( أستاذ تقنية بإعدادية دار الجمعية): ” أنا أستاذ أُدرّس بإعدادية دار الجمعية و ليس لي مشكل معهم ، نحن أهالي و أصهار ، لكن يجب اعتماد التمييز الإيجابي بين الجهات “.
و بعد معاينة قطعة الأرض الممنوحة هِبةً لفائدة المشروع بمنطقة العويثة انتقلت اللجنة الفنية إلى منطقة دار الجمعية حيث عاينت المدرسة الإعدادية و قطعتي الأرض 1 و 2 ، حيث طالب السيد فرج الرافعي ( الممثل القانوني في عقد الهبة الأول الذي يتشارك فيه 6 أشخاص ) بضرورة عقد جلسة صُلحية بين الجهتين بحضور الوالي للحدّ من ظاهرة العرُوشية التي قد يسببها إحداث المعهد الثانوي هنا أو هناك.
و من جانبه قال السيد الهادي فرج الله النائب عن صاحب عقد الهبة الثاني أنه في صورة تمّ إحداث المعهد الثانوي في دار الجمعية فإنّ مُوكّلي مستعدّ للتبرّع بــ 20 هكتارًا إذا وقع إقرار مبيت أو مركب رياضي بالمعهد كما قال أنّ هناك عديد العوامل التي تخدم ملفنا لعل من أبرزها وجود مركز الحرس الوطني و مركز البريد و 2 من الأطباء المباشرين و قُرب الماء الصالح للشراب و شبكة الكهرباء و الطريق كذلك.

و باتصالنا بالسيد الهادي صولة (النائب بمجلس الشعب عن ولاية القيروان و جهة سيسب) أفادنا بضرورة تغليب مصلحة جهة سيسب أوّلا ً وفوق كلّ اعتبار سواءًا أُحدث المعهد الثانوي في العويثة أو دار الجمعية أو الذريعات و طالب بضرورة توحيد صفوف الأهالي كما قال أنه عرض على الوالي فكرة إقامة جلسة تقييمية بين أهالي سيسب لتدارُس المعايير المعتمدة في إحداث هذا المشروع تفاديّا للإحتقان.
هذا و قد ختمت اللجنة الفنية زيارتها بمعاينة قطعة الأرض الممنوحة هِــــبة في جهة الذريعات حيث قالت السيد ” سامية زياّني ” مديرة البناءات أنه سيقع تقييم الملفات الثلاث في قطع الأرض المقدّمة هِبة للمشروع و في صورة تساوي منطقتين من حيث المعايير يقع اعتماد معيار التمييز الإيجابي ويعلـــن عن المنطقة التي سيُقام فيها مشروع المعهد الثانوي.