YOUR EXISTING AD GOES HERE

السفير – بقلم : محمد علي الشتيوي

لم يكن قرار المشيشي اقالة وزير الصحة فوزي مهدي بالغريب لعدة اعتبارات موضوعية بحكم اداء هذا الوزير وطريقة تعاطيه مع الوباء وتسببه في كوارث صحية وذلك لغياب استراتيجية واضحة في الحرب على الوباء وغياب غرفة عمليات صلب وزارة الصحة تمده بالتقارير اليومية عن وضعية المستشفيات وما تتطلبه من مساعدات عاجلة خاصة في علاقة بالنقص في الاكسيجين وعدم اتخاذه لقرارات استباقية لتفادي الكارثة وهذا لم يحصل .

وكان رئيس الحكومة قد برر هذا القرار بكم الأخطاء التي ارتكبها فوزي مهدي في ادارته للازمة الصحية خاصة قراره تجميع المواطنين يوم عيد الاضحى لتلقي التلاقيح وهذا ما اعتبره المشيشي جريمة لا تغتفر وايده في ذلك رئيس الجمهورية ..لكن في قراءة اعمق لخلفية قرار الاقالة والرسائل المشفرة التي وجهها المشيشي لرئاسة الجمهورية خلال اجتماعه بمقر وزارة الصحة مع اطارات وكوادر الوزارة على اعتبار ان فوزي مهدي محسوب على الرئيس يبدو ان النية كانت مبيتة لافشال المنظومة الصحية الحالية وارباكها في تعاطيها مع الازمة الوبائية بالقرارات الاعتباطية او العشوائية للوزير المقال وعدم استشارة رئاسة الحكومة في عديد المسائل وهذا ما اكده المشيشي في عدم علمه بقرار تجميع المواطنين يوم العيد وفي غيرها من الإجراءات وكذلك اللجنة العلمية او حتى اللجنة الوطنية ولكن في مقابل ذلك نشهد نجاحا لادارة الصحة العسكرية في معاضدة مجهود الدولة في حملات التلقيح وهو ما جعل قيس سعيد يصرح بان الصحة العسكرية ستتولى ادارة الازمة الصحية في البلاد وذلك بعد فشل الحكومة ومما يزيد تأكيد هذا التوجه ان فوزي مهدي يدرك جيدا ان المشيشي يريد التخلص منه بعد التحوير الوزاري الذي عطله قيس سعيد وبالتالي يعلم يقينا ان رئيس الجمهورية هو الذي يوفر له الغطاء السياسي وعليه ولاؤه يجب ان يكون له .

كما ان رئيس الجمهورية قد يكون وراء تنظيم هذا اليوم المفتوح وذلك في سياق مسار كامل لاستغلال ازمة كورونا لتسجيل نقاط سياسية لفائدته على حساب حكومة المشيشي ومن يدعمها بعد فشلها فشلا ذريعا في ادارة الازمة خاصة وان هذا المسار جاء لاستكمال ما بدأه قيس سعيد من خلال الاتصالات المكثفة بجل دول العالم لجلب التلاقيح وقد استجابت كل الدول تقريبا ثم في مرحلة اخرى كلف الجيش وتحديدا الصحة العسكرية بالتوجه للمناطق الداخلية والنائية وإجراء حملات تلقيح في زمن قياسي وقد لاقت هذه الحملة نجاحا باهرا واستحسانا شعبيا كبيرا.في المقابل وخلافا لتصريحاته يبدو ان المشيشي قد كان على علم مسبق بهاته الحملة حسب المراسلة الموجهة من مصالح وزارة الصحة الى مصالح وزارة الداخلية وكان بامكانه اما الغاء هذا اليوم او تأمين سيره العادي لكنه خير استغلال هذه الفرصة لضرب قيس سعيد وإحباط مخططه والتخلص من آخر وزرائه في الحكومة لذلك وقع الذي وقع امام مراكز التلقيح ..اذن الغايات السياسية كانت حاضرة بقوة في ادارة الازمة الوبائية وبخلاف التصريحات التي تحاول في كل مرة ايهام الشعب باننا امام حرب حقيقية بعيدة كل البعد عن التجاذبات السياسية فان الوقائع تؤكد خلاف ذلك وان المعركة هي سياسية بالاساس من خلال توظيف ادارة الازمة الصحية لتسجيل نقاط سياسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

تمديد الاحتفاظ بإطارين من وزارة المالية بشبهات فساد

تونس – السفير  أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس لأعوان الوحدة الوطنية…