في شهادته أمام "الحقيقة والكرامة": سامي براهم يروي قصصا مؤلمة عن تعذيبه وهرسلته من قبل نظام بن علي

تونس – السفير – ظافر بالطيبي
قال الباحث الجامعي والسجين السياسي السابق سامي إبراهم مساء اليوم الخميس 18 نوفمبر الجاري 2016 خلال شهادته في جلسات الاستماع العلنية لضحايا الاستبداد التي تحتضنها هيئة الحقيقة والكرامة، أنّ التعذيب الذي مورس عليه من قبل أعوان النظام البائد يفوق كل التحمل وكان ممنهجا لغاية إذلال كافة المساجين السياسيين وخاصة منهم الإسلاميين.
ومن بين الشهادات المؤلمة التي حكاها سامي براهم هو تعمد مديرو السجون وأعوانهم إذلال وتعذيب المساجين في المناسبات الوطنية والعالمية مثل يوم 10 ديسمبر تاريخ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. ومن بين الأساليب التي اعتمدها فريق السجون الذي تمّ تكوينه خصيصا لغرض التعامل مع مساجين الرأي والانتماء حينها، تعريتهم في ساحات السجن ودفعهم على بعضهم على شاكلة سجن أبو غريب في العراق سيّء الذكر، وذلك لغاية إيقاعهم في الرذيلة وامتحان مدى صمودهم أمام مختلف وسائل التعذيب والإذلال الأخرى.
وأضاف براهم أنّ مثل هذه الممارسات كان لها وقعا نفسيا خطيرا على عدد من المساجين منهم من لم يتحمل وأصيب بمرض عقلي وتوفي لاحقا.
وقال سامي براهم في سياق شهادته على جرائم النظام البائد، إنّ إدارة أحد السجون وضعته إلى جانب عدد من المساجين لمدة أسبوع كامل عراة في زنزانة واحدة بغاية الإغراق في تحطيمهم النفسي والمعنوي.
وأضاف أنه قد يسامح هؤلاء المجرمين والجلادين بشرط أن يحضروا إلى هيئة الحقيقة والكرامة خلال جلسات الاستماع العلنية التي تتواصل غدا الجمعة 19 نوفمبر الجاري ويعترفوا بذنوبهم أمام الناس ويطلبوا الصفح والمغفرة. قائلا إنه يريد أن يعرف أسباب كل ذلك التطرف والإمعان والتفنن في تعذيب المساجين وتحطيمهم نفسيا وبدنيا وهل كان ذلك بغاية إرضاء النظام والبحث عن الترقيات أو كان بتعليمات صارمة.
جدير بالذكر أنّ أحد المشرفين على تعذيب المساجين وتعريتهم هو طبيب نفسي كان مشرفا على تأهيل المساجين وإعادة دمجهم في المنظومة الاجتماعية للنظام، إلا أنه فعل العكس تماما، حسب شهادة براهم.
كما تحدث براهم على أساليب جهاز الاستعلامات في استقطاب المساجين بعد خروجهم من السجن بغاية تجنيدهم كمخبرين ومرشدين لصالحهم ضد بقية المساجين السياسيين الإسلاميين تصل إلى درجة الهرسلة اليومية.