YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – مختار غمّيض
تباينت المواقف السياسية بخصوص قرار اغلاق القنصلية التونسية بطرابلس، فعندما اعلنت وزارة الخارجية فتح القنصليّة وإعادة العلاقات مع حكومة طرابلس اعتبرت خطوة في الاتجاه الصحيح للحفاظ على المصالح الدبلوماسية سيما وان الغرب الليبي الذي تسيطر عليه قوات فجر ليبيا في تماس مع الحدود التونسية رغم ما اثاره القرار حينها لدى البعض ما اسموه بالابتزازا للحكومة الاخرى في طبرق
بيد ان اصطدام الديبلوماسية التونسية بالواقع على الارض جعلها مضطرة للتعامل معه للتنسيق في المشاكل الأمنية والاجتماعية خاصة مع أزمة المعابر في راس جدير وذهيبة وازن، ولكن اليوم بات بالكاشف أن قرار غلق القنصلية في طرابلس كان مجانبا للصواب.
ولعل إقرار وزير الخارجيّة الطيب البكوش عند استقبال موظفي القنصلية في مطار العوينة بأن تعامل تونس سيبقى سياسيّا مع حكومة فجر ليبيا هو إعلان تناقض في الموقف الديبلوماسي
ولئن كان السبب أمنيا بامتياز حسب البكوش، حتى لا يتكرر سيناريو الخطف فإن المئات من التونسيين لا يزالون هنالك، فما داعي اذن من طلب البكوش من التونسيين الى عدم التحول الى ليبيا إلا بعد التنسيق مع وزارتي الخارجية والداخلية الى حين إرساء حكومة موحدة تكون قادرة على السيطرة على كامل التراب الليبي؟
لا شط ان عدم قبول المساومة بالمواطن التونسي كان السبب الرئيس وراء قرار غلق القنصلية، إلا أن آخرين يرونه خطا فادحا حيث قوبل بالمقايضة مع وليد القليب وهو ما لا ترضخ له كل حكومات العالم، فماذا لو كان المختطفون ارهابيون؟ ..بينما رأىت اطراف قضائية ان قضية وليد القليب أكدت أن القضاء التونسي يشكو من الخلل…………….
لم تلعب تونس دور الوسيط الجدي في الصراع الليبي كما ان الإفراج على الدبلوماسيين التونسيين و غيرهم من المحتجزين كان بفعل الدبلوماسية “الشعبية” كما اسماه البعض فدور وزارة الخارجية كان ضعيفا، وإلا فأين دورها في الكشف عن المحتجزين الآخرين من التونسيين مجهولي المصير
وفي نهاية المطاف يرى متابعون ان الديبلوماسية التونسية ستجد نفسها مضطرة الى التعامل مع سلطات طرابلس رغم قرارها فتح مكتب قنصلي على الحدود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

الجزائر: التشاور مع تونس وليبيا سيقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية

تونس – السفير قالت مجلة الجيش الجزائري إنّ “الجزائر بمعيّة الشقيقتين تونس وليب…