YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير
بقلم: محمد مقدمي
لا بد ان نذكر ما نقلته وكالة الاعلام عن برنارد لويس في مقابلة اجرتها معه حيثقال ما يلي : ” إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مـُفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم.. وإذا تـُركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمرالحضارات وتقوض المجتمعات .. ولذلك فان الحل السليم للتعامل معهم هو اعادة احتلالهم واستعمارهم …” ويضيف : ” ولذلك فإنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية .. ولا داعي لمـراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود أفعالهم…. ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك : ( إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا ).. ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المـُعلنة “هي تدريب شعوب المنطقة على الحياةالديمقراطية. ”
و تعتبر ليبيا من البلدان المنوطة بالتّقسيم , على غرار سوريا و العراق و اليمن وغيرها من البلدان الإسلاميّة , و ذلك حسب مشروع الشّرق الأوسط الكبير الذّي طرح فيمجموعة الثمانية سنة 2004 , فهل بدأ السّير الفعلي بالتّقسيم إلى فدراليّات قائمة على أساس طائفي و عرقي ؟
انطلقت يوم الثلاثاء3-2-2015 بمدينة أغادير بالمغرب المناورة العسكرية”الأسد الافريقي” تحت قيادة القوات الأمريكية, ويشارك في هذه المناورة كل من تونس والمغرب وموريتانيا والسنغال مع كل من ألمانيا وبريطانيا.
وكان العنوان البارز لهذه المناورة هو تدريب القوات العسكرية في المنطقة على محاربة الإرهاب . كما إلتقى في نفس اليوم عمر السّنكي وزير الدّاخليّة الليبي في حكومة عبد الله الثني وسفير ليبيا في تونس لمناقشة مبادرة التوسّط في الحوار الليبي-الليبي و ملف محاربة الإرهاب.
الإربعاء 4-2-2015 الباجي قائد السبسي يزور الجزائر و ذلك لدراسة ملف الإرهاب و تشكيل حزام أمني مشترك على الحدود للتدخّل السريع فور حدوث حالات إرهاب , و في تصريح لوزير خارجيّة الجزائر :التنسيق الأمني بين تونس و الجزائر سيمكن من القضاء على الإرهاب , كما تمّ التأكيد من قبل رئيس تونس الباجي أنّ تونس وحدها لا تقدر على مواجهة الإرهاب . و قد جاءت هذه الزيارة إبّان تصاعد الأحداث في ليبيا بالتحديد منطقة رأس جدير بين قوّات حفترو فجر ليبيا , و في تونس يجري العمل على تضخيم تحرّكات هذه الجماعات مثلما يحدث في الكاف والاعلان عن القبض على 3 إرهابيين من ليبيا في قابس والاعلان عن إشتباكات بين جماعة فجر ليبيا و قوّات خليفة حفتر في الحمّامات رغم نفي شهود عيان هذا الخبر و الإبلاغ عن تحرّكات لمراد الغرسلّي في قفصة وهو المعروف بالذراع اليمنى للقمان أبو صخر الذي تسلّل إلى الأراضي الليبيّة سنة 2013 و تمّ القبض عليه من قبل قوّات حفتر . أمّا في الجزائر في نفس اليوم فقد ادعت السلطات الجزائرية أن الجيش تمكن من إحباط مخطّط لإختطاف أجانب في الجزائر عبر تفكيك خليّة إرهابيّة ليبيّة تمركزت في المثلّث الحدودي “النّيجر,ليبيا, الجزائر” كما تمّ الاعلان عن اعتقال عضوين في خلية سرية تابعة لتنظيم “الدولة الاسلامية” في عمليتين منفصلتين بكل من العاصمة ومحافظة البويرة حصلا على تدريب عسكري في ليبيا حيث انتقل إليها سرا وعاد من ليبيا عبر تونس .
يوم الخميس 5-2-2015 رئيس أفريكوم جايمز رودريغاز يؤدّي زيارة إلى الجزائر بالتزامن مع زيارة الباجي قايد السبسي وذلك لطرح قضيّة الإرهاب في ليبيا حسبما تم الاعلام عنه . و عبّر عن دعمه للحلّ السياسي السّلمي , و هذا غير ممكن على أرض الواقع بإعتبار أنّ الشرق الليبي من بن جوّاد إلى غاية الحدود المصريّة تحت سيطرة قوّات الخليفة حفتر , الوسط و الغرب يخضع لقوّات فجر ليبيا , و الجنوب إلى قبائل لم تحدّد موقفها بعد و لا يمكن الجمع بين مختلف الأطياف في الوقت الراهن –حسب تصريح لسفير ليبيا في الإمارات العربيّة المتّحدة عارف علي النايض – هذا الى جانب وجود حكومتين وبرلمانيين بين الشرق الليبي وغربه.
كما أكّد النايض أنّ تنظيم داعش يتمدّد إلى ليبيا بشكل كبير و ليس بالإمكان دحر تنظيم داعش في العراق بدون محاربة المكوّن الليبي و أنّ هذا الخطر يهدّد أيضا تونس و الجزائر .
و قد أفاد تقرير أمني جزائري حديث العهد بخصوص ما يحدث في ليبيا أنّ هدف التنظيمات في ليبيا هو الحصول على السلطة و المحروقات بغرض دفع الدّول الغربيّة إلى عدم التدخّل بأيّ شكل من الأشكال , و أوضح التقرير أنّ تونس و الجزائر معرّضتان لخطر الجماعات الإرهابيّة الناشطة في ليبيا , و أنّ تنظيم أنصار الشريعة بليبيا و تونس و جماعة مختار بلمختار زرعوا خلايا إرهابيّة في تونس و الجزائر وليبيا بعدد كبير , و أكّد التقرير أنّ داعش تستطيع مهاجمة الجزائر و تونس بإستخدام عناصر إرهابيّة جزائريّة تونسيّة يحملون جنسيّات مزدوجة .
كلّ هذه الأدلّة و التصريحات ليست بمنأى عن عمليّة شارلي هيبدو والتصريح الشهير لفرنسوا هولاند “أصبحت رجلا آخر بعد عمليّات هيبدو” حيث أكّد على تقديم فرنسا لمساعدات تقنيّة و لوجستيّة و عسكريّة إلى الدّول التي أرسلت قوّاتها إلى بوكوحرام , و دعا بعض الدّول كالولايات المتّحدة الأميركيّة و روسيا إلى القضاء على الإرهاب في منطقة الساحل و ليبيا عموما . و زيارة رئيس أركان الجيوش الفرنسية الجنرال بيير دوفيلي الفترة الماضية إلى الجزائر الذي التقى نائب وزير الدفاع الجزائري الفريق قايد صالح إضافة إلى أربعة جنرالات وعقيدين من القيادات العسكرية الجزائرية وشخصيات مدنية، ما يؤكد أن الأمر يتجاوز لقاء روتينيا بل مناقشة تفاصيل الحرب المقبلة في ليبيا. و قد أكّد سيناتور أميركي أنّ ليبيا تحوّلت إلى مفرخة إرهاب , داعش إلى حدّ كبير يملكون ليبيا .
فهل يعاد سيناريو معاذ الكساسبة إلى الصحفيين القطاري و الشورابي – لاقدّر الله – لإيجاد ذريعة أمام الرأي العامّ حتّى تنتهي مسرحيّة الإرهاب بالتدخّل الأممي لقوّات حفظ السلام في ليبيا ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …