حوارات - حوارات وطنية - نوفمبر 26, 2015

رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير لـ"السفير": ما نعيشه اليوم من إرهاب هو جزء من هجمة عالميّة على الأمّة الإسلاميّة

YOUR EXISTING AD GOES HERE
تونس- حوارات السفير

“البلاد واقعة تحت سلطة القوى الغربية و تحديدا بريطانيا… السبيل الأساسي و الوحيد للخروج من الأزمة يتجسد في أن نستعيد ارادتنا و سيطرتنا على مقدراتنا و ثرواتنا الباطنية… لا نزال الى الآن نملك وثائق تثبت أن من يقطع الرؤوس هو الاستعمار كما فعل بالمجاهدين التونسيين… العالم أدان العمل الارهابي في فرنسا في حين لم يدينوا قتل الملايين من أبناء المسلمين…”
حاوره : محمد أمين المكشاح
-شكرا على قبول الدعوة. ما تقييمكم للأوضاع العامة بالبلاد؟
الوضع في البلاد التونسية لم يتغير كما أنه لا يختلف بأي حال من الأحوال عن وضع الأمة الاسلامية في كل قطر من أقطارها، البلاد واقعة تحت سلطة القوى الغربية و تحديدا بريطانيا و هذا أصبح جليا و كان في ما سبق من العقود الماضية من العسير أن تتم ملاحظة درجة تدخل بريطانيا في بلادنا، اليوم أصبح الأمر جلي و كل المشاكل و المصائب التي يعانيها الشعب التونسي هو نتيجة لتطبيق الأفكار الغربية و أفكار فصل الدين عن الحياة و تدخل الغرب في حياتنا هو منبع الأزمات التي تولد على من يتولى أمر البلاد الآن عجزا على مستوى الحلول التي يمكن أن يطرحوها و تقييدا من قبل سادتهم الغربيين الذين يمنعونهم من أن يستغلوا أو يوضفوا قوة البلاد سواءا القوة البشرية أو القوة المادية من ثروات أصبحت لا سلطان لنا عليها، هم من حدد دستورنا هم من حدد توجهنا العام كما أنهم حددوا مرتكزات اقتصادنا، و لهذا لا يؤمن الخروج من هذه الوضعية الا بأن تستعيد الأمة الاسلامية و الشعب التونسي باعتباره جزءا منها ارادتها فتصبح مقدراتها بايديها و تقرر ما يجب أن تقرر وفق مبدئها الذي هو الاسلام باعتباره هو الذي يشمل المعالجات الصحيحة هي الوحيدة القادرة على اخراجنا من هذه الوضعية المتردية و توفير المكانة اللائقة بالأمة الاسلامية في قيادة العالم من أجل اخراج البشرية من سلطة التسلط و جبروت الرأسمالية العالمية.
-استنكر حزب التحرير مؤخرا توقيع وزارة التنمية و الاستثمار اتفاقيات تعاون مع بنك افريقيا للتنمية، ألا يعتبر حزب التحرير هذه الاتفاقيات الممضاة وسائلا لدعم الاقتصاد و اخراج البلاد من الأزمة؟
 البنك الافريقي للتنمية هو مؤسسة تتبع لنظام عالمي رأسمالي و ما من شك أن السيطرة على مقدرات الانسان اليوم في كل بقاع الأرض ناشئ من سيطرة النظام الرأسمالي، و من يوم نشوء منظمة الأمم المتحدة التي كانت الآداة الرئيسية للسيطرة الأمريكية على العالم و تفرع المؤسسات و المنظمات عن هذا الهيكل العالمي من يونسكو و بنك دولي و صندوق نقد دولي، هذا البنك فرع من تلك الفروع و هو آداة من أدوات الاستعمار، أما التعلل بكون هذا البنك افريقي و سيعاون بلد افريقي فهذه حيلة لا تنطلي، فهذا تسليم لمقدرات البلاد و التفاف يهدف الى تمكين القوى العالمية من مقدرات البلاد و بالتالي ليس هذا هو السبيل للتنمية، السبيل الأساسي و الوحيد يتجسد في أن نستعيد ارادتنا و سيطرتنا على مقدراتنا و ثرواتنا الباطنية و هي التي يجب أن تكون المرتكز الأول في البحث عن امكانية أو كيفية الخروج من هذه الوضعية بتوضيف مقدراتنا و استغلالها الاستغلال الأمثل عوض أن نلجأ الى القروض الأجنبية و الى البحث عن الاستثمار الأجنبي اللذان يمثلان في الحقيقة أدوات في يد الاستعمار و لا يمكن أن تكون تنمية على هذه الأسس.
-نبقى دائما في اطار تحذير حزب التحرير من سيطرة القوى الغربية على دوائر السلطة و ننتقل تحديدا الى انطلاق نشاط وحدات التخطيط الاستراتيجي في وزارة الداخلية التونسية والذي نددتم بتسطير بريطانيا له تحت مسمى “برنامج القدرات حول التخطيط الاستراتيجي”
هذا الأمر واضح و جلي، فاذا كان الرافد السياسي عموما الآن بممالأته لتصرفات هذه الحكومة و الحكومات السابقة في أن تعطي لبريطانيا و سفارتها و منظماتها و هيئاتها الخاصة أن تهيكل الحكومة في أجهزتها و مؤسساتها و في استراتيجيتها ثم نعطي لها الاشراف على هيكلة وزارة الداخلية و تحديد العقيدة الأمنية لضباطنا و لجنودنا و لسائر الأمنيين فما عسانا أن نقول عن مثل هذا العمل أو بعد هذا التدخل و الانسحاق تحت الأعداء، فما هي المؤامرة ان لم تكن هذه؟
-يحيلنا هذا الطرح الى مستجدات الساحة السياسية و تحديدا قضية الارهاب على المستوى الوطني ضمن الاطار الدولي.
بالنسبة للأحداث الارهابية التي جدت في تونس هي ليست بجديدة في الحقيقة و لا بد أن نفرق بين أمرين، الأمر الأول هو النتائج المادية الملاحظة لهذه الأعمال، هناك ضحايا من أبناء هذا الشعب سواءا كانوا من العسكريين، من الأمنيين، من السياسيين أو من عامة الناس، اليوم الخطر الذي نلحظه هو أن الارهاب طال أبناء الشعب البسطاء و هذا من الأمور المستنكرة و المرفوضة جملة و تفصيلا، غير أن المعالجة التي تتناولها السلط هي موضع تساؤل، السلط الآن تتعامل مع هذه القضية بكيفية لا تعالجها جذريا، لم تتوجه للأسباب الحقيقية للارهاب و نحن نعتقد اعتقاد جازم أن المسألة الارهابية هي مسألة دولية و هي سلاح أخير للغرب في صراعه مع من يعمل للخروج من التبعية له و بالتالي يعمل على أن يحول دون خروج المسلمين من عباءته و من تسلطه، كل من يعمل على هذه القضية و على هذا المستوى هو يعد و يصنف ارهابيا و بالتالي فان المطلوب ممن يريد أن يعالج هذه القضية معالجة جذرية ان ينأى بنفسه عن الانخراط في هذه المنظومة العالمية و يعالج هذه القضايا على أنها قضايا اجرامية في البلاد لأنه حقيقة هناك من نفذ عملية القتل و هو مدان بكل المقاييس و لكننا نقول أن علاج هذه الأوضاع و هذه الحالات أو هذه المشاكل يقوم على استئصالها من جذورها و هذا لا يتأتى الا بالخروج من السلاح الاستراتيجي الذي وضعه الغرب و البحث في هذه القضايا من منطلق مواقفنا و آرائنا و من منطلق معالجاتنا الشرعية.
-كيف يرى حزب التحرير عملية ذبح الراعي مبروك السلطاني خاصة بعد نشر الفيديو الذي ظهر فيه الضحية معترفا بعمله لصالح جهات عسكرية الأمر الذي دفع بعدة مراقبين الى استنكار ما وصف باستغلاله؟
أولا نعزي أهل الضحية و نترحم عليه، ثانيا عملية الذبح في حد ذاتها عمل مدان بكل المقاييس العقلية و الشرعية كما أنها عملية غريبة على أن يقوم بها مسلم هذا ابتداءا، نحن لا نزال الى الآن نملك وثائق تثبت أن من يقطع الرؤوس هو الاستعمار كما فعل بالمجاهدين التونسيين، هو قطع رؤوس المجاهدين التونسيين و عرضهم تكبرا منه و تجبرا، فنحن نستنكر هذه العملية استنكارا تاما، أما مسألة اعتراف الضحية أنه عميل للجيش فهذا كلام لا يقال اذ لا يمكن أن نقول أن التعامل مع جيش في بلاده يعني أنه عميل أو صنيعة أو مخبر، هذا الأمر مدان بكل المقاييس، هو يعد كجندي و عملية ذبحه لأنه يتعامل مع الفرق العسكرية هو أمر طبيعي و غير مستغرب و لكن البحث الحقيقي يتمحور في من قتله و نحن طالبنا منذ أول عملية ارهابية صارت في تونس، طالبنا في حزب التحرير السلط القائمة و التي نحملها المسؤولية الكاملة لعلمها بحيثيات أي قضية و هي القادرة على أن تكشفها و أن تبينها للرأي العام و بالتالي نحن لا نزال نصر على ابراز الحقيقة كما هي، أما الحقيقة فستظهر يوما ما و نحن نؤكد في هذا السياق أن دولة الخلافة التي ستقوم قريبا ستبين الحقائق و سترجع الحقوق لأهلها و لعائلات كل من نكب في ابنه أو في وليه.
-هناك من نادى اثر الأحداث الأخيرة في تونس و فرنسا بتدخل أمني واسع الصلاحية معللا ذلك بأن تونس تعيش حربا حقيقية، تصريحات محسن مرزوق كمثال.
غير مستغرب من محسن مرزوق أن يقول مثل هذا الكلام لأن قاعدة تصرفه هو ما يأمره به أسياده من الغربيين، فاذا كان المثل له أو القاعدة أو المنطلق الذي ينظر اليه هو ما تفعله فرنسا الاستعمارية التي تخوض حربا ضد الأمة الاسلامية لتحول دونها و دون نهضتها، اذا كان هذا منطلقه و هذا هو دليله على ما يجب أن نفعل فهذا لا نستغربه منه. قلنا أن العالم أدان العمل الارهابي في فرنسا في حين لم يدينوا قتل الملايين من أبناء المسلمين في سائر بلاد المسلمين، اليوم نعيش هجمة عالمية على الأمة الاسلامية و تشريد أهلها في كل مكان و نحن لم يرف جفننا الا على مئة و ثمان و عشرون ضحية في فرنسا لا نعلم من يكون وراء قتلهم، حتى و ان ادعوا أن هناك من الجماعات وراء الهجمات فاننا نعتبر هذه الجماعات موظفة، هي جماعات تدل على عدم وعيها باسلامها و عدم وعيها بالوضع السياسي العالمي و الاقليمي هي قد تنخرط جهلا منها أو جرت لأن تقوم بهذه الأعمال، من المستفيد من هذه الأعمال؟ لماذا تتخذ فرنسا قرار قصف الشعب السوري و هم يؤكدون أنهم ينقذون الشعب السوري أي من ثار ضد بشار هو الذي تقوم بقصفه كما نلاحظ أن روسيا أعلنت أنها تقوم يوميا تقريبا بخمسين طلعة و رجم للشعب السوري و صرحت بأنها تقصف ما يسمى داعش في موقعين فقط و ثمانية و أربعون موقعا آخر تقصف فيه الجهات التي ثارت و تريد أن ترفع نير بشار الأسد عنها، القوى العالمية الآن تنادت الى الحرب على الأمة الاسلامية. بالنسبة للساسة عندنا هؤلاء الذين يستغلون هذه الأحداث ليعيدوا تفجير النظام الرأسمالي علينا نقول لهم أن الأمة قد استفاقت و قد حزمت أمرها على أن تكنسكم و أسيادكم الغربيين و تلقي بكم في مزابل التاريخ.
– ألا يحيلنا طرح حزب التحرير الى التساءل عن مناقضته لمبادئ اللعبة الديموقراطية خاصة و أنه يعمل ضمن اطار دولة تتخذ من الجمهورية نظام لها؟
أولا نحن بوصفنا جزءا من الأمة الاسلامية نعتقد أن الانسان اما أن يقع تحت فهمه أن الوجود خلقه الله سبحانه و تعالى و هو الآمر و الناهي و المدبر له و بالتالي وجوب أن تكون المعالجات بالانطلاق من عقيدة لا الاه الا الله محمد رسول الله أو أن تكون المعالجات بالانطلاق من عقيدة فصل الدين عن الحياة أي أن يكون الانسان هو المستكبر في الحقيقة و هو الذي يتسلط على أخيه الانسان فبوصفنا مسلمين نعتقد أن النظام الوحيد الصالح للانسان هو النظام المنبثق عن عقيدة الاسلام و بالتالي حين نقول أن الديموقراطية هي نظام كفر فهي حقيقة نظام كفر و يجب أن لا نتخذها منهجا لتسيير شؤون الانسان و هذا أمر مفروغ منه بالنسبة لحزب التحرير و بالتالي فان كل النظم التي تقوم على هذا الأمر هي نظم متسلطة على الانسان و يجب أن تزال كما يجب أن يسير أمر الانسان بواسطة الأحكام الشرعية فهذا غير مجهول من قبلنا و هذا رأينا نقوله دائما، و نحن نعمل على اقامة دولة الاسلام دولة الخلافة على منهاج النبوة و ندعو المسلمين الى العمل على هذا الهدف و أن يكون سعيهم أساسا منصبا على هذا حتى نخرج من وضعية التبعية للقوى الغربية و ننقذ البشرية بأحكام الله سبحانه و تعالى.
ما يدعيه العلمانيون حول أننا نستغل الديموقراطية مغاير تماما للحقيقة، فنحن لا نستغل الديموقراطية بل نحن نعمل من منطلق عقيدة الناس و نقول و نكرر أننا نخاطب مسلمين حتى يستئنفوا الحياة الاسلامية أي أن تكون شؤونهم الداخلية و علاقاتهم منظمة على أساس الاسلام و أن تتحدد علاقاتهم بغيرهم من الشعوب و الأمم و الدول الأخرى على أساس الأحكام الشرعية، الأمة الاسلامية عاشت طيلة أكثر من ألف و ثلاثمئة سنة بأحكام الاسلام ثم جاء نتيجة لضعف ذاتي فيها تسلط القوى الغربية عليها و فرض عليها بقوة السلاح أن تحكم بأحكام الديموقراطية و الأحكام الوضعية، و قد آن للأمة أن تستعيد حقها و سلطتها على قرارها.
حزب التحرير وجد منذ سنة 1953 و لم يطلب اذنا من أحد و نحن نعمل بناءا على حكم شرعي منبثق عن أمر الله سبحانه و تعالى “وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” فنحن نقوم بهذا باعتباره حكما شرعيا في رقاب كل المسلمين بأن يعمل على استئناف الحياة الاسلامية بايجاد دولة الاسلام أي دولة الخلافة و بالتالي فان مسألة استغلال الديموقراطية هي ادعاء باطل، نحن نتعامل مع أمة الاسلام و لا نطلب اذنا من أحد فعملنا مستمر منذ عهد بورقيبة و بن علي و حزب التحرير موجود قبل أن توجد الدولة الوطنية اليوم ثم سيستمر هذا العمل و لن توقفنا أي جهة، نحن لم نطلب تأشيرة و انما قدمنا اعلاما و خبرا للسلطات باعتبار الناحية التنظيمية اذ أننا نريد أن نكون في وضع منسجم مع التراتيب الجارية باعتبارها تنظم حياة المجموعة التي تعيش مع بعضها و نبين آراءنا للناس و مواقفنا و معالجاتنا التي نتبناها بدون اجبار و بدون اكراه و بدون استعمال مادي بأي شكل من الأشكال لأننا نعتقد أن ذلك حرام شرعا و لا يجوز شرعا أن تحمل سلاحا في وجه الآخر لتحقق غايتك أو تصل الى هدفك.
-ترى جهات معينة أن حزب التحرير يناقض نفسه، فمن جهة ينادي باقامة دولة الخلافة و تحرير الأمة من السيطرة الاستعمارية و من جهة أخرى يطلب النصرة من المؤسسة العسكرية التي تسيطر على دوائر القرار فيها جهات أجنبية على حد زعمهم، و لا ننسى أن من التيارات الجهادية من يؤكد على عدم استطاعة حزب التحرير اقامة دولة الخلافة حسب منهجه الحالي. ما ردكم بخصوص هذه النقطة؟
مسألة مقدرة حزب التحرير من عدمها لا يكون التدليل عليها بمثل ما ذهبوا اليه، فحين تقول جهة ما بعدم قدرة الحزب فذاك رأيها. أما مسألة الجيش فهو من أبناء الأمة الاسلامية و هو القوة الرئيسية الحامية للأمة فان كان سوء فهم بعض القيادات جعل الجيش لا يقوم بواجبه المفروض في الدفاع عن الأمة و انخراطه في بعض الأماكن في المنظومة العالمية مثل أن تجد بعض مفرزات جنودنا تذهب في خطة أممية لتدافع عن استراتيجية أو هدف استعماري في أي مكان فهذا أمر يعالج بمزيد من الوعي، هذا الأمر من الخطورة بمكان فهذا الجيش هو جيش المسلمين و هم أبناءنا فان أخطئ أحد العناصر من الجيش كما يخطئ السياسي و ينخرط في منظومة خارجية و كما يخون السياسي و لا أعني هنا أي جهة بالذات بل في كل البلاد الاسلامية، فكل هذه الجيوش مطلوب منها أن ترشد الآن و أن تنضم الى قضية الأمة و أن تتبناها و أن تعمل مع حزب التحرير على انقاذ الأمة باعطاءه النصرة من أجل اقامة الدولة و بالتالي فلا نصرة لنا الا بقوانا الحية و الفاعلة من جيش و أمن و رجال اقتصاد و مفكرين و رجال تعليم و كل هؤلاء الناس مدعوون الآن الى أن ينضموا الى قضية الأمة في تحررها من ربقة الكافر المستعمر و القوى الرأسمالية تحديدا.
-ألا ترون أن طرح حزب التحرير هذا يستلزم محاسبة كل المتورطين؟
المحاسبة ستكون لمن له السلطة لكن هؤلاء الناس لا نأمل منهم محاسبة حقيقية، فالعدالة الانتقالية التي يدعونها اليوم هي عدالة مزيفة لأنها قائمة على نفس القوانين الوضعية التي أوجدها الغرب عندنا، لا بد أن نعدل هذا الأمر ثم نحاسبهم و فق انخراطهم في قضية الأمة أو خيانتهم على هذا الأساس و بالتالي ستقع المحاسبة غدا حين تقوم دولة الخلافة ستحاسب كل من أجرم في حق الأمة و كل من خانها و كل من فرط في مصالحها سواءا كان سياسيا أو ضابط أمني أو ضابط عسكري أو غيره.
هكذا نكون قد وصلنا الى آخر الحوار، هل من كلمة أخيرة؟
باعتبار أن القضية العالمية الآن هي قضية واحدة و هو الصراع بين أن تبقى سيطرة و سيادة الرأسمالية على العالم و بين أن يفتك المسلمون بعقيدتهم و بدينهم و بنظام منبثق من الاسلام المبادرة فيخرجوا من عباءة و سلطة و تسلط الغرب عليهم باقامة دولة الاسلام، فاما أن ينتصر المسلمون باقامة دولة الاسلام من أجل استئناف الحياة الاسلامية و تحرير البشرية من الرأسمالية المتوحشة أو أن يتأجل هذا الأمر و هو أمر واقع لا محالة بوعد ربنا و ببشرى رسول الله صلى الله عليه و سلم. ستقوم دولة الخلافة و لكن نخشى أن الغرب يستطيع أن يؤجل هذا الأمر عن طريق تضليل الأمة مادامت لم تجعل من قضية الاسلام و ايجاده في الحياة مطبقا قضيتها الرئيسية و انشغلت بالصراع في ما بينها سواءا فرق و جماعات أو دول قائمة الآن، و ما لم ترهن قرارها و ارادتها لأعداءها الغربيين فالأمر يكون باذن الله قريبا.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رئيس تجمع الأشراف الليبي لـ”السفير”: مشروع ميثاق الشرف من أجل السلام سيكون لكل الليبيين ومن أجل أمتنا الليبية..

تونس – السفير • تونس منَّا ونحن منها .. السيد المهدي الشريف أمين عام تجمع أشراف ليبي…