YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
أصدر أحد القضاة بالمحكمة الابتدائية بسوسة حكما استعجاليا يقضي بإلغاء رحلتين كانتا مبرمجتين من احدى وكالات الأسفار نحو القدس وأريحا في الاراضي الفلسطينية المحتلة انطلاقا من مطار تونس قرطاج الدولي. الحكم الصادر بإلغاء الرحلتين المذكورتين جاء بناء على شكوى قضائية قامت بها الجمعية العربية التونسية لمقاومة الامبريالية والصهيونية ويرأسها عبد المجيد ملوكة وهي جمعية يطلق عليها شعار «قاومْ».
قضية استعجالية
«الشروق» اتصلت بالاستاذة نادية الورغي محامية الجمعية فأفادت بأنه قد تم اللجوء الى القضاء لمنع الرحلتين المبرمجتين يوم 16 مارس الجاري ويتضمن البرنامج زيارة لمدينة أريحا، وجولة متنوعة في القدس المحتلة والصلاة في القدس الشريف إضافة الى زيارة لمدينة بيت لحم وإلى كنيسة المهد فيها.. ويكون الانطلاق من مطار تونس قرطاج الدولي باتجاه مدينة عمان الاردنية ليتم الدخول الى الأراضي الفلسطينية المحتلة عبر جسر الملك حسين، الذي هو بيد السلطات الاسرائيلية ولا يمكن العبور الى الأراضي الفلسطينية إلا بعد موافقة سلطات الاحتلال..
تطبيع مقنّع!
الأستاذة نادية الورغي التي نابت عن جمعية «قاوم» في رفع القضية الاستعجالية أضافت بأن هذا النوع من الرحلات نحو الاراضي الفلسطينية المحتلة هو نوع من التطبيع المقنّع مع الكيان الاسرائيلي المحتل، وأضافت بأنه تم الاستناد في رفع القضية على توطئة الدستور التي تنص الفقرة الرابعة منه على ضرورة نُصرة «المظلومين في كل مكان، وحق الشعوب في تقرير مصيرها ولحركات التحرر العادلة وفي مقدمتها حركة التحرر الفلسطيني، ومناهضة كل أشكال الاحتلال والعنصرية».
وأضافت الاستاذة الورغي ان الحكم استند الى الفصلين 201 و202 من مجلة المرافعات المدنية والتجارية حيث ان مثل هذه الرحلات قد تشكّل نوعا من التخابر مع العدو حيث أن تونس ليست لها علاقات مع اسرائيل كما ان هذه الاخيرة قامت بالاعتداء على السيادة الوطنية التونسية عند ضرب حمام الشط عام 1985 وقامت بعمليات ارهابية على الأراضي التونسية على غرار اغتيال «خليل الوزير (أبو جهاد) ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان تدخل الرحلة الى الأراضي الفلسطينية، تضيف الاستاذة الورغي، دون الخضوع الى تأشيرة من الجانب الاسرائيلي وترخيص من العساكر الصهاينة الذين يغلقون كل المنافذ والمعابر الأمر الذي يجعل هذا النوع من الرحلات نوعا من التطبيع الذي يرفضه عموم التونسيين.
حكم قضائي بإلغاء الرحلتين
ربما يكون من غرائب الصدف ان الرحلتين المشبوهتين كانتا مبرمجتين يوم 16 مارس وهو يوم الانتخابات الاسرائيلية، وربما يكون اختيار هذا التاريخ نوعا من الرمزية المدسوسة وربما يكون المقصود بتنظيم رحلات من تونس باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة هو فتح الطريق أمام التطبيع «السياحي» مع تونس بالذات التي هي اليوم تقود تجربة ديمقراطية وليدة عساها تكون «نموذجا» لدول أخرى عربية نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي..
وقد اصدرت المحكمة الابتدائية بسوسة حكما ابتدائيا استعجاليا بإلغاء الرحلتين بناء على وجاهة القرائن التي تقدمت بها جمعية «قاوم» عن طريق محاميتها الاستاذة الورغي، وهي سابقة قضائية في تونس ستكون مرجعا فريدا لفقه القضاء في هذا النوع من القضايا وقد تم إبلاغ وكالة الأسفار المعنية بفحوى هذا الحكم عن طريق عدل منفذ ستأخذ المعركة مع التطبيع منحى قضائيا في المستقبل بعد ان تم في شأنه جدل سياسي كبير صلب المجلس التأسيسي إبان صياغة الدستور وكان من المأمول دسترة تجريم التطبيع ولكن ذلك لم يحصل..
المصدر: جريدة الشروق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…