في الجنوب: استغاثة الفلاح.. والقطيع مهدد!!

تونس – السفير – محمد ضيف الله

تتواصل بالجنوب الشرقي معاناة الفلاح واتعابه، فهو يعيش في حيرة وارتباك كبير.

حيرة من تواصل الجفاف الذي جعل من المراعي جرداء لم يعد للقطيع ما يأكل فيها، فقد تتالت سنوات شح الامطار وطال امدها، فاجبرت الفلاح على الاعتماد التام على الاعلاف من شعير وسداري وقطانية وعلف مركب وقرط وصريع وغيرها..
ارتباك اشتد بالنقص المسجل في الاعلاف خاصة الشعير ومشقة وصعوبة توفيره، رغم المحاصصة والتقسيمات المعتمدة بنيابات الحبوب.

زيادة ب15دينار في الشعير
قبل مدة تفاجئ الفلاح بزيادة مشطة في كيس الشعير حيث اصبح سعرها 42,500د بعد ان كانت ب 27،500د وهو ما اثار غضب الفلاح وزاد في حيرته ومخاوفه، زيادة احدثت تململا واحتجاجا في البداية حيث تواصل عدد من مربي الماشية بالسلطات خاصة الولايات والمعتمديات مطالبين بالتراجع عن هذه الزبادات الا انهم لم يجدوا اي تجاوب واستقرت الزيادة التي تزامنت مع فترة حساسة بالنسبة لمربي المواشي، فهي فترة ولادات القطيع مما يجعل الفلاح مضطرا لشراء الشعير بقطع النظر عن السعر حسبما اكده لنا عدد ممن تحدثنا اليهم.

زيادات وغلاء كبير شملت ايضا القرط بمختلف انواعه، حيث اصبح سعر “البالة” يتراوح بين 18 و30د حسب النوع، الى جانب كيس الصّريع التي وصلت ثمانية دنانير بعد ان كانت بخمسة دنانير.
بعض الفلاحين الذين تحدثنا اليهم عبروا عن مخاوف حقيقية تتهدد قطيعهم امام هذا الوضع المعقد، الذي بدا يجبر العديد عن بيع قطيعه والتخلي عن تربية الماشية بشكل نهائي.

استبشار..ولكن..!
في حديثنا مع بعض مربي المواشي حول هذه الاوضاع اكد بعضهم انهم قبل مدة فرحوا واستبشروا بنزول بعض الامطار، مع امل ان تتبعها كميات اخرى خاصة في اوخر اكتوبر بداية نوفمبر حتى ترتوي الارض ويكون خريف ممطر تخضر من خلاله المراعي فيخفف المعاناة بالتخلي ولو جزئيا على الاعلاف، لكن مرت اواخر اكتوبر دون ان تمطر وهناك مخاوف وبوادر ان يتبعه نوفمبر.

احد المربين اكد ان اخر سوق اغنام برهن على هذه المخاوف وحالة الحيرة والارتباك حيث لم يعد هناك اقبال عن الشراء الى جانب تدني الاسعار مقارنة بالكلفة خاصة في ظل اضطرار الفلاح للبيع وان بسعر متدني حتى يوفر ثمن الاعلاف لبقية القطيع.
وضع صعب وقد يزداد تعقيدا اذا تواصل الجفاف مما سيؤدي الى تناقص كبير في القطيع بسبب تسليم المربين بالبيع خسبما اكد لنا احد الفلاحين، خاصة مع بعض محاولات تهريب الاغنام الى القطر الليبي والتخلص من اعباء واتعاب ومعاناة طالت بالفلاحين.