YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
بقلم: مختار غميض
بادئا ذي بدء لنتفق أولا أن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في السباق الرئاسي الامريكي إلى البيت الأبيض مثل مفاجأة مدوية وانقلابا انتخابيا غير متوقع لافي الداخل و الخارج.
لقد ضربت النتيجة بعرض الحائط أغلب إستطلاعات الرأي الامريكية التي أعطت المنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون أوّلية الدخول الى البيت الأبيض من الباب الكبير.
صحيح أن الناخب الأميركي لم يكن على قناعة بمرشحه الرئاسي لولا التزامه بانتمائه الحزبي، وهذا دائما ما أكدت عليه لأنه مهم وكان من الممكن أن يؤدي إلى عزوف عدد كبير من الناخبين، لكن ذلك ربما كان سببا من جملة أسباب قادت الشخصية المثيرة للجدل الى الظفر بسيادة الولايات المتحدة.
فلئن أظهرت مؤسسات سبر الأراء تقدم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون فإن الفارق بدأ في التقلص في الأيام الاخيرة قبيل فتح صناديق الاقتراع أبوابها.
هذا التقلص وصل حد تكافئ الفرص بين المرشحين وانخفاضه إلى هامش الصفر، بيد أن تركيز وسائل الإعلام الأمريكية على الأخطار المحدقة ببلادهم وبالعالم وتنامي موجة الغضب جراء الأداء السياسي للإدرات الأمريكية السابقة خاصة على المستوى الإقتصادي و ولعب ترامب على التناقضات العرقية واثارة النساء اللائي تبين ان نسبة كبيرة صوتن له فضلا عن حديثه عن تقوية هيبة الدولة من خلال تمش اقتصادي، و ترسيخ الخوف من الإرهاب والاسلاموفوبيا والأقليات والدخلاء من الجاليات العربية والمسلمة في المجتمع الأمريكي.
ثمة تساؤل أرى كعربي لا بد لي من طرحه، مفاده: لا فارق بين الحمار والفيل، الأغبياء فقط يهمهم ذلك.. فلوبيات المال والأعمال المتنفذة والمتحكمة في مواقع صنع القرار هي من تقف وراء نازل البيت الأبيض الجديد وتوجهه، وهي من تملي سياساته الداخليّة أولا وأخيرا، وهي السياسة التي ركز عليها الجمهوريون.
في المقابل فإن العامل الخارجي هو من الأهمية بمكان، فمنطقة الشرق الأوسط الساخنة هي محدد رئيس لا يمكن تجاهله وأشك أن يقدم ترامب على تنفيذ وعوده للكيان الصهيوني بنقل عاصمته الى مدينة القدس المحتلة، بقدرما ستكون أولوية الرئيس الأمريكي الجديد محاربة الإرهاب والعمل على التوافق مع روسيا بشأن سوريا مما جعل الاتراك يمهدون الطريق لذلك بتوقيع اتفاق مع روسيا حول سوريا، فيما كانت المرشحة الديمقراطية ترمي إلى إسقاط بشار الأسد وهو الخيار الذي طرحته الادارة الديمقراطيّة أول الثورة وعاد إلى السطح مؤخرا، وتسليح المعارضة المصنفة من إدارتها السابقة، معتدلة.
كذلك ومع انقضاء فترة الديمقراطيين افتراضا، فإن المعادلة الإيرانية السعودية تبقى معلقة على طرفي نقيض وهو ما يمكن التماسه من الموقف السعودي والايراني المستائين من فوز ترامب الذي دعا مرارا إلى مراجعة التفاهم النووي الموقع مع طهران، وقد يطلب كذلك ترامب من الرياض ثمن التحالف الامريكي معها الذي يعد في نهاية الأمر شكل من أشكال الدّعم..ربما أصبح فوز ترامب حاليا من الماضي ..لكن في الإنتظار ..من المبكر الحكم على عليه أو له.
المختار غميض: كاتب تونسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

رأي/ غزة.. وكنت من الواهمين أيضا..

تونس – السفير – بقلم العيد القماطي كنت من الواهمين، في أنصار لهيب غزّة، أن يتص…