YOUR EXISTING AD GOES HERE

تونس – السفير الدولي – المختار غُميض
1421970396559974400
لم تكن المملكة العربية السعودية بالدولة العدوانية في تاريخها السياسي والعسكري هذا أمر محسوم رغم مشاركتها في 7 حروب خارجية اهمها حرب 1967 و1973 ضد “إسرائيل”، وحرب الخليج الثانية في 1991 وضد الحوثيين في جبل دخان باليمن سنة 2009.
إلا أن الحرب الحالية الثانية التي تخوضها ضد الحوثيين اتخذت في فيها المملكة منحى جديدا مع تولي الملك سلمان الحكم والحديث عن سياسات جديدة للسعودية.
فالسعودية تقود التحالف العربي العشري بنفسها بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كما ان الملك سلمان الاكثر حماسة لعاصفة الحزم من دول التحالف الاخرى فهو الذي لا تخلو خطاباته من الدعوة الى اللحمة في اطار مجلس التعاون ورص الصفوف في الداخل والخارج لمواجهة “العدو المشترك”، بعد أن وجدت السعودية نفسها محاطة بهلال شيعي لطالما تنبهت اليه ونبهت منه، شمالا وشرقا وجنوبا.
مع سقوط أغلب أجزاء اليمن بأيدي حلفاء إيران بل وكلاءها، سيكون من الخطورة بمكان، بالنسبة الى الرياض، التخوف من التمدد الايراني الطائفي في اطار ماتسميه طهران بتصدير الثورة في المنطقة.
تبدو سياسات أنصار الله الحوثية وحليفهم الجديد -عدو الأمس- علي عبد الله صالح، بائسة وتفتقد الى الجدوى، وإلاّ فكيف يسارع صالح الى الدعوة الى الحوار في أي مكان.ألم يكن ذلك متاحا له قبل “العاصفة” ؟
أما السعودية فمن المؤكد أنها لا ترغب في الحوار سيما بعد أن حزمت أمرها عسكريا، هي تريد بلا شك فرض قوتها واستعراض عضلاتها التي يُنظر إليها -حوثيا على الأقل- أنها في عداد المهزومين سنة 2009 وهو مايبرره نجاح الحوثيين في تمردهم حتى النهاية.
دوليا، رسالة جديدة يرغب الملك الجديد إبلاغها، هي أن الرياض غير الرياض، في ظل التطورات المتلاحقة خاصة بعد 2011، يُلمّح سلمان الى موسكو بأن لبلاده وزن مؤثر في العلاقات وفي المنطقة، ولعل في كلمة سعود الفيصل في القمة العربية بشرم الشيخ رسالة سعودية قوية الى روسيا المتناقضة، التي تدعو الى الحوار السوري وتدعم النظام بالسلاح في المقابل.
كما تخاطب الرسالة السعودية الجار الشرقي المطل على الخليج “الفارسي”، ان تقطع أذرعه الممتدة، وتطيح بحلم امبراطوريته وجنرالاته الذين اعترفوا بمشاركتهم في معارك تكريت والسيدة زينب في دمشق، وفي لبنان، وفي والعراق، أولم يقل علي يونسي نائب الرئيس الإيراني إن “العراق عاصمتنا” ؟
ثم هي رسالة الى واشنطن حيث تراجعت لديها مكانة المملكة الصديقة والحليفة سابقا لإنخفاض الأداء السياسي في إدارة الرئيس باراك اوباما الذي اتبع منهج الهروب الى الامام في سوريا خاصة، ما أدى إلى تدهور كبير في سمعة أمريكا، وإلى انكماش نفوذها في إحدى أبرز المناطق أمريكيا مما انعكس سلبا على علاقاتها مع حلفائها أولهم طبعا السعودية.
وكأني بالملك سلمان -ومن خلال أسطول مقاتلات هو الثالث عالميا- يقول: “لنا مصالحنا واستراتيجياتنا وبإمكاننا الدفاع عليها”
فعلا تمكن سلاح جو “عاصفة الحزم” المباغتة -كما لو كان لدى الخلييين “ناتو”- من السيطرة على الاجواء اليمينة في وقت قياسي لا يفوق ربع الساعة بيد أنه في لغة القتال دخول الحرب سهل لكن الأصعب الخروج منها.
لئن تذكرنا عاصفة الحزم بعاصفة الصحراء فإن الاختلاف في تقدير قوة “العدو” لا يقبل المقارنة بين جماعة حوثية حديثة عهد بالسياسة ونظام صدام حسين العتيد، هذا العامل سيساعد السعودية لا على الانتصار وإنما لتستعرض قدرتها على سحق خصمها.
فيا خيبة المسعى و كارثيتها، لا على السعودية -التي قال وزير خارجيتها ان بلاده حاضرة لأي حرب تفرض عليها- فحسب بل على الدول الخليجية قاطبة بل ومصر التي يقودها السيسي بدعوى ارجاع الشرعية الى صاحبها الرئيس هادي وهو بنفسه نازع للشرعية مغتصب لها.. في ظل تغيرات جيو ـ سياسية إستراتيجية تعيد رسم الخارطة بالبترو دولار “زي الرز”.
حينها تكون السعودية اكبر الخاسرين، فيما تحتل إيران الصدارة الإقليمية، وهي قاب قوسين أو أدنى من توقيع معاهدة “القرن” حول ملفها النووي، حينها فقط تصبح الرياض في مرمى حجر من بغداد الى صنعاء، وباب المندب ومضيق هرمز والبحر الأحمر، تحت السيطرة الإيرانية.
فرضيات توقعتها السعودية في خضم المعركة، بتصريح فريد جديد لسفيرها في واشنطن عادل الجبير مفاده بأن السعودية ستبني قنبلتها النووية…
ذلك يعيد إلى الأذهان عزم الملك الجديد بأنه ماض في المعركة، حازم فيها، عازم على قهر الحوثيين… وإلاّ فانهارت دولة سلمان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …