تونس – السفير – ظافر بالطيبي
بعد الضجّة التي أثارتها قبل أيام بعض المواقع الإخباريّة وصفحات التواصل الاجتماعي، حول تحليق طائرات أمريكيّة في الأجواء التونسيّة وفوق جبل الشعانبي والمناطق الحدوديّة التي تشهد تحركات الإرهابيين، وبعد تصريح وزير الداخليّة في ندوة أمس الأحد 29 مارس 2015 بثكنة الحرس الوطني ببوشوشة الذي نفى فيه انتهاك الأجواء التونسيّة وشدد على أنه لا يمكن لأي طرف انتهاك المجال الجوي التونسيّ دون إذن باعتبار أنّ تونس دولة ذات سيادة، تحصلت جريدة السفير من مصادر مطّلعة ومتخصصة بعد التقصي في الموضوع، على معلومات مهمة ودقيقة تؤكد فعلا وجود طائرات أجنبيّة في الأجواء التونسيّة بصفة مستمرة وفي إطار اتفاق مشترك بين الدولة والولايات المتحدة الأمريكية في سياق المجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب.
يوميا.. منذ ثمانية أشهر..
أكّد مصدرنا لجريدة السفير أنّ هناك فعلا طائرات أمريكيّة تحلّق في الأجواء التونسيّة بصفة مستمرة وتكاد تكون يومية وهي تدير عمليات استطلاع على عدة مواقع حدودية على غرار القصرين وجندوبة والكاف وغيرها. ونفى مصدرنا أن تكون الطائرات قد انتهكت المجال الجوي التونسي في إشارة إلى أنّ العمليات تتم بتنسيق مسبق مع إدارة الطيران المدني ووزارة الدفاع. وقال أنّ هذه العمليات بدأت منذ ما يزيد عن ثمانية أشهر أي بالاتفاق مع حكومة المهدي جمعة. وأكد ذات المصدر لجريدة السفير أنّ هذه الطائرات سواء طائرات حربية أو بدون طيّار لا يمكنها التحليق فوق الأجواء التونسية دون تنسيق مع ديوان الطيران المدني والمراقبين الجويين التونسيين. كما أنها لا يمكن أن تختفي من الرادار التونسي إلا في حالات نادرة كنزولها إلى أقل من ميلين أو في إطار خلل تقني وشدد أن مسار الطائرة يبقى موجودا على شاشات الرقابة الجوية ولا يمكن أن يختفي من الرادار التونسي الذي تصل تغطيته إلى الحدود الإيطالية.
بوارج بحرية أمريكيّة..
في ذات السياق أكّد مصدر موثوق للسفير أنّ الطائرات الأمريكية سواء بدون طيار أو بالطيّار تنطلق من بوارج بحرية أمريكية متنقلة عبر البحر الأبيض المتوسط ولا تنطلق من قواعد عسكرية أمريكيّة. رغم أن هناك قاعدة أمريكية كبرى بإيطاليا وتحديدا بسيقونالا (siguonella). وأكّد أن هناك طائرة دخلت السبت الماضي 28 مارس 2015 واستطلعت الأجواء الحدودية والجبلية بجهتي جندوبة والكاف انطلقت من اليونان وتحديدا من حاملات طائرات أمريكية وليس قواعد عسكرية. نافيا في ذات الوقت وجود أي قواعد عسكرية أجنبية في تونس. وقال محدثنا أن هذه الطلعات الجوية قد تستمر لساعات طويلة وأحيانا لعشرين ساعة حسب المهمة الموكولة إليها ثم ترجع من جديد من حيث خرجت..
مهماتها غامضة ومجهولة
قال مصدرنا أنّ هذه الطلعات الجوية الأمريكية فوق بلادنا غير معروفة المهمة تحديدا ويتعامل معها الأمريكان بتكتم شديد ولا يستطيع أي كان معرفتها وهي تدخل ضمن اتفاق مشترك بين وزارة الدفاع التونسية والطرف الأمريكي حول المجهودات الدولية لمكافحة الإرهاب. إلا أنه قال من المرجح أن تكون مهمتها إلى جانب رصد تحركات المجموعات الإرهابية المسلحة عبر الحدود، التنصت على المكالمات والاتصالات التي قد يجريها الإرهابيون. كما أكّد أن هذه الطائرات الأمريكية التي مازالت تحلق بصفة مستمرة فوق بلادنا لم تتدخل بالقصف أو توجيه ضربات وتدخلات عسكرية ضد أهداف معينة بوجهات استطلاعها وأن مهمتها اقتصرت إلى حد الآن فقط على الرصد والاستطلاع والمسح.
أسئلة مُثيرة..
وعلى أهمية هذه المعلومات والمعطيات الحصرية والتي تكشف لأول مرة في الإعلام التونسي، إلا أنّ السؤال المهم يبقى من الجهة المتكفلة بنفقات هذه الرحلات الجوية الاستطلاعية الأمريكية في أجوائنا التونسيّة؟ هل يتكفل الأمريكان بهذه النفقات ام أنها على حساب الدولة التونسيّة؟ ولماذا لا تقوم طائرات الجيش الوطني بهذه المهمة أم أنها تفتقد لتقنيات الرصد واختراق الاتصالات المحتملة للإرهابيين؟ أم أنّ الطائرات الأمريكية تقوم بمهمات أخرى لا يمكن للجيش الوطني القيام بها؟ أوليس في ذلك أيضا خطرا على الأمن القومي الوطني باعتبار أنّ هذه الطائرات الأمريكيّة قد تتجسس أيضا على الوحدات العسكرية والأمنية التونسية خاصة وأنه على الشريط الحدودي التونسي الجزائري تنتشر عديد الثكنات ونقاط الحدود الأمنية والعسكرية؟؟
بولعابة على الخط؟
وفي معطى مهم وخطير في ذات السياق أكّد محدثنا أن يوم 18 فيفري 2015 الليلة التي تم فيها استهداف دورية للحرس الوطني ببولعابة وراح ضحيتها أربعة من أفراد الحرس، وفي توقيت العملية الإرهابيّة كانت هناك طائرة أمريكيّة فوق مسرح الأحداث مباشرة، إلا أنها على ما يبدو حسب مصدرنا لم تتمكن من فعل شيء على اعتبار أنه غير مسموح لها بأي تدخل ولا يعرف إن كانت تتبعت منفذي الهجوم وأعلمت عنه أم لا؟؟ وتبقى المعطيات بخصوص دقة مهام هذه الطائرات الأمريكية وعلاقتها بالجيش الوطني غير معروفة على اعتبار أنها قد تدخل ضمن السر العسكري. إلا أنّ ذلك لا يمنع من ضرورة معرفة الحقيقة والتفاصيل غنارة للرأي العام. خاصة بعد تصريح وزير الداخلية يوم أمس والذي لم ينفي فيه دخول الطائرات الأمريكية للمجال الجوي التونسي بل فقط شدد على أنه لا يمكن لأي طائرة دخول المجال التونسي دون إذن..
خطير: منظمة إرهابية عالمية تمتلك وتدير مدارس ومعاهد تكوين في تونس
تونس – السفير – ضياء الدين صنّفت الحكومة التركية مؤخرا منظمة فتح الله كولن …