قاعدة علميّة تركية في القطب الجنوبي: فصل جديد في الاستكشاف والعلوم

السفير – وكالات

شاركت تركيا في دراسات القارة القطبية الجنوبية على مدى السنوات الـ 50 الماضية. ومع ذلك ، فإن مهمتها الأخيرة، وهي بعثة العلوم الوطنية الثالثة إلى القارة القطبية الجنوبية ، ستفتح صفحة جديدة في حملتها لمواصلة استكشاف القطب المتجمد.

مع البعثة الثالثة ، يبدو أن تركيا ، التي تتمتع حاليا بوضع “مراقب” ، تصبح “دولة استشارية” ، في المصطلح الجديد لنظام معاهدة أنتاركتيكا وتواصل الدراسات العلمية في قاعدتها الخاصة.
وعلى الرغم من أن مهمة تركيا إلى القارة القطبية الجنوبية قد زادت من وتيرتها خلال العامين الماضيين ، إلا أن الأمور لم تكن سلسة عندما وضعت البلاد أعينها على القارة.

وكان الأميرال والملاح والجغرافي ورسام خرائط العثمانيين أحمد محي الدين بيري ، الذي كان يعرف باسم بيري ريس ، أول رجل يرسم خريطة مفصلة بما في ذلك نهاية أمريكا الجنوبية ، التي كانت أقرب قطعة أرض تم تصويرها على الإطلاق في قارة أنتاركتيكا. بعد أن عاد بيري ريس في عام 1513 ، لم يضع الأتراك الكثير من التفكير في القارة القطبية الجنوبية. وكان أول أتراك يتوجه إلى أنتاركتيكا للأغراض العلمية هو Atok Karaali ، الذي أجرى دراسات في القاعدة الأمريكية ، محطة Plateau في عام 1967.

بعد ذلك ، توجه العديد من العلماء الأتراك إلى القارة البيضاء للبحث العلمي. ومع ذلك ، تم تخليد أسماء البروفيسور سيراب تيلاف ، أول امرأة تركية كانت تسافر إلى القطب الجنوبي ، والأستاذ عمران إينان وأتول كارالي مع التكوينات الجغرافية التي سميت باسمهم ، مثل “كرالي روكس” ، “تيلاف سيرك” و “إنان” تل.”

ومنذ عام 1967 ، تطوَّر أكثر من 50 عالمًا تركيًا في أنتاركتيكا ، مما جعل أسماء لأنفسهم مكتظة بالاكتشافات الجديدة الموثقة في الأدبيات الدولية.

البعثة العلمية الوطنية الأولى

نفذت البعثة العلمية الوطنية الأولى لتركيا في القارة القطبية الجنوبية بالتعاون مع المركز الوطني الأوكراني لأبحاث القطب الجنوبي في عام 2016. وخلال البعثة الوطنية الأولى للقارة شارك فيها 13 عالما من سبع جامعات ومجلس البحث العلمي والتكنولوجي التركي (TÜBİTAK).

ومع ذلك ، لكي تصبح تركيا “دولة استشارية” وتركز دراساتها العلمية على منطقة معينة من القارة ، تحتاج تركيا إلى بناء قاعدة. ومن ثم ، وبمبادرة من وزارة الصناعة والتكنولوجيا ، وبالتنسيق مع جامعة اسطنبول التقنية ورعاية الرئاسة التركية ، أطلقت تركيا مشروع بناء قاعدة علمية في أنتاركتيكا.

وبدأت المرحلة الأولى من الحملة العلمية الوطنية الثانية مع تسعة باحثين في عام 2017 ، وتمكن الفريق العلمي من تغطية 4000 كيلومتر تقريبًا خلال فترة شهر ونصف. خلال الحملة ، أجرى الفريق دراسات تشمل العديد من الفروع.

وتم إطلاق المرحلة الثانية من الحملة مع 28 باحثا ولأول مرة في تاريخ تركيا أقام علماء أتراك معسكرا تركيا في أنتاركتيكا في موقع معروف باسم روبرت آيلاند.

خريطة طريق أنتاركتيكا في تركيا

ويهدف برنامج العلم القطبي الشمالي التركي المعترف به دوليًا إلى جعل الدراسات العلمية في أنتاركتيكا مستدامة. تأسست بالتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا في عام 2017.
ويشجع البرنامج ، الذي يرسم خريطة طريق تركيا في أنتاركتيكا ، الدراسات العلمية الأصلية على الحياة القطبية. وتعتبر أهداف حملة أنتاركتيكا ، بالتعاون مع البلدان الأخرى وبناء قاعدة علمية تركية في القارة ، هي الأهداف الرئيسية للبرنامج.

على الرغم من أن الحملات العلمية الوطنية تتم في فترات معينة ، فقد أرسلت تركيا أيضًا 12 عالماً إلى قواعد البحث في بلدان مختلفة ، بما في ذلك بولندا وبلجيكا وجمهورية التشيك وبلغاريا وتشيلي ، في عامي 2017 و 2018.
مع استمرار دراسة الجدوى لإنشاء قاعدة بحث تركية دائمة في أنتاركتيكا ، سيتم بناء قاعدة مؤقتة خلال الحملة التركية الحالية التي انطلقت في وقت سابق من هذا الأسبوع.