YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير – ظافر بالطيبي

تم يوم أمس الإعلان رسميا عن المشروع السياسي الجديد لرئيس الحكومة يوسف الشاهد والذي اختار له أصحابه إسم “تحيا تونس”، وهو إسم لاقى بعض الانتقادات على اعتبار رمزيته التي يتبناها كافة التونسيين وليس فئة سياسيّة بعينها..

وبغض النظر عن الأسماء والأشخاص، فما يعني التونسيون حقيقة هو كيفية تطبيق هذا الشعار على أرض الواقع بعيدا عن التسميات الرنانة واللغة الخشبيّة. فكيف تحيا تونس حقيقة في ظل الواقع الصعب والمرير الذي تمر به بلادنا هذه الفترة وكأنها في حالة “موت سريري” يحتاج إلى روح جديدة تبعث الحياة والأمل في كل التونسيين ؟

فكي تحيا تونس فعلا، لابدّ من نبذ كلّ الخلافات والتجاذبات وتغليب المصلحة العليا للوطن عن المصالح السياسيّة والحزبيّة والفئوية والإيديولوجيّة التي طبعت المشهد السياسي التونسي على مدى السنوات الأربع الماضية على الأقل.

لكي تحيا تونس، لابّد من وقفة صادقة وحازمة وجامعة لكل الأطياف والفرقاء بعيدا عن الأحقاد والأضغان والحسابات الضيّقة لفئة سياسوية دون أخرى.. بعيدا عن بث أسباب الكراهية والحقد وخطاباتهما المتكررة من مختلف الخصوم والمتنافسين.

لكي تحيا تونس لابد من مصالحة حقيقيّة لا تستثني أحدا ولا تكون حكرا على فئة دون أخرى، فالمصلحة تقتضي التفاف الجميع حول وطنهم والاستفادة من خبراتهم في شتى المجالات ولاسيما الحساسة منها كالأمن والاقتصاد.

لابّد من مصالحة شاملة تكون هي جوهر العدالة الانتقالية بعد فشل الهيئة في تحقيق أهدافها المرجوّة وسعي الحكومة لإقرار قانون مكمل للمسار والذي لابد أن يكون في الأصل قانون المصالحة العادلة والشاملة والجامعة لكل التونسيين.

كما لابد من التفكير جديّا في الاستفادة من الخبرات والكفاءات ذات الباع والصيت في الإدارة وخاصة في مجالي الأمن والاقتصاد. فجوهر الأزمة التي تعيشها بلادنا اليوم إنّما تتمحور حول هذين العمودين الرئيسيين، الأمن والاقتصاد. ولا يخفى على عاقل أن أكبر تهديد اليوم لبلادنا هو الإرهاب من جهة والفقر والجوع من جهة أخرى. كما لا يخفى أنّ كلمة سرّ كل حكومة وكل دولة مهما كان وضعها إنما هي الأمن، أمن النفس وامن الغذاء أي الاقتصاد.

فلما لا تعمل حكومة الشاهد لتحقيق شعار التونسيين الذي اتخذته إسما لحزبها الجديد “تحيا تونس” عبر تكريس مفهوم الأمن الذي يفتقده التونسيون اليوم في أنفسهم وفي لقمة عيشهم وتستعين في ذلك بالخبرات والكفاءات العليا التي لم يقع الاستعانة بها إلى اليوم وخاصة بعد أن أثبت الكثيرون فشلهم في الميدان ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…