YOUR EXISTING AD GOES HERE

تركيا – تقرير السفير
هو فتح الله غولن الملقب بالإمام الحجّة أو المهدي عند أتباعه، ولد في 27 أبريل 1941 في أرضروم بتركيا ودرس مرحلة تعليمه الابتدائي بداية من عام 1946 في أرضروم. في 1966 تم تعيينه في أزمير الإمام الرئيسي في أحد أكبر مساجدها وخدم حتى عام1971.
اعتقل غولن في عام 1971 من قبل الجيش بعد الانقلاب العسكري حينها وقضى سبعة أشهر في السجن بتهمة ارتكاب أنشطة الرجعية إلاّ أنه تم إطلاق سراحه لعدم وجود دليل ضدّه وفي سنة 1979 بدأ يكتب للسيزنتي Sızıntı (النافورة) وهي مجلة إسلامية، تم نشرها من قبل أتباعه.
في سنة 1980 كتب افتتاحية أثنى فيها على عمليّة الإطاحة بالحكومة المنتخبة من قبل الجيش وفي 20 مارس 1981 تقاعد من الإمامة بإدارة الشؤون الدينية.
أسس صحيفة زمان في عام 1986 عن طريق أتباعه ،وبين سنتي 1980 و1990 أصبحت منظمة غولن (الفيتو) أكثر قوّة ونفوذا، مع انتشار مقالاته التي وزعت في مختلف أنحاء البلاد من قبل تلاميذه وأنصاره. وكان يتم توجيه الأموال التي تجمعها الحركة إلى المدارس والمؤسسات الإعلامية وغيرها من المشاريع لمساعدة التوظيف وتوسيع النفوذ. وبدأ بعدها المجندون تدريجيّا في اختراق مؤسسات الدولة وخاصة الجيش والشرطة والقضاء في محاولة لتولي سلطة الدولة من الداخل.
وفي نوفمبر 1991، تم التوقيع على البروتوكول الأول لفتح مدرسة ثانوية تركية في جمهورية ناختشيفان ذات الحكم الذاتي في أذربيجان. وبدأت حركته في تكوين شبكة قوية من المدارس. وتشمل هذه الشبكة المئات من المدارس في جميع أنحاء العالم. منها تونس.
كما أنه في سنة 1990 أصبحت له مدارس في الولايات المتحدة وتعتبر واحدة من أهم مصادر التمويل الرئيسية لمنظمته غير المشروعة (فيتو). وفي جانفي / يناير 1993 تم تأسيس قناة سامانيولو التلفزيّة من أتباع فتح الله غولن، وبدأ مشروع بناء إمبراطورية إعلامية كأداة دعائيّة لزيادة نفوذها السياسي والدعاية له وترويج أفكاره.
خلال التدخل العسكري عام 1997 اضطر رئيس الوزراء إلى الاستقالة وشنّت حملة قويّة على المحافظين، ولكن غولن دعا أتباعه إلى احترام إرادة الجيش.
وكان فتح الله غولن يركز في أعماله على فكرتي الديمقراطية وحوار الأديان. وكان من حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الماضي لكن العلاقة بين حكومة حزب العدالة وحركة غولن (الحزمت) أصبحت متوترة بعد محاولة الأخير السيطرة على الحكم في الدولة، وأصبح الانقسام علنيا في ديسمبر 2013 ، حين تم تدبير تهم بالفساد ضد المسؤلين في حكومة العدالة والتنمية من قبل أعضاء المنظمة في القضاء والأمن ةالإعلام. واتهم أردوغان غولن بالوقوف وراء المشكلة للتأثير سلبا على الحزب والآداء الحكومي.
وفي استجابة سريعة من قبل الحكومة منعت عملية سيطرة الحركة على الدولة، وبدأ تحقيق شامل لمعالجة الخطر الذي يشكله أتباع منظمة غولن (الحزمت) في الشؤون القضائية والأمنية والأعمال التجارية والتعليم.
وفي مساء يوم الجمعة 15 يوليو 2016، أطلقت الحركة النخبة المتبقية منها داخل المؤسسة العسكرية في محاولة يائسة لإسقاط الحكومة. وقد فشلت المحاولة الانقلابيّة بسبب المقاومة الشعبية والمدنية الكبيرة وعوامل أخرى عديدة..
160812095946_gulen_640x360_getty_nocredit
منظمة فتح الله غولن الإرهابيّة “فيتوFETO”
(Fetullah Terrorist Organization)
أحبطت الدولة التركية محاولة انقلاب عسكري آثمة قام بها أتباع الإمام الهارب فتح الله غولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1999 في بنسيلفينيا. وقد تمكن غولن خلال عقود قليلة من تأسيس مدارسه في أكثر من 160 دولة، منها تونس، وكانت تدعو بالأساس لتعزيز الحوار بين الأديان والحضارات. وقد نجحت منظمته في خداع مئات الآلاف من الناس إلى أن استطاع تقوية نفوذه داخل الدولة التركية وعلى الساحة الدولية باعتماد آلة دعائيّة قوية متمثلة في عدد من الصحف والقنوات التلفزية كوّنها أتباعه وأعضاء منظمته الخطيرة.
ولعب الزعيم الإرهابي البالغ من العمر 77 عاما، الدور الرئيسي في الحوادث الكبرى التي هزت البلاد آخرها المحاولة الانقلابية في 15 جويلية / يوليو 2016 التي راح ضحيتها مئات الشهداء وآلاف الجرحى.
المدارس: المصدر الرئيسي للمجندين
تضمّ حركة غولن (فيتو) الإرهابيّة نحو 2000 مدرسة في أكثر من 160 دولة، تم إغلاق بعضها لوجود شبهات عديدة حولها. كما أنّ بعض هذه المدارس موجودة في الولايات المتحدة الأمريكيّة كان عدد منها محل تحقيقات لمكتب التحقيقات الفيديرالي (الآف بي آي) يقال أنها تتعلق بشبهات مالية غير سليمة
منذ محاولة الانقلاب الأخيرة جويلية الماضي، أغلقت الدولة التركية مئات المدارس التابعة لغولن وعشرات الجامعات الخاصة. وكانت تقريبا كل هذه المؤسسات قيد التحقيق، ولكن وجود اختراق قوي من أتباع غولن Gülenist في القضاء وأجزاء أخرى من أجهزة الدولة جعل الأبحاث تسير ببطء شديد.
تعتمد المنظمة الإرهابية (فيتو) بالأساس في اختراق المجتمع التركي وتجنيد أعضائها على المدارس وتستهدف بالأساس الأطفال وأسرهم وأقاربهم من خلال خداعهم عبر الأخلاق والقيم الدينية التي يتم تدريسها لهم في المدارس.
20160728_2_18268414_12652305_Web
الآلة الدعائية
اعتمد أنصار غولن وأتباعه في اختراقهم للدولة على الإعلام بالدرجة الأولى خلال السنوات الفارطة، وكذلك في تبرير مواقف المنظمة والتأثير على الرأي العام. وكانت صحيفة “زمان” أكثر الوسائل الإعلامية التي تعتمدها المنظمة حتى أنها كانت بمثابة الناطق الرسمي باسم غولن وأتباعه. وكان فتح الله غولن يكتب باستمرار في الصحيفة كما كان يروّج أنّ لها عدد كبير من القراء والمتابعين.
ولم تكن صحيفة “زمان” الوحيد التي أسستها المنظمة، بل كان هناك العشرات من الصحف والمجلات ومحطات التلفزيون والإذاعة تمّ استخدامها في عمليات التلاعب بالرأي العام والمجتمع التركي. وكانت كلها تقدم نفسها على أنها الأكثر قراءة في الإعلام التركي وتمّ توزيع بعض الصحف مجانا لضمان وصولها لأكثر ما يمكن من الشعب التركي كما قامت المنظمة بإكراه بعض مناصري غولن بالكتابة والمساهمة فيها، وعلى الرغم من أن الأرقام والإحصائيات المقدمة من قبل أتباعه كانت كاذبة ومغلوطة، إلاّ أنّ المنظمة كانت قادرة على فتح الأبواب لنفسها في تركيا والخارج بالترويج أنّ صحيفة الأكثر مبيعا في البلاد. وكان يتم هذه الوسائل الإعلامية في تصفية الحسابات وتجنيد الأتباع وتشويه الخصوم ونشر أفكار المنظمة ومعتقداتها..
التبرعات الإجبارية لتمويل التنظيم
كانت حركة غولن تجبر منخرطيها وأتباعه بالتبرع نسبة 20 بالمائة من دخلهم للمسؤولين في المنظمة وتسلسلها الهرمي مباشرة أو عبر بعض المؤسسات الخيريّة مثل مؤسسة “كيمس يوكمو”. وقد كشفت التحقيقات وجود العشرات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي لم تسجّل التبرعات التي قدّمت إليها في حساباتها المصرفية وأنه تمّ تهريبها من أجل خدمة الأجندات السريّة للمنظمة الإرهابيّة (فيتو).
وكان غولن وأتباعه يستخدمون عديد الجمعيات ويروجون فيها لفكرة الحوار بين الأديان والحضارات مثل منتدى الرومي وفروعه في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا من أجل تسهيل أنشطة منظمته في تلك البلدان.
add
دعم البيروقراطيّة وأحزاب السلطة والمعارضة
بالنظر إلى جميع التطورات الحاصلة في تركيا منذ سنة 1970، وبما في ذلك الانقلابين العسكريين في عامي 1980 و1997، التي دعهما غولن، لم يكن الرجل حريصا على ممارسة السياسة أو تكوين حزب سياسي، وكان بدل ذلك يحرص على دعم السياسيين ومن في السلطة والتغلغل بالتوازي في مفاصل الدولة والمراكز الحساسة. حتى أنه كان يقف مع العدالة والتنمية في البداية إلى أن اعتقد أنه أصبح قويّا كفاية بما يسمح له بالاستحواذ على السلطة والدولة معتمدا في ذلك على أتباعه المتغلغلين في مختلف قطاعات الدولة الذين تورطوا في التنصت على المواطنين وأعضاء من الحكومة ومسؤولين عسكريين.. فحاول إسقاط حكومة أردوغان سنة 2013 معتمدا على القضاء إلا أنّ محاولته باءت بالفشل عندما تمّ التفطن لنواياه وإيقاف عدد كبير من أتباعه من مختلف المراكز الحساسة في الأمن والقضاء.
فبدأ بعد ذلك في البحث عن حلفاء جدد لمنظمته الإرهابية (فيتو)، من الشخصيات القومية المتطرفة إلى اليساريين والسياسيين المؤيدين للأكراد. على الرغم من أتباعه في السلطة القضائية كان هم من أرسلوا الآلاف من الأكراد إلى السجون بين عامي 2011 و 2012. واستعمل وسائل الإعلام لدعمه لحزب سياسي يمثل هؤلاء الناس في الانتخابات الأخيرة. وكان الهدف الوحيد للحد من نفوذ حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي أصبح يحارب لتطهير البلاد من “فيروس” غولن وأتباعه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

معارك غزة.. فرق نفسية لمواجهة الميول الانتحارية لدى الجنود الإسرائيليين

السفير – وكالات أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال الإسرائيلي …