حافظ أمن يقول أنّ مجموعة إرهابيّة تمتلك وثائق سريّة وحسّاسة من وزارة الداخليّة عرضت عليه العمل معهم مقابل ستة ملايين شهريّا؟

[is_logged_in]تونس – السفير
قال حافظ الأمن وحيد الهذلي في حوار مع جريدة الـ«الشروق» ان عناصر ارهابية عرضت عليه مبلغ 6 آلاف دينار شهريا مقابل دعمهم وكشف أماكن وحدات امنية في ولاية بنزرت مضيفا انه اعلم الجهات المختصة بهذه الحادثة وطالب بفتح تحقيق للقبض على عناصر الخلية.
وثائق أمنية سرية في أيدي الخلايا الارهابية
قال وحيد الهذلي انه كان يعمل ضمن فوج النظام في بنزرت برتبة حافظ امن وقد طُلب منه الخروج في مهمة امنية لإيقاف كل من يقوم بالانتصاب الفوضوي في مدينة بنزرت وعندما كان يستعد للقيام بواجبه اعلمه رئيس الفرقة ان العملية تأجلت وطلب منه العودة الى منزله.
كما اكد حافظ الامن وحيد الهذلي انه حين التحق بعمله في اليوم الموالي اعلمه مديره المباشر انه تم ايقافه عن العمل بتهمة الاعتداء اللفظي على زميله مضيفا انه تأكد لحظتها ان هناك مخططا يحاك ضده ليعلم لاحقا ان آمر فوج بنزرت وراء ما تعرض له من ظلم بسبب رفضه للعمل في مقهى على ملكه .
واضاف وحيد الهذلي لـ«الشروق» ان آمر الفوج طلب منه ان يعمل داخل مقهى على ملكه في منطقة المنزه 1 واكد له ان الامر يجب ان يبقى سرا بينهما لانه سيتقاضى اجرته من وزارة الداخلية وهذا ما جعله يرفض عرضه لان هذا الطلب فيه اهانة له
ولعمله كحافظ امن قائلا في هذا السياق «منذ تلك اللحظة انطلقت معاناتي وتأكدت اني سادفع ثمن رفضي لهذا العرض المخجل».
الارهابيون
وقال حافظ الامن وحيد الهذلي انه بعد خروجه من مقر وزارة الداخلية بسبب الشكاية التي قدمت ضده من قبل رئيس الفرقة اعترض سبيله في محطة باب سعدون ثلاثة عناصر ارهابية يمتطون سيارة وطلبوا منه الصعود على متنها مضيفا انه عندما رفض طلبهم اخبره احدهم انه يملك بطاقته الامنية الخاصة والمعروفة بوثيقة الارشادات الامنية وفيها معطيات شخصية والنسخة الأصلية موجودة في وزارة الداخلية.
ويضيف محدثنا كلامه قائلا «استغربت امتلاك هذه العناصر لوثيقة سرية لا توجد الا داخل وزارة الداخلية وطلب مني احدهم ان اساعدهم مقابل حوالي 6 آلاف دينار شهريا «2600 أورو» ومهمتي حسب ما اكده احد هذه العناصر تتمثل في كشف أماكن الوحدات الامنية في ولاية بنزرت وتحديد هويات الأمنيين هناك وتحديدا الأماكن التى يتمركزون بها».
الهروب
كما اكد حافظ الامن وحيد الهذلي انه اتصل بقاعة العمليات بوزارة الداخلية وأعلمهم بالواقعة وما تعرض له من قبل هذه العناصر فطلبوا منه الاتصال بمركز الامن بمدينة ماطر التابعة لولاية بنزرت مضيفا انه نفذ ما طُلب منه وتم فتح محضر امني حول وقائع الحادثة مضيفا انه تمكن ايضا من تدوين الرقم المنجمي لهذه السيارة المشبوهة وسلمه لاعوان الامن الذين يتولون التحقيق في الواقعة.
من جهة اخرى قال وحيد الهذلي انه رغم رفضه لهذه الإغراءات إلا ان هذه العناصر مازالت متمسكة بخططها مضيفا انه بينما كان أمس جالسا في مقهى برفقة عون معزول من الجيش الوطني توجه إليهما شخص وسألهما «هل تشربان الخمر» فأجابه «لماذا تسألنا» فأخبره انه يريد لهما الهداية وهذا لا يتوفر الا اذا التحق برفقة زميله بصفوف الارهابيين في سوريا من اجل الوصول الى «الجنة» حسب تعبيره. واضاف محدثنا انه اتجه برفقة عون الجيش الوطني وقدما شكوى ضد هذا الشخص وتم القاء القبض عليه من قبل اعوان الامن للتحقيق معه وقال وحيد الهذلي ان التحقيقات مازالت مستمرة مع هذا الشخص .
كما اكد حافظ الامن انه رغم تعرضه لمظلمة من مسؤولين أمنيين في ولاية بنزرت الا انه من المستحيل ان يرضخ لهذه العناصر الارهابية مضيفا انه يستغرب وصول وثيقة امنية سرية في أيدي هذه الجماعات المتطرفة مطالبا وزير الداخلية بانصافه والاستماع الى معاناته واضاف حافظ الامن وحيد الهذلي انه مستعد لكشف كل الحقائق امام الجهات الامنية المعنية .
المصدر: الشروق