رأي: أحداث الجنوب الأخيرة والسيناريوهات الممكنة..

تونس – السفير
كشفت الكثير من التحقيقات أن ماحدث في كل من ولاية تطاوين وولاية مدنين أمر مدمر ومقصود ساهم فيه هؤلاء الحكام من خلال مجموعة من القرارات والاجراءات المسقطة كضريبة30دينار , وكاستعمال القوة والعنف من رجال الأمن وصل حد القتل والاعتداء على الناس بحجة مكافحة التجارة الموازية, ولعل من بين ما يدل على التواطؤ والتآمر هو تعمد ترك بطاقة عون من أعوان الأمن بجانب القتيل صابر مليان, وتعمد قتله وهو بعيد عن المركز أكثر من 500متر.
وكذلك الاستفزاز المباشر من رجال الأمن من خلال تفتيش المنازل في الليل والبحث عن التجار عبر الحدود بعد أن سمحوا لهم بدخول الأراضي الليبية.
هذه الأحداث التي هي نتيجة ظلم الحكام وفساد رعاية شؤون الناس في ظل التجارب السياسيّة العلمانية والديمقراطية السابقة والفاشلة. الخطير فيها هو دخول أطراف غريبة ترفع شعار الدفاع عن حقوق الناس ظاهريا ولكنها في حقيقتها جزء مهم وركيزة أساسية من ركائز دعم الظلم وترسيخ الاستعمار واختلال التوازن الاجتماعي وذلك مثل “الاتحاد التونسي للشغل”أو “منظمات المجتمع المدني” وهو ما يمكن من تحويل هذه الاضطرابات الى تحركات ميدانية مرتبطة بما يحدث في الجانب الغربي من ليبيا على حدود تونس من أجل تحقيق هدف خطير من أهداف مشروع الشرق الأوسط الكبير المتعلق بمزيد تقسيم البلاد وتفتيتها تحت عناوين استعمارية كـ”الفدرالية”.
السفير مخلص قطب مساعد وزير الخارجية وسفير مصر في تونس سابقا حذر من مخطط الغرب لتقسيم المنطقة بسعيه لفرض تيار “الاسلام السياسي” في الحكم… ولكن السفير تناسى أن تقسيم المنطقة يتم اليوم في ظل “العلمانية”والعلمانيين، سواء تقمص هؤلاء ثوب الحداثة أو ثوب “الاسلام المعتدل”فكلاهما وجهان لصورة واحدة وهي”العلمانية”.
أما الاسلام فهو واحد وليس أكثر ، وهو الدين الذي جعله الله نورا وهدى لهذه الأمة ولجميع البشر.
بقلم: محمد مقدمي