YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس- السفير – سيرين البرقاوي

عقد مركز دراسة الاسلام و الديمقراطية اليوم الاربعاء 24 أوت 2016 ، ندوة بعنوان “مشاكل الشباب التونسي / الواقع ,التحديات والحلول” وذلك بنزل المشتل بالعاصمة والتي ضمت ثلة من القيادات السياسية و ثلة من السياسيين الشبان وناشطي المجتمع المدني.
تضمنت الندوة مداخلة للسيد مهدي مبروك وزير الثقافة السابق في حكومة الترويكا الذي قال أن شباب تونس في هذه الأيام يعيش حالة من الاحباط واليأس على عكس منسوب الأمل الذي فتحته الثورة في أشهرها الأولى، و اكد انه من خلال هذا الكلام لا يعني أنه يصنع الحنين إلى الماضي ولكنها حقيقة يجب التعامل معها .
وأضاف أن قوة الشباب بالأساس هي التي قدحت الثورة و ان النخبة الان مدينة لهم، بقطع النظر عن حكمة الشيوخ وجرعات الكهول حيث انه كان من الصعب للثورة أن تندلع لولا ما سكبه الشباب من دماء طاهرة و من جرأة.
و في نفس السياق اضاف ان الاعتماد على الشباب ليس فقط مسألة سياسية بل هو في الحقيقة مسألة أخلاقية , في جزء من ثقافة العرفان للذين علموا الكهول كيف يرفعون همتهم.
واشار ان جزء كبير من الانتقال الديمقراطي الذي تعيشه تونس الأن ستبرز فيه كفئات شبابية هامة مثل ما رأينا بعد 14 جانفي : الشباب في ذالك الحين كان له موقف آخر وموقف مغاير للنخبة السياسية و هذا ما شهدناه في القصبة 1و2 . وأن الدستور الجديد و المجلس الوطني التأسيسي و جزء كبير من الخطوات التي نخطوها الأن مع ارتباكها وتعثرها مدينة إلى خيال الشباب وجرأته.
وقال أن “الشباب الان جزء مما يسمى ضحايا الثورة اذ لم لم يجد حظه بما يكفي في السياسات المتعاقبة “.
من ثم قام بعرض جملة من التحديات من بينها التحدي الأمني الذي اعتبره اهمها لان التيارات المتطرفة تستقطب بالأساس فئة الشباب و ذالك ما تؤكده دراسة ميدانية يقوم بها حول مجموعة بن قردان ومجموعة رمادة حول 250 عنصرا ممن تورطوا بشكل مباشر او غير مباشر في أحداث بن قردان و رمادة حيث 95% منهم تتراوح اعمارهم بين 20 و 35 سنة .
ثم تطرق إلى التحدي الثاني و هو استفحال ضاهرة البطالة و إرتفاع نسبتها ب3.2 % ثم التحدي الثالث و الاخير هو تحد ثقافي ونفسي بالأساس إذ أن الشباب يعاني من أزمة مشاعر التفسخ المعياري عدم وجود معايير قيم .
و في الأخير تحدث عن بعض الحلول التي يمكن من خلالها بناء سياسات شبابية غير قطاعية وبناء سياسات عمومية نشيطة و هي كالاتي:
ـ تدريب الشباب على الشأن العام و تجديد الطبقة السياسية
ـ فتح المجال للكفئات الشبابية في القريب الانتخابات بلدية
ـ مشاركة الشباب في المجتمع المدني تمكينه من تثمين وتوسيع دوائر الكفاءة و الجدارة لده .
تضمنت الندوة ايضا كلمة للسيد منير التليلي وزير الشوؤن الدينية سابقا الذي أعطى لمحة تاريخية عن أهم الأسباب التي حثت الشباب للاتجاه للفكر المتطرف أولها غلق الزيتونة الذي كان السبب الاساسي لإتجاه شباب ذلك الوقت للفكر الماركسي و المادي البحت الذي اخرج من الجامعات مجموعة من التيارات الفكرية تنطلق من واقع غير الواقع المعاش في بلدنا و نظرة بعيدة عن الموروث الثقافي التونسي.
و في نفس السياق تطرق للحديث عن فترة أخرى التي تم فيها التصدي لظاهرة التدين و حيث تم تغير البرامج التعليمية بطريقة عشوائية إلى حين ان أصبح الطالب لا يفقه شيء من الدين هذا مما أدى إلى إتجاه الشباب لمصادر أخرى يجد فيها اجابات عن الاسئلة الوجدانية التي تدور في خاطرة حيث كان عالم الانترنت والفضائيات مفتوحا امامه جيث كان مؤثرا لدرجة كبيرة .
وأكد ان مقاومة ظاهرة الارهاب لن تكون أمنية وعسكرية فقط بل هي فكرية بالأساس . ويجب الحذر من 3000 إرهابي موجودين في السجون التونسية الان لأنه بسجنهم يتم حفظ قنابل موقوتة ستخرج بفكر متطرف أكثر من قبل والدليل أن جزءا من الذين خرجوا في العفو التشريعي العام و الذين كانوا في حوادث سليمان عادوا من جديد لممارسة الارهاب والتكفير والإقصاء .
و قال انه من بين الحلول المقترحة إصلاح التعليم و هي اول خطوة يجب اتخاذها لتتم عملية إصلاح العقول .
من أهم ما ذكره التليلي أيضا أن هنالك جهل كبير مطبق في صفوف الشباب بالأمور التي تعتبر من البديهيات حيث أصبح الشاب يتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي للاجابة عن اسئلته ليجد إجابات صيغة في الشرق بفكر وعقيدة مختلفة.
و في الأخير تمت إحالة الكلمة للشباب وفتح الباب النقاش و الذي تضمن مداخلات قيمة و مهمة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…