YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
عندما لا تجد من يصغي اليك، عندما تشق طريقا مليئة بالاشواك اضطررت للمشي فيها غصبا عنك، عندما تدفع بحياتك ثمنا لمباديء ولدت وترعرعت فيها من اجل وطنك لتعذب وينكل بك ويعتدى على كيانك، فتخسر الكثير من كرامتك ويمرغ كبرياءك في التراب وتلفق لك التهم الكيدية وتقطع اجزاء من جسدك تحت التعذيب..عندها فقط تاكد انك عشت العهد البائد او الكذبة الكبيرة 7 نوفمبر
عديدة هي مظاهر التعذيب والتنكيل وكثيرة هي وجوه البؤس والشقاء من جلادي المخلوع اللذين نكلوا بافراد من الشعب التونسي وتاجروا بانسانيتهم واوجاعهم والامهم ارضاء لغرورهم او لاسيادهم من النظام الفاسد المستبد الذي طغى وتكبر وتجبر… ولم يدرك ان الدنيا والمناصب والنفوذ لن تدوم
المتورط في هده القضية هونائب رئيس حزب تونسي معروف لايخطر ببال احد ما اتاه في حق مواطن ضعيف لا حول ولا قوة له سوى انه رفض التفريط في شرف وعزة بلاده رغم الملايين من المليمات التونسية التي حاولوا تقديمها له كرشوة لكنه رفض كل تلك المغريات من اجل قضية واحدة، قضية تراث واثار وتاريخ وطن باكمله… انه تاريخ تونس القديم..ا
من لا يعرف محمد جغام ؟ انه واحد من الرجال المقربين من المخلوع كما انه احد افراد عائلته من حمام سوسة ، ومن لا يعرف التاريخ الاسود لهذا الرجل؟ وها هو اليوم وبعد ثورة الياسمين يتحول بقدرة قادر الى مناضل من الدرجة الاولى ويترأس نيابة حزب المبادرة ليشارك في الحياة السياسية للبلاد ويتوعد بفوز التجمعيين في الانتخابات القادمة..ا
المواطن محمد بن علي بن محمد المنصوري من مواليد معتمدية المنصورة من ولاية سليانة ،عم محمد رجل لم يتبقى من جسده سوى هيكل منهك بدون اجزاء سفلية ،انه الرجل القابع يوميا امام مسجد الفتح بتونس العاصمة مع حماماته التي ترافقه في فترات حياته ينتظر صدقة ممن يمرون عليه يوميا من المارة وقد كان سابقا من ذوي الاملاك والعقارات والاراضي الفلاحية التي وقع اغتصابها من طرف ازلام النطام الفاسد لبن علي المخلوع وتلك حكاية اخري سوف ناتي على ذكرها لاحقا..ا
: يقول عم محمد وقد انفطر قلبه من هول ما تعرض له من تعذيب وتنكيل ومس من كرامته وقد اثقلت الدموع كاهله والوحشة والخنقة صوته
مواطن تونسي ادعى محمد بن علي بن محمد المنصوري ملاكم دولي سابق تحصلت على عدة بطولات دولية وعالمية و ميداليات ذهبية ورفعت راية تونس عاليا..ا
ابتدأت ماساتي سنة 1994 حين كان محمد جغام وزيرا للسياحة انذاك وكنت اقطن بنهج المشنقة بمنطقة الحفصية بتونس العاصمة حيث جلب لي احدهم “سلعة” متمثلة في صناديق فاق عددها الخمسون صندوقا مقفلا باحكام مشددا على انها امانة لمحمد جغام وزير السياحة والرئيس السابق بن علي في ذلك الوقت وانه يمنع منعا باتا لمسها قصد حفظها في المخزن الموجود بقبو المنزل الذي اقطنه.. باديء
الامر لم اعر الموضوع اية اهمية، لكن حين كان هذا “المرسول” يصر على سرية الامر انتابني الشك وقررت في غفلة من الجميع فتح عدد من هذه الصناديق،ويالهول ما وجدت : كنوز من الاثار والذهب الخالص المثمثل في قطع نقدية من التاريخ القديم لتونس كانوا ينوون تهريبها والتصرف فيها لجهات اجنبية وهي من الاثار النادرة جدا وقد علمت انها لم تكن المرة الاولى التي يقومون فيها بتهريب مثل تلك الكنوز الى الخارج، وهنا عزمت على اخفاءها كلفني ذلك ما كلفني، ومن هنا ابتدات ماساتي وكان ذلك الزر الذي فتحت بسببه ابواب السعير والجحيم ضدي وعلى مصراعيها
وتتالى بعد ذلك الحضور المكثف لاجهزة البوليس بشتى انواعه من الامن العمومي الى وحدات التدخل الى البوليس السياسي، حيث أنه ذات مرة حضر فيلق كامل من البوليس الى منزلي وطوق المنزل الذي اقطنه ووقع تهديدي بقطع الكهرباء والماء كطريقة للي ذراعي، ولم اكن لأعير هذا الموضوع اية اهمية لايماني بالقضية التي تبنيتها وهي الاحاطة بتراث تاريخ تعاقبت الاجيال على حمايته، ومن ثم تحولت هده التهديدات الى فعل ملموس حين قرر هؤلاء المرور الى التنفيد الفعلي لتهديداتهم تلك، فقد قطعوا علي الماء والكهرباء وحبسوني داخل منزلي لعدة ايام انقطعت فيها عن العالم الخارجي بدون طعام ولا ماء ولا نور لولا المساعدات الغدائية التي كانت تاتيني من الجيران خفية عن البوليس الذي كان يراقبني باستمرار، بوليس محمد جغام وسيده بن علي المخلوع..ا
بعد ذلك وبعد ان انقطعت بهم السبل لافتكاك تلك الكنوز مني اختطفني البوليس من الطريق العمومي حين قرروا بعد مدة تركي اخرج ,,قلت تم اختطافي من طرف البوليس السياسي الذي لم اعرف بتورطه في هذا الموضوع الا حين سمعت احدهم من الامن يتحدث في ذات الامر عندما اخذوني عنوة الى مركز شرطة المكان.. وحال وصولي وجدت الجميع في انتظاري وقد طوقت وحدات خاصة المكان وكانني داخل فيلم اكشن وليس داخل مركز شرطة امن عمومي عادي.. حيث وقع بحثي وفي كل مرة لم ادري من اين ينهال علي احدهم ضربا وركلا واهانة وتطاولا وسبا على حرمة الجلالة، كان كل ذلك لترهيبي حتى ادلهم على مكان تلك الكنوز الاثرية..ا
يواصل عم محمد سرد حكايته مع النظام الفاسد لبن علي وقضية تعذيبه التي تورط فيها محمد جغام يقول: بعد ان اخذوني عنوة الي مركز الشرطة بالحفصية وذقت من الضرب ما لذ وطاب ومن الاهانات ما تقشعر منها الابدان في محاولة منهم لاسترجاع تلك الصناديق التي يفوق عددها الخمسين من الذهب ” التبر” والاثار من تاريخ تونس القديم حتي يتمكن جغام والمخلوع من تهريبها الي جهات اجنبية مثلما تعودا ان يفعلا ذلك سابقا,,, وعزمت الدفاع علي ممتلكات الوطن وعرضه, نعم كان تاريخ تونس بالنسبة لي هو عرض هذا الوطن وشرفه وكان يجب الذود والمحافظة عليه من ايادي العابثين كلفني ذلك ما كلفني بحيث توفرت لي الفرصة لحمايته في مكان امن لن يصلوا اليه مهما حاولوا ذلك , وبعد برهة زمنية طلب مني محمد جغام الحضور الي مكتبه حين كان وزيرا للسياحة في تلك الفترة من حكم بن علي وقد حاول ارشائي بمبلغ لاباس به من المال مقابل ان ادله علي مكان الكنز لكني رفضت عرضه السخي ذلك، وتستمر ماساتي بملاحقة بوليس بن علي وجغام لي , حتي انهم لفقوا لي عدة تهم كيدية في محاولة صارخة للي ذراعي واستسلامي لكنهم كانوا يدركون انني من المستحيل ان اتنازل وامنحهم تلك الكنوز,
المهم حتي لا اطيل اكثر, فقد لفقوا لي في مناسبة اولي تهمة مسك وترويج مخدرات ثم تليها تهمة ثانية لقضية اهمال عيال والحال انني متحصل علي حضانة ابنتي بحكم محكمة تونس بتاريخ1974 بعد طلاق بالتراضي بيني وبين زوجتي , وفي مرحلة ثالثة لفقوا لي تهمة الاعتداء بفعل الفاحشة علي فتاة اخرجوها من الماخور العمومي ليتبين بعد تقرير الطبيب الشرعي ان هذه القضية لا اساس لها من الصحة , ورغم ذلك ادخلوني الي السجن المدني ب 9 افريل بدون حكم نافذ من المحكمة وتحديدا بتاريخ 22 مارس 2000 لابقي داخل جدرانه مايقارب السنة واثنين وثلاثين يوما بالتمام والكمال ذقت في هذه المدة ابشع مظاهر التعذيب والتنكيل والضرب بالات حادة وسلاسل حديدية في كامل انحاء جسدي افقدتني احساسي بانسانيتي من طرف مدير السجن انذاك الصادق عتيق ومجموعة من الاعوان بذلك السجن الملقبين بحلمي الشريف و فؤاد والي و محمد الجناوي وعمر عكة الذين لن انسي اسمائهم مهما حييت والذين لن اسامحمهم ابدا علي كل ما فعلوه بي من تعذيب وتنكيل بتعليمات من سادتهم محمد جغام وقريبه المخلوع الي درجة اصبحت فيها عاجزا تماما عن الحراك وقد تورمت رجلاي من الضرب المبرح بالسلاسل وقد قيدوني مرات عديدة في وضع الدجاجة المصلية في الكرسي مع الضرب المبرح بالسلاسل الغليظة علي كامل انحاء جسدي مما احدث لي تعفن في رجلاي الاثنتين مع وجود كتل من الدم الجامد في الشرايين
الكبيرة برجلاي وزرقة شديدة وضعفا كبيرا في تبضات القلب حسب شهادة الطبيب الشرعي بمستشفي شارل نيكول في ذلك الوقت الدكتور منير بن موسي الذي نصح السجانين وقتها ببتر رجليا خوفا من تطور الحالة الصحية الي الاسوء، وقد قدر الضرر والسقوط الحاصل برجليا قبل بترهما الي نسبة مائة بالمائة 100/100
بعد خروجي من السجن اثر الجريمة الملفقة لي وهي مفاحشة انثى غصبا سنها دون الـ 18 سنة، اتجهت مباشرة نحو منزلي لاجده فارغا من جميع محتوياته من الاثاث ووجدت القوة العامة في انتظاري والتي حاولت الزج بي غصبا الى ديار العجز، ولتستمر معاناتي الاليمة من طرف بوليس جغام وسيده بن علي في كل مرة اكتريت فيها شقة الا ويقع طردي منها الى الشارع ,, وفي سنة 2003 اخذت تلك الصناديق من الاثار ونقود التبر وقصدت قصر قرطاج حيث رفض الامن الرئاسي بتعليمات من المخلوع قبولي قائلين لي بالحرف الواحد ” امشي للداخلية ” فقصدت المحكمة الابتدائية بتونس وتحديدا عميد القضاة في ذلك الوقت عمر منصور حيث حضر اخصائيون لتقييم تلك الاثار وتركت تلك الصناديق بكل ما تحويه لدى هؤلاء ورجعت الى منزلي,, بعد تلك الحادثة بالضبط بايام قليلة بعثت لي مصالح الشرطة العدلية بالقرجاني في محاولة لتلفيق تهمة اخرى بعد محاولة ارشائي من طرف اخصائي الاثار الذين حضروا لدى عميد القضاة,لكني رفضت تلك الرشاوى ككل مرة ,,لقد كنت صاحب املاك وعقارات واراض فلاحية واغنام وابقار ودواجن بمشيخة المنصورة من معتمدية كسرى من ولاية سليانة وكانت كل هذه الاملاك مسجلة في الشهر العقاري وقد قدرت املاكي في ذلك الوقت بحوالي 700 الف دينار وكنت انوي في تلك الفترة بناء معهد ثانوي سنة 2002 في تلك المنطقة التي تفتقر الى معهد وعلى حسابي الخاص,,لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث بعد خروجي مباشرة من السجن وجدت املاكي كلها قد تبخرت ووقع الاستيلاء عليها من طرف المجرمين جغام وسيده بن علي وقد اخذوا من بيتي كل الوثائق والاوراق الرسمية المثبتة لكل املاكي تلك.. وفي سنة 2004 ذهبت لزيارة شقيقي القاطن بالجزائر الشقيقة اثر ورود مكالمة منه يقول فيها ان لديه مشاكل عائلية، لكن حال وصولي الى هناك تعرضت الى محاولة تصفية جسدية من طرف المخابرات التونسية الجزائرية لولا تدخل الجيش الجزائري في اخر لحظة حيث حملوني الى نزل لابقى تحت الحراسة من طرف هؤلاء الجنود حتى نقلي الى تونس العاصمة عن طريق سفارتنا بالجزائر والذي حز في نفسي كثيرا هو اشتراك شقيقي رؤوف مع المخابرات التونسية الجزائرية من اجل تصفيتي بعد تلقيه الاموال منهم ..ومنذ سنة 2004 الى غاية 2011 اي قبل الثورة المجيدة وانا تحت المراقبة المستمرة من جهاز البوليس السياسي لبن علي وجغام وبقيت افترش واتوسد الشارع حين كنت اكتري منزلا ينزل علي البوليس بكل ثقله ويرمي لي ادباشي في الشارع فلم يكن اي احد يريد تمكيني من كراء بيت خوفا من بطش بوليس بن علي ..وحتى بعد ثورة 14 جانفي فانني اجد نفسي مضطرا لدفع المال لـ “الحاكم” حتى يتركوني في حال سبيلي ولا يلفقون لي التهم الكيدية ..والمؤسف المبكي انني تقدمت بشكوى الى القضاء بعد الثورة مباشرة وان كل اجهزة الدولة في الحكومة المؤقتة على علم بكل تفاصيل قضيتي تلك من السيد المنصف المرزوقي الى الشيخ راشد الغنوشي الى اعضاء الحكومة الى راضية النصراوي وسهام بن سدرين …لكن ولغاية كتابة هذه الاسطر لم اتلق اي رد فعل ولا اي رد على ملفي القضائي ذاك..فاين نحن من ثورة الحرية والكرامة والعدالة ؟؟وهل سيحاسب المجرم محمد جغام على تدميره لحياتي وتعذيبي والتنكيل بي رفقة قريبه المخلوع؟؟ وهل ساسترجع املاكي؟؟ وهل سيحاسب مدير واعوان السجن المدني بتونس على التعذيب الذي لحقني منهم؟
لم اترك بابا الا وقصدته بعد ثورة الحرية والكرامة والعدالة حتى رابطة الدفاع عن حقوق الانسان ذهبت اليها والسيد عبدالستار بن موسى على دراية بكل تفاصيل قضيتي حيث وضعت عنده ملفا كاملا . حتى انه بعث بي الى وزير الشؤون الاجتماعية حينها خليل الزاوية من اجل منحي اعانة معوز لكني رفضت ذلك ..ورغم كل تلك الشكاوى فقد كنت اسمع جعجعة ولا ارى طحينا وكاني لست ابن تونس الذي دفع بحياته كلها ثمنا من اجل الذود على شرف وعزة الوطن ..
ويختم عم محمد كلامه وقد اغرورقت عيناه بالدموع وفي كل مرة يمسحها في كبرياء الرجال خاتما حديثه بجملة واحدة : انا لن استسلم ابدا لقدر لم يكن لي فيه يد ..انا انتصر لقضيتي او اموت..
نقلا عن موقع “أواكس براس”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…