YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
بقلم: مختار غميض
ما من شك ان الدولة الليبية اذا صح القول – اذ لا دولة برأسين- تعيش مخاضا عسيرا بعد ثورة فيفري سيما مع انتخاب مجلس النواب مرورا بازمة الاعلان الدستوري وصولا الى الاجتماع الطارئ على مستوى المندوبين لبحث الازمة الليبية بطلب من حكومة طبرق، حيث شهد مجلس الجامعة العربية تحفظا جزائريا بشأن مشروع البيان الختامي، الذي دعا فيه رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر الجامعة العربية إلى دعم بلاده..
الجزائر أكدت على ضرورة البقاء على مسافة واحدة من جميع الأطراف الليبية، وعلى أن حل الأزمة الليبية، يأتي قبل الخوض في الشرعية
التسريبات افادت بوجود خلافات حادّة حول مشروع البيان الختامي، الأمر الذي دعا رئيس الجلسة، مندوب موريتانيا، إلى رفع الاجتماع بهدف مزيد
من التشاور وتشكيل لجنة صياغة للتغلب على الخلافات التي طرأت، وهو ما يعكس التحفظات التي اظهرها الموقف الجزائري علي مشروع البيان الليبي، خاصة فيما يتعلق بدعم الشرعية القائمة والمتمثلة في كل من مجلس النواب (المنحل بحكم المحكمة الدستورية)، والحكومة المنبثقة عنه، حيث تحفظت الجزائر على هذا النص في المشروع…
كما شهدت الفقرة الخاصة بتسليح “الجيش النظامي” بناء على طلب ليبيي، مناقشات لم يتم البت فيها من قبل المندوبين، وبالتالي قرروا رفعها للاجتماع المقبل لوزراء الخارجية بعد اسبوعين..
تاجيل ربما يساهم في تعقيد الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد، مع فشل مساعي الأمم المتحدة في عقد جولة ثانية من محادثات الحوار الوطني برعاية المبعوث الاممي برناردينو ليون.
الموقف الجزائري المتميز دوما بالتعقل وبعد النظر زاد في تدعيمه موقف المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين ري، فلئن اعربت عن أسفها لتأجيل جلسة الحوار الليبي، الا انها جددت المتحدثة التأكيد على موقف الاتحاد الثابت بشأن أهمية الحوار الوطني الشامل بين مختلف الأطراف مشددة على قناعة الاتحاد بأن “الحوار وحده الكفيل بإيجاد حل للأزمة في ليبيا”.
بعد كل ذلك تأتي العملية الاجرامية في فرنسا ومقتل 12 من مواطنيها.
الحوار الليبي الداخلي الاخير او ما اصطلح عليه بحوار غدامس في ال9 من ديسمبر من العام المنصرم كان حوار الفرصة الاخيرة، لذلك وبعد ان لم يكتب لحوار “غدامس 2″ الانعقاد لإيجاد حلول عملية للأزمة السياسية المتصاعدة، ليس بعدها الا الرصاص فالمنتصر وحده على الارض من يحدد مصير البلاد او يفرض على غيره القبول بشروط الحوار الذي لم يحدد موعده الجديد بعد.
مما لا شك ان العملية الفرنسية التي زجّ ب”داعش” فيها او على الاقل تم تداولها – كما تداولها رسام شارلي هيبدو في آخر اعمالها وتقع من خلالها عملية ارهابية في فرنسا اواخر جانفي- وما يتم تداوله من وجود لداعش على الارضي الليبية بل وممارستها لاعمال قتل كل ذلك مرتبط بما يتم الترويج له من حادثة شارلي هيبدو هي اقرب الى 11 سبتمير بنسخة فرنسية للتدخل في ليبيا خاصة وان فرنسا حذرت مرارا من وجود الجماعات المتشددة في الجنوب الليبي ولعل زيارة احد كبار مسؤوليها وزير الدفاع جان إيف لودريان للقاعدة العسكرية في النيجر تؤشر لإحتمال عمل عسكري جنوب ليبيا الذي اصبح في قوله “أصبح بؤرة للإرهاب يجب مواجهتها ”
الا يعد ذلك وحده مؤشرا على نية التدخل الفرنسي في ليبيا تحت يافطة مقاومة الارهاب واتمام المهمة “الناقصة” التي بفضلها أُطيح بنظام القذافي؟
هذه المرة لا يبدو انه سيكون للموقف الجزائري الرافض التدخل العسكري وزنا عند الفرنسيين، “بعد ان وصل إليهم داعش سباحة”
فرنسا هذه المرة ستضرب في ليبيا ولن تطلب من الجزائر -البلاد شبه الوحيدة في المنطقة المعارضة للتدخل- المشاركة او المساعدة في استتباب الامن في ليبيا..ارجو ان اكون مخطئا وان يدرك الليبيون قيمة الحوار فيما بينهم ويلقوا بكل الاجندات الخارجية المتلاعبة بمقدراتهم في البحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …